مؤسسة محمد الخامس للتضامن تباشر عملية نصب الخيام لإيواء الساكنة بمختلف المناطق المتضررة من الزلزال سخرت القوات المسلحة الملكية وسائل وإمكانيات مهمة في عمليات الإنقاذ وإيصال المساعدات جوا إلى المناطق المتضررة من زلزال الحوز. فمنذ يوم السبت الماضي، تنفذ مروحيات تابعة للقوات المسلحة الملكية مهام نقل وإيصال المساعدات جوا وإجلاء المصابين. وانطلاقا من قاعدة مدارس القوات الملكية الجوية بمراكش، يتم تنفيذ ما بين 35 و 40 مهمة يوميا، حسب الظروف الجوية وطبيعة التضاريس، حيث تقوم مروحيات من نوع شينوك CH47 وبوما SA330 وAB 205 بطلعاتها الجوية منذ الساعات الأولى للصباح بين مدينة مراكش ومختلف المناطق المتضررة من الزلزال، لاسيما تلك التي يصعب الوصول إليها عبر المسالك البرية. وإلى جانب المروحيات، يتم توظيف الطائرات المسيرة التي تتيح لمركز قيادة عمليات الإغاثة المتقدم بمراكش المتابعة الحية وعن بعد للوضع بالمناطق المتضررة من الزلزال واتخاذ القرارات المناسبة بشأن طبيعة المساعدات التي يتعين إرسالها، وذلك بتنسيق مع وحدات التدخل التابعة للقوات المسلحة الملكية المنتشرة ميدانيا، وكذا مع السلطات المحلية. كما يتم في نفس السياق توفير سيارات الإسعاف، فضلا عن إمكانات بشرية مهمة من طيارين وتقنيين وطواقم طبية. وتم أيضا على مستوى قاعدة مدارس القوات الملكية الجوية بمراكش، بحسب ما عاينه صحافي من وكالة المغرب العربي للأنباء، ركن عدد من سيارات الإسعاف التابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي تأهبا لنقل الجرحى الذين تم إجلاؤهم بواسطة المروحيات إلى المستشفيات على وجه السرعة. وعلى مقربة من مهبط المروحيات، يرابط فريق من أطباء وممرضي القوات المسلحة الملكية استعدادا للتكفل بالمصابين بمجرد وصولهم. بالموازاة مع ذلك، تصطف شاحنات محملة بالمساعدات من مواد غذائية وخيام وأغطية في انتظار تفريغ حمولتها ونقلها على وجه السرعة على متن المروحيات إلى المناطق المتضررة من الزلزال. وتساهم هذه العمليات الجوية والبرية المنظمة بشكل كبير في تعزيز كفاءة عمليات إيصال المساعدات على مستوى المناطق المنكوبة. وبمجرد هبوط المروحيات، تسارع عناصر وحدات القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والدرك الملكي بتفريغ الحمولة لنقلها إلى السكان المتضررين من الزلزال. وبتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أقامت القوات المسلحة الملكية، بشكل مستعجل، مستشفى طبي جراحي ميداني بجماعة تافنكولت (إقليمتارودانت). وينضاف هذا المستشفى متعدد الاختصاصات، الذي عبأ فرق طبية مكونة من أطباء وممرضين ومساعدين اجتماعيين تابعين للقوات المسلحة، إلى المستشفى الميداني المقام بمنطقة أسني بإقليمالحوز. وتقدم هذه الوحدة الطبية، التي شرعت في استقبال المصابين يوم الأحد الماضي، خدمات طبية وجراحية لفائدة ضحايا الزلزال، وذلك في إطار التعبئة الشاملة التي تهدف إلى مد يد العون إلى الساكنة المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الطبيب العقيد، محمد الأحمدي، الطبيب الرئيسي لمستشفى تافنكولت، إن هذا المستشفى يضم مجموعة من التخصصات الطبية المختلفة، إلى جانب وحدة للطب النفسي مخصصة لتقديم الدعم المعنوي لضحايا الزلزال وكذا ذويهم. من جانبهم، عبر عدد من الناجين والمستفيدين من خدمات هذا المستشفى في تصريحات مماثلة، عن عميق امتتنانهم لجلالة الملك محمد السادس، وللأطر الطبية للقوات المسلحة الملكية، على إقامة هذا المستشفى الطبي الجراحي الميداني، مضيفين أن هذه المبادرة الإنسانية من شأنها أن تخفف من معاناتهم. يذكر أنه، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، نشرت القوات المسلحة الملكية، بشكل مستعجل، ليلة 9 شتنبر 2023، على إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، وسائل بشرية ولوجيستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني. وذكر بلاغ للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية أنه تم اتخاذ التدابير الضرورية على مستوى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والحاميات العسكرية للمملكة، للتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية. كما تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجيستية بعين المكان بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة. وفي إطار جهودها الموصولة لمواكبة ودعم المتضررين من زلزال الحوز، أشرفت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الثلاثاء بدوار تيغنارين (جماعة أداسيل / إقليمشيشاوة) على عملية نصب الخيام لفائدة ساكنة الدوار التي تضررت مساكنها بشكل كبير جراء الزلزال. وتتم هذه العملية بتنسيق وشراكة وثيقين مع مصالح وزارة الداخلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطات المحلية. ولاقت عملية نصب الخيام التي تلبي أحد الاحتياجات الملح ة للساكنة في هذا الظرف العصيب، استحسانا كبيرا من قبل المستفيدين الذين هدمت دورهم أو أصيبت بتصدعات كبيرة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السيد عبد الرحمان صابر، مسؤول قطب تنمية المشاريع بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، أن هذا الدوار هو نموذج لجميع المناطق المتضررة بإقليميالحوزوشيشاوة التي ستشملها هذه العملية المتواصلة بوتيرة متسارعة من أجل مساعدة الأسر المتضررة. وشدد صابر أن السلطات الإقليمية والقوات المسلحة الملكية وقوات الدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني والمحسنين، معبؤون لتقديم المساعدات للساكنة المتضررة « حيث يتم توزيع المواد الغذائية والأفرشة والأغطية بشكل متواصل من أجل التخفيف من آثار الزلزال على الساكنة المحلية». وفي تصريحات مماثلة، أشاد عدد من ساكنة دوار تيغنارين بالرعاية الملكية السامية التي مافتئ جلالة الملك يحيط بها كافة المواطنين في مختلف الظروف، مثمنين الجهود الكبيرة التي تبذلها مختلف السلطات، تنفيذا للتعليمات الملكية، من أجل التخفيف من معاناتهم وتوفير كل سبل الدعم لهم. وعبروا بشكل خاص عن ارتياحهم للتجاوب السريع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن مع مطلب توفير خيام تأويهم وتقيهم تقلبات الطقس في هذه المنطقة الجبلية.