بعدما لاحقته لعنة الإصابات وتراجع مستواه، لم يعد نادي ريال مدريد الإسباني يملك الكثير من الخيارات، فمن أجل تفادي أزمة داخل أروقة «البيت الأبيض» بات أمام حتمية الفوز بكأس العالم للأندية في كرة القدم المقامة في المغرب، حيث يتوجب عليه بداية تخطي الأهلي المصري في نصف النهائي، يومه الأربعاء، بداية من الثامنة ليلا، على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. ويمر ريال، صاحب الرقم القياسي لعدد الانتصارات في المسابقة (4 ألقاب أعوام 2014 و2016 و2017 و2018)، بحالة من الاضطراب غداة سفره إلى الرباط من أجل التصالح مجددا مع الفوز وتجاهل الإصابات التي باتت جزءا من الحياة اليومية لنادي العاصمة. وأبرز ضحايا هذا المسلسل المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، صاحب الكرة الذهبية في الموسم الماضي، الغائب عن الملاعب جراء تعرضه لإصابة في فخذه الأيمن في الفوز على فالنسيا 2 – 0 يوم الخميس الماضي. وسيغيب المهاجم المخضرم عن نصف النهائي لعدم تواجد اسمه في قائمة الفريق، على غرار الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، المصاب بدوره في فخذه أثناء فترة الإحماء قبيل المباراة أمام ريال مايوركا، يوم الأحد، والتي انتهت بخسارة مفاجئة للميرينغي 0 – 1. وحاول الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، تجاهل الخسارة في الاستحقاق المقبل لفريقه خلال المؤتمر الصحافي عقب نهاية المباراة، قائلا «هذه الخسارة تؤثر على الدوري، ولكن حاليا أنظارنا متجهة نحو كأس العالم للأندية. سنذهب مع الكثير من الحماس، والصعوبات أيضا، ولكننا سنحاول أن نديرها بأفضل الطرق الممكنة». ولا تختصر الصعوبات، التي تحدث عنها أنشيلوتي، بإصابة بنزيمة وكورتوا فقط، إذ يتوجب على المدرب الإيطالي التعامل مع فوضى الإصابات التي تعرقل خطة لعبه. ولم ترتق نتائج بطل أوروبا إلى الآمال المرجوة منذ بداية العام الحالي، فخسر نهائي الكأس السوبر الاسبانية أمام غريمه برشلونة في العاصمة الرياضة في يناير، في حين يتأخر بفارق 8 نقاط عن النادي الكاتالوني المتصدر في «لا ليغا». وسيغيب عن تشكيلة الملكي أيضا المدافع البرازيلي إيدر ميليتاو، الظهير الفرنسي فيرلان مندي والجناحين البلجيكي إدين هازار ولوكاس فاسكيس بسبب الإصابة. وسيرتقب ما إذا سيكون أحد اللاعبين المصابين قادرا على خوض النهائي المحتمل، يوم السبت المقبل، لاسيما أن أنشيلوتي سبق أن أعلن أن بنزيمة سيكون جاهز ا للمشاركة في مونديال الأندية. وفي المقابل، غادر العيادة للتو كل من النمسوي دافيد ألابا والفرنسي أورليان تشواميني وداني كارفاخال. ولا تبدو رحلة لاعبي ريال إلى المغرب مجرد «نزهة»، حيث سيخوضون قرابة 16 مباراة في 8 أسابيع منذ بداية مطلع العالم الحالي. ويدرك الريال جيدا مدى صعوبة استحقاقه المقبل أمام الأهلي «العنيد»، صاحب خبرة كبيرة في المسابقة وأبرز المشاركين فيها، حيث تأهل إلى المربع الذهبي بفوزه على سياتل ساوندرز الأميركي 1 – 0 بهدف متأخر من محمد مجدي «أفشة» (88) السبت، بعدما استهل مشواره بثلاثية نظيفة في مرمى أوكلاند سيتي النيوزيلندي. واستدعي الأهلي، ملك القارة الإفريقية والفائز ب 10 ألقاب في دوري الأبطال، للمشاركة في مونديال الأندية من دون أن يحرز لقب المسابقة القارية الموسم الماضي (حل وصيفا)، بعد أن شغل الوداد، بطل إفريقيا، مركز النادي المضيف. واحتل المركز الثالث في مونديال الأندية أعوام 2006 2020 و2021، ولم يخسر أي مباراة منذ 27 غشت، وتحديدا منذ سقوطه أمام طلائع الجيش 0 – 1. ويشارك الأهلي في مونديال الأندية للمرة الثامنة في تاريخه كثاني أكثر الأندية مشاركة بعد أوكلاند (10 مرات)، كما أنه يملك ثاني أفضل غلة انتصارات برصيد ثمانية خلف ريال مدريد (10). وعلى الرغم من أن الريال لا يخشى منافسيه، إلاأنه وصل إلى الرباط مع الكثير من الشكوك. وفي صراعه على 6 جبهات هذا الموسم، فاز بالكأس السوبر الأوروبية، إلا أنه لن يتمكن من تحقيق حلمه بسداسية تاريخية عقب خسارته نهائي الكأس السوبر الاسبانية، آملا التعويض في المغرب.