انهيار عشرات الدور السكنية بجماعة إيماون ومطالب بإسناد «الأسر المنكوبة» في «معركة البقاء»
«لقد ازدادت أوضاع عشرات الأسر سوءا وتدهورا وبات أفرادها المعوزون في أمس الحاجة إلى الدعم والإسناد بشكل مستعجل»..إنها إحدى الخلاصات القاسية لتصريحات بعض أبناء الجماعة القروية إيماون، دائرة إغرم بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، بشأن مخلفات التساقطات المطرية والثلجية التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوع المنصرم. قساوة تمثلت في انهيار عشرات الدور السكنية بالعديد من الدواوير المؤثثة لجغرافية الجماعة القروية، سواء منها المتداعية للسقوط، والتي اضطر قاطنوها لمغادرتها منذ سنوات، أو التي تشكل المأوى الوحيد لأسر ينخرها الفقر المدقع. ووفق الحصيلة الأولية للمنازل المنهارة، والتي بات أصحابها عرضة للتشرد في ظل أحوال جوية قاسية، فقد» سجل انهيار منزل بكل من دوار «تيزولا، توزليمت وأكرضا»، و»تيزي»،وفي الدوار الأخير فقد شيخ مسن، معاق مقعد، بيته الذي يأويه بمعية زوجته المسنة، كما سجل سقوط 3 دور سكنية بدوار أنامر، دون إغفال تضرر بنايات أخرى في مختلف الدواوير». «وضعية تم إخبار السلطات المحلية بالمنطقة عن تفاصيلها» تقول مصادر من عين المكان، وذلك «قصد اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات للتخفيف عن المتضررين، الذين لم يجدوا غير دعم الجيران من أبناء الدوار، الذين استضافوهم إلى حين انفراج أحوال الطقس، علما بأن الأسر المنكوبة تتشكل من أطفال صغار وشيوخ من كبار السن الذين لا قدرة لهم على التحرك بفعل المرض». ولفتت المصادر ذاتها «إلى أن الأوضاع القاسية لعشرات الأسر تستوجب تدخلا مسؤولا ودون تماطل ، يأخذ بعين الاعتبار استعجالية إسناد المتضررين بشكل ناجع، لاسيما في ما يخص تقديم المساعدة من أجل إعادة البناء وكذا ما تستدعيه عمليات الإصلاح والترميم». وبهذا الخصوص أشار بعض أبناء الجماعة، إلى «أن الوضعية الحالية تحتاج إلى تعامل جدي مخالف لما حصل أثناء الفيضانات المدمرة التي ضربت منطقة دوار «الديوي» سنة 2009، حيث تم الاكتفاء بمد الأسر المعنية بمجموعة من المواد الغذائية والأغطية والملابس.. دون التفكير في مواكبتها في ما يتعلق بإعادة بناء المساكن المنهارة، وهو ما دفع العشرات إلى الهجرة نحو المدن، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات سلبية متعددة الأوجه». وفي سياق المخلفات الناجمة عن التساقطات الثلجية والمطرية، دائما، تنبغي الإشارة إلى تضرر الفلاحين / الكسابة الذين يمارسون «الرعي المعيشي»، بعد أن استعصى عليهم إخراج قطعان الأغنام والماعز إلى المراعي الطبيعية، وذلك في غياب الكميات اللازمة من «الأعلاف» داخل الحظائر المتواجدة بهذا الدوار أوذاك؟ إنها مجرد عناوين خاطفة لأوضاع عسيرة تسيج يوميات عشرات الأسر بالجماعات الترابية الجبلية – جماعة إيماون نموذجا – تستحق أن تصنف ضمن سلم أولويات الدعم والإسناد بشكل مستعجل، وذلك لمساعدة أهالي المنطقة في «معركة البقاء» وعدم التفكير في المغادرة الاضطرارية على غرار تجارب سالفة تنطق بكل معاني الحزن والمأساة.