لم يجد المنتخب الوطني المغربي كبير عناء في تجاوز عقبة منتخب تنزانيا، برسم الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث حقق انتصارا بينا، مساء أول أمس الثلاثاء، على أرضية الملعب الوطني بنجامين مكابا بدار السلام. وكان بإمكان الحصة أن تكون ثلاثية لو أفلح أشرف حكيمي في تسجيل ضربة جزاء، أعلن عنها الحكم في الدقيقة الثانية، بعد عرقلة أمين عدلي داخل معترك العمليات، لكنه سدد خارج الإطار. وهي المباراة الأولى في هذه التصفيات للعناصر الوطنية، التي أبهرت العالم في مونديال في قطر قبل عام، عندما بلغت المربع الذهبي وأزاحت في طريقها منتخبات من العيار الثقيل، على غرار إسبانيا والبرتغال وبلجيكا. وكان مقررا أن ينخرط أسود الأطلس في أجواء التنافس يوم الخميس الماضي، لكن انسحاب المنتخب الإرتيري من التنافس أجل ظهورهم الأول إلى أول أمس الثلاثاء. وتحكم الفريق الوطني في مفاتيح اللعب منذ صافرة البداية، وفرض سيطرته على مجريات هذه المباراة، التي جرت فوق أرضية صعبة، بفعل تضرر العشب جراء التساقطات المطرية وكذا توالي المباريات، الأمر الذي جعل التحكم في الكرة صعبا بعض الشيء، كما أن لاعبي المنتخب التنزاني حاولوا الحد من خطورة الفريق الوطني باللعب الخشن، والذي كانت من نتائجه بطاقة حمراء للمدافع نوفاتوس ميروشي (د65) بعدما جمع إنذارين. وحرر حكيم زياش رفاقه من كل الضغوط، بعدما أرسل كرة ساحرة من مسافة بعيدة، خدعت الحارس كويسي في الدقيقة 28، ليرفع حصيلته التهديفية رفقة المنتخب الوطني إلى 21 هدفا. واستمر ضغط العناصر الوطنية نحو مرمى المنتخب التنزاني، وخلقوا العديد من الفرص السانحة للتهديف، أبرزها تسديدة زياش، التي كادت تغالط الحارس التنزاني في آخر لحظات الشوط الأول. وعلى نفس المنوال جاء الهدف الشوط الثاني، رغم التعديلات التي أدخلها المدرب الجزائري عادل عمروش، الذي استنجد بالعميد ساماكا والهداف السابق للوداد الرياضي والدفاع الجديدي، سايمون مسوفا، لكنه فشكل في إدراك التعادل، بل استقبل في الدقيقة 54 هدفا ثانيا، بعدما أرسل زياش كرة فوق طبق من ذهب نحو بلال الخنوس، الذي كانفي وضع جيد داخل منطقة العمليات، فمررها زاحفة تابعها يوسف النصيري بيمناه من مسافة قريبة، لتصطدم بالمدافع باكاري موامنييتو، وتعانق الشباك. وبعد هذا الهدف منح وليد الركراكي الفرصة لعدد من لاعبي الاحتياط، بغية إراحة عناصره الأساسية، حيث أشرك كلا من أيوب الكعبي وطارق التيسودالي وإسماعيل الصابيري وأمير ريتشاردسون وعبد الصمد الزلزولي، بدلا عن زياش وعدلي والنصيري وحارث وبلال الخنوس، لتتحول المباراة إلى فرصة لتجريب الخيارات البديلة، خاصة وأن المنتخبين سيلتقيان رسميا يوم 07 يناير 2024 في سان بيدرو، برسم الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة بنهائيات أمم إفريقيا، المقررة بالكوت ديفوار. ومنح هذه الانتصار أفضلية معنوية للعناصر الوطنية، التي أصبحت تحتل الرتبة الأولى، برصيد ثلاث نقط، متقدمة بفارق الأهداف عن النيجر وزامبيا، رغم أنهما خاضا مبارتين حتى الآن، بينما يتذيل منتخب الكونغو الترتيب من دون رصيد.