تبرعات المواطنين لإنقاذ ضحايا زلزال الحوز ترفع احتياطي الدم وطنيا بشكل قياسي ارتفع مخزون واحتياطي المراكز الجهوية لتحاقن الدم من هذه المادة الحيوية، التي كانت تعاني من خصاص، وذلك بعد توجّه آلاف المواطنين إلى مختلف مقرات ومؤسسات ووحدات التبرع على الصعيد الوطني انطلاقا من يوم السبت للمساهمة في إنقاذ المصابين والجرحى جراء الهزّة الأرضية التي عرفتها بلادنا ليلة الجمعة والسبت. وتفاعل إيجابا عدد كبير من المواطنين مع الدعوات التي تم تقاسمها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ توجهت أعداد غفيرة من المغاربة من الجنسين ومن مختلف الأعمار، ومن كل الفئات والشرائح الاجتماعية والوظيفية، بل وحتى من الأجانب لتلبية النداء، وهو ما ساهم في الرفع من مخزون الدم، حيث أكدت الدكتورة أمال دريد مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدارالبيضاء سطات في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» على أن التلقائية التي تعامل بها المتبرعون مع النداءات التي تم إطلاقها كانت جد متميزة، وعبرت عن حجم المواطنة التي يختزنها كل واحد في قلبه وترجمت متانة الروابط الإنسانية والاجتماعية التي تجمع المغاربة. وأوضحت المتحدثة في تصريحها للجريدة أن العمل تواصل طيلة يوم السبت، بشكل جعل عدد المتبرعين يصل إلى حوالي ثلاثة آلاف متبرع في حدود الساعة التاسعة ليلا في الدارالبيضاء لوحدها، وهو ما يعتبر رقما قياسيا أمكن التوصل إليه بفضل كرم المتبرعين وجهود كل العاملين، مشيرة إلى أن برنامجا جرى تسطيره من أجل تسهيل عمليات التبرع أمام الراغبين في التبرع بدمائهم في كل أبناك الدم التي توافد عليها المتبرعون في مختلف المدن المغربية. وأبرزت الدكتورة دريد أن جماهير فريقي الرجاء والوداد البيضاويين قد التحقت هي الأخرى للمساهمة في هاته الحملة التضامنية، إلى جانب باقي المتبرعين من مختلف الشرائح، مشيرة إلى أن رقم السبت تم تجاوزه أول أمس الأحد حيث وصل عدد المتبرعين خلال اليوم الثاني من إطلاق الحملة إلى 4200 متبرع، ليصل بذلك مجموع أكياس الدم التي تم تحصيلها في يومين إلى 722 كيس دم، وهو ما سيضمن بحسب المعنية بالأمر توفير مخزون مهم من هذه المادة الحيوية، سواء تعلق الأمر بالكميات والأكياس التي سيتم إرسالها إلى المصالح المختصة في مراكشوالحوز بعد معالجتها، أو تلك التي سيتم الاحتفاظ بها على من أجل تلبية الاحتياجات المختلفة على صعيد جهة الدارالبيضاء سطات. وأشارت الدكتورة دريد إلى أن مخزون الدم المتوفر قبل وقوع الهزة الأرضية لم يكن ليسع جميع الطلبات لإنقاذ كل المصابين جراء الزلزال الذي شهدته بلادنا، وعلّلت الأمر بأن فترة الصيف والدخول المدرسي تعرفان دائما تراجعا في احتياطي الدم في مختلف المراكز، مشيرة إلى أن حملة التبرع الوطنية كانت جد إيجابية وساهمت في الرفع من كميات الدم بشكل ملحوظ ولافت للانتباه. واختتمت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدارالبيضاء سطات تصريحها للجريدة بالتأكيد على أن الحاجة للدم هي دائمة ومستمرة، نظرا للحوادث المختلفة التي قد تقع في كل لحظة ولتلبية حاجيات من يوجدون في المركّبات الجراحية والمرضى، مشددة على أنه يتعين توفر 400 متبرع يوميا من أجل ضمان مخزون لسبعة أيام على الأقل، مشيرة إلى أن كل متبرع يساهم في إنقاذ ثلاثة أشخاص. وفي سياق ذي صلة، بادر العديد من سكان مدينة المحمدية، بعد فتح أبواب مركز الأمراض المزمنة بالمحمدية، أول أمس الأحد 10 شتنبر 2023، للتبرع بالدم تضامنا مع ضحايا زلزال الحوز، حيث تسجّل في هذا الإطار 652 متطوعا، وأمكن ل 426 شخصا التبرع. وتعليقا على هذه الخطوة، أكد الدكتور محمد حفيظ مندوب الصحة بالمحمدية، في تصريح للجريدة، على أنه مباشرة بعد فتح مركز استقبال المتطوعين للتبرع بالدم لقى نداء التضامن تفاعلا كبيرا من عدد كبير من المواطنين من فئات وشرائح اجتماعية مختلفة، الذي هبوا لتلبيته وقاموا بالتبرع بدمائهم تعبيرا منهم عن تضامنهم مع سكان الحوز المتضررين من الزلزال.