كان لقاء ثقافيا بامتياز ..ذاك الذي نظمه منتدى رع للثقافة والابداع نهاية الاسبوع الماضي في آسفي بمناسبة صدور ديوان شعري لواحد من أبناء المدينة الذي ظل مهووسا بأسئلة السياسة والانتماء النقابي والالتصاق بكل عوالم الندوات واللقاءات الثقافية ..تراه دائما في مكان قصي في قاعة أو فضاء ..صموت لايتحدث كثيرا ,لكنه مراقب نبيه لكل مايجري ..,الكتب والجرائد ترافقه ولاتفارقه..الشاعر البسيط كبور فرتاد هو الذي كان تحت أضواء لمة ثقافية احتفت ب»فيلسوفه الذي أبحر في اليابسة» ..سنوات وهو يتوجع كتابة إلى أن قرر الخروج مختطا كلمات على أوراق وقال للجميع هذا ديواني وهذا ما «اقترفت» أصابع يدي .. الشاعر كبور فرتاد وهو يعالج تجربته بترياق الشعر ظل وفيا لعالمه الخاص الذي لايقتحمه إلا القادرون على فك طلاسمه ..والقادرون قلة ومهرة …كبور لاينثر الشعر فقط ..بل هو مناضل سياسي ملتزم أحب اليسار وحياة اليساريين وظل وفيا للاختيارات التقدمية حتى وإن انهارت كثير من متواضعاتها ..يقول دائما لابد أن تنتصر قيم شعب اليسار ويضحك ضحكته المجلجلة …لكن لاأحد كان يعرف وراء صوته الأجش وعباراته القوية ..أن خلف هذا البروفيل يختفي الشاعر ويتوارى ذاك الكائن مرهف الاحساس.. اللقاء المذكور كان محليا بامتياز ..جاء شعراء الجيل الجديد في المدينة وزجالوها ل»يحاكموا « جريرة كبور الشعرية …هو الذي قرر ركوب اليابسة وصنع قارب لفيلسوف ولى ظهره للماء والبحر وقرر التجديف على اليابسة …؟؟.. الناقد الشاب ياسين كني جاء بورقة مركزها حول سؤال إشكالي ..ماهي مميزات القصيدة المعاصرة ..ماهيتها ومدى قدرتها على الانتماء للشعر العربي ..وهل توفقت فعلا القصيدة المعاصرة في نحت صورة وتعريف خاص بها ..أم أن الجدل لن يفارق نقادها … محمد الزين ..سعاد لبنين ..عبد الرحيم الخصار ..أمين زكنون ..يوسف أسكور ..عبد الرحيم نيني الدرويشي ..خديجة العباسي …هي العصابة الشعرية التي حاولت اعتقال نصوص كبور ..لكنه عاجلهم جميعا بمنجنيقات شعرية باذخة غير متوجس ونافر مثل الحصان …لقاء ثقافي جميل وبسيط …