في مساء رمضاني أتحفت مجموعة «جدل» للثقافة والفن الجمهور الذي غصت به القاعة الكبرى للمركز الثقافي سعيد حجي بمدينة سلا، الثلاثاء 18 أبريل 2023 بباقة تتضمن 12 أغنية، وذلك بحضور نوعي لفعاليات ثقافية وتربوية واعلاميةوفنية ونسائية. حفل بصيغة الجمع،انطلق بافتتاح معرض للفنان التشكيلي أناس الحسناويالشاعر صاحب غالبية كلمات الأغاني باستثناء قصيدتين للشاعر حمو عرجي، قدمتها المجموعة خلال هذا العرضالذي جاء بعد الأول الذي احتضنته في 31 مارس الماضي القاعة الفنية «لوزنين» بعين السبع بالدارالبيضاء، بدعم من مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي. تفاعل الحضور مع الأغاني التي تخللتها فقرات وتعبيرات، خيطها الناظم،كان صدق الكلمات وعذوبة الألحان،نجحت فيه مجموعة «جدل» في نسجها من خلال المزاوجة مابين التراث المحلي والعالمي،عبر أداء غنائي وموسيقي،يجمع بين ألوان فنية متعددة، ضمنت تنوعاينهل من القضايا التي تتطرق إليها النصوص المغناة. وهكذا أدت المجموعة التي تتألف من 13 فردا، أغاني « صباح جراحي» و» دندن ياسنتير» و» لكلام لمزيان» و» آش كتساين» و»الحق غمزة»و»سراير لمحبة» و» نقسموها سوا» و» سادتي بلادي» و» ما كتقضاش يا لفساد» و» مالين الدار» و»رجعي يافرحة» و» كيقطر لي من عيني». من بين الأغاني التي لقيت تجاوباكبيرا من لدن الجمهور « نقسموها سوا» التي ترصد بأسلوب إبداعي راقي، الواقع المعاش والتي جاءت على شكل تساؤلات: مال حرفي ما طاوعني مال لساني هايم حيران مال خاطري ما هناني ومال جوي غايم قطران مال صابة الصيف خارقة مال دمعة العين جافة ومال سبولتنا ما غنات على ربيعنا اللي دبل وفات علاش أرضي تبقى عطشانة تجرى فيها الريح وعلاش غلة البحر تسبح في بلدات الناس وسواقنا خالية شحيح بغيت أنا نخدم وبويا يداوا بغيت ولدي يتعلم ونعيشو خاوة بغيت خيرات بلادي نقسموها سوا أما أغنية « ما كتقضاش …؟ «، التي اعتمدت فيها المجموعة إيقاع « الركادة»، فتتحدث عن آفة الفساد، الذي تصفه الكلمات ب: قاهر لعباد ثاقب لبلاد. ما فيك جواد كلك سواد ما كتقضاش يا لفساد ما كتقضاش…. تعجبك الحكرة تكبر الدبرة تسكن فالسرة وتبلغ فمرة ما كتقضاش يا لفساد ما كتقضاش مرة عالم مرة حاكم مرة تفتي « جامي Jamais» ظالم ما كتقضاش يا لفساد ما كتقضاش تحلى لقهوة تطلع الرغيوة تعطى غذيوة وتبيت بعشيوة ما كتقضاش يا لفساد ما كتقضاش معاشر الولطة مغطيها بالصلا وزايدها بالزكا وتخراج السلكة ما كتقضاش يا لفساد ما كتقضاش. تضم مجموعة جدل كلا من بشرى التبر واحسان كصارة وعبد العزيز السباعي وسعيد بلخياط وفيصل اساكن وهشام بوغريبة وعبد الله مرسلي وحسن الصبار وحميد السباعي الادريسي وهشام العتوب وأو بلوش عمر وعلي الخويعلي وأشرف عكاض. فحسب ورقة تقديمية لجمعية «جدل» للثقافة والفن، فإن « نذوب مطرزة» هي اعتراف بالتعددية أمام حصار الذات الفردية، والعكس هي مصالحة مع الذات الفردية ضد مخاطر النسيان والإهمال والقضاء على الذات تأخذ زمام المبادرة وتجمد إرادة . كما أوضحت بالقول إنه « لقاء فني مفتوح لجميع حواسك فاجعلها ملكا لك… إذا صادفتها». ويعود تأسيس «جدل»إلى نهاية الثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي، حيث كان ألبومها يقتصر على أغاني ملتزمة مستمدة من الابداعات اللبنانية والفلسطينية والمصرية المنتصرة للحرية والمساواة والتحرر والقيم الإنسانية الكونية. وابتداء من سنة 2020، شرعت المجموعة بعد توقف لبضع سنوات،في تطوير إبداع متعدد التعبيرات، يجمع فنون الغناء والموسيقى والرسم وتصميم الأزياء، بهدف إلى جعل الجمهور يعيش لحظات من الارتقاء الفني يتفاعل فيه مع إبداع الكلمة والصوت واللحن. وبخصوص مشاريعها المستقبلية تأمل « جدل» للثقافة والفن، أن تتمكن في التواصل مع كافة الشرائح الاجتماعية بمختلف الجهات، وأن تجد لها موقعا في الساحة الفنية، وأن ينفتح الاعلام خاصة السمعي البصري على ابداعاتها، وهو ما يتطلب منها التغلب على عدد من الاكراهات في مقدمتها غياب الدعم المادي لأنشطتها، حسب حسن الصبار رئيس المجموعة التي دشنتبعرضها الفني الجديد الذي تطلب سنتين من العمل الجاد، مرحلة فنية جديدة وانتقالا ثانيا في مسارها الذي بدأته ضمن الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJفي تسعينيات القرن الماضي في مجال الأغنية الملتزمة.