مباشرة بعد إعلان رحيله خلال الجمع العام المقرر عقده يوم 26 ماي الجاري، اختفى الرئيس الحالي لفريق الرجاء الرياضي، عزيز البدراوي عن الأنظار، وأغلق هاتفه النقال، ما خلق حالة ارتباك كبيرة في صفوف الفريق، المقبل على خوض مباراة مهمة وقوية أمام شباب المحمدية، يوم الأحد المقبل، بداية من السادسة مساء على أرضية ملعب البشير، برسم ربع نهائي كأس العرش. وأمام حالة الفراغ هاته، تحمل أحد الرؤساء السابقين، والذي يخطط للعودة إلى كرسي الرئاسة، المبادرة وقرر برمجة تجمع تدريبي بالصخيرات، مع ما يتطلبه ذلك من مصاريف، قصد إبعاد اللاعبين عن الضغط الجماهيري، وضمان تحضير مثالي لهذه المباراة. واستغربت مصادر رجاوية كيف أن الرئيس عزيز البدراوي اختار الاختفاء في هذا الوقت الحساس، حيث كان يتعين عليه مواصلة مهامه إلى حين انعقاد الجمع العام، وتحمل مسؤوليته بكل شجاعة، لأنه حينما عبر عن رغبته في الرئاسة لم يضغط عليه أي أحد، وإنما جاء بمحض إرادته. واعتبرت مصادرنا أن فترة عزيز البدراوي، ورغم أنها لم تدم سوى عشرة أشهر، هي الأسوأ في تاريخ الرجاء، لأنها كانت كارثية بكل المقاييس، حيث ورط الفريق في جملة من النزاعات، التي لا محالة سترفع مديونيته إلى ما يناهز ثمانية ملايير سنتيم، بعدما تسلم من أنيس محفوظ الفريق وهو شبه معافى، حيث كان اللاعبون في وضع مستقيم على مستوى الأجور والمنح، وكانوا ينتظرون فقط الشطر الثالث من منحة التوقيع، قدره محفوظ في اتصال هاتفي مع الجريدة بحوالي ملياري سنتيم، لكنه ترك له عقدا استشهاريا بقيمة مليار سنتيم، وعقدا مع إحدى شركات الألبسة الرياضية، وقعهما البدراوي قبل أشهر، لكنه في المقابل تخلى عن محتضن كان يدر على الرجاء حوالي 500 مليون سنتيم سنويا، فضلا عن نزاعين مع لاعبين لم يحملا القميص الأخضر، أحدهما لم يأت إلى الدارالبيضاء أساسا، لكنهما سيكلفان الرجاء أزيد من مليار سنتيم، بعدما فتحا دعواهما أمام الفيفا، لأن وعود البدراوي حرمتهما من فرصة التوقيع للعب مع فرق أخرى، بعدما وقعا على عقود مبدئية، سرعان ما تراجع عنهما الرئيس الرجاوي. وضع غير مستقيم أصبح يزداد سوءا في ظل توالي انتشار الإشاعة بشكل كبير، الأمر الذي دفع منخرطي الفريق إلى إصدار بلاغ، توصلنا بنسخة منه، بشأن الوضعية الاستثنائية التي بات يعيشها الفريق، عقب إعلان الرئيس الحالي عن جمع عام يوم 26 ماي، سينتهي باستقالته رفقة أعضاء مكتبه المديري. وأشار المنخرطون إلى أن الرجاء يعيش حاليا «بين مطرقة قرب الجمع العام وغياب وقت كاف لعرض البرامج وإيجاد حلول للمشاكل البنيوية التي أضحى يتخبط فيها الفريق، وسندان غياب تام لمؤسسة الرئيس عن تسيير وتدبير ما تبقى من المباريات وأهمها مباراة ربع نهائي كأس العرش».