بمباراة الترتيب ضد كرواتيا، يكون المنتخب المغربي قد أنهى مشاركته التاريخية في مونديال قطر 2022، بسلسلة من الأرقام القياسية المذهلة. وهكذا، دخل المنتخب المغربي التاريخ من خلال بلوغه المربع الذهبي في كأس العالم، وهو إنجاز غير مسبوق على المستويين العربي والإفريقي. وأصبح المنتخب المغربي صاحب أطول سلسلة بدون هزيمة في كأس العالم على صعيد قارة إفريقيا، حيث تفادى الخسارة في ست مباريات متتالية، كانت البداية بالتعادل مع إسبانيا (2 – 2) في روسيا 2018، ثم التعادل مع كرواتيا في أولى مباريات قطر 2022، ومن ثم الفوز على بلجيكا، وكندا، وإسبانيا (بركلات الترجيح)، والبرتغال. ويعتبر المنتخب المغربي الأكثر حفاظا على نظافة شباكه إفريقيا، حيث لم يتلق سوى هدفا واحدا في لقاءاته الخمس الأولى في مونديال قطر. كما حققت النخبة الوطنية في مونديال قطر أكبر عدد من الانتصارات في نسخة واحدة من كأس العالم، ليصبح بذلك الأكثر فوزا في نسخة واحدة إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، جمع المنتخب المغربي سبع نقاط في دور المجموعات خلال مونديال قطر وهو رقم قياسي إفريقي، إذ لم يستطع أي منتخب تجاوز حاجز الست نقاط في النسخ السابقة من كأس العالم. وأصبح المغرب البلد 25 الذي يتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم، وصار أيضا الثالث الذي يتأهل إلى المربع الذهبي من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية، إذ سبقته الولاياتالمتحدة 1930، وكوريا الجنوبية 2002. وأصبح حامي عرين أسود الأطلس، ياسين بونو، أول حارس مرمى إفريقي يحافظ على نظافة شباكه خلال ثلاث مباريات في نسخة واحدة من كأس العالم، علما بأنه لعب ست مباريات. بالإضافة إلى كونه أول منتخب عربي يتأهل إلى ربع النهائي ثم نصف النهائي، فإن المنتخب المغربي يحمل أيضا الرقم القياسي لعدد المباريات التي خاضها منتخب عربي في المونديال (23 بعد المباراة ضد كرواتيا). كما أن لديه أفضل هجوم (20 هدفا)، علاوة على حصوله على أكبر عدد من النقاط في دور المجموعات (7). ورفع حكيم زياش رصيده من المباريات في كأس العالم إلى 10، وهو رقم قياسي عربي لم يتحقق سابقا، وبهدفه ضد كندا أصبح أيضا صاحب أسرع هدف للعرب في المونديال (سجله بعد ثلاث دقائق و 30 ثانية).
المغرب رسم حدودا جديدة لكرة القدم الإفريقية كتبت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن المغرب، ومن خلال التأهل ببراعة لنصف نهائي كأس العالم لكرة القدم في قطر، قد رسم «حدودا جديدة» لكرة القدم الإفريقية. وفي مقال من توقيع جيمس روبسون، أشارت بلومبرغ إلى أن المنتخب المغربي، وهو أيضا أول فريق عربي يصل إلى المربع الذهبي في أكبر تظاهرة كروية عالمية، استحق هذا الإنجاز، بعدما تصدر مجموعته على حساب كرواتيا، وصيفة بطل 2018، وبلجيكا صاحبة المركز الثالث حسب تصنيف الفيفا. وأضاف كاتب المقال أن أسود الأطلس واصلوا مسيرتهم من خلال انتزاع الفوز أمام إسبانيا والبرتغال، مبرزا أن أفضل أداء لكتيبة وليد الركراكي كان ضد فرنسا، لا سيما أن المنتخب الوطني، ورغم غياب لاعبين أساسيين بسبب الإصابات، تمكن من الضغط على رفاق مبابي طيلة أطوار المباراة. وأبرزت الوكالة الأمريكية أن «هذا الأداء يعبر عن الروح التي ميزت المنتخب المغربي خلال هذه المنافسات وجودة لاعبيه»، مشيرة إلى أن الركراكي استطاع جذب اهتمام الكثير من المعجبين بفضل حسه التكتيكي ضد الأسماء الكبيرة في كرة القدم العالمية. وأشار كاتب المقال أيضا إلى أن المغرب يتوفر على عدد كبير من اللاعبين الشباب، الذين بإمكانهم تكرار هذه المغامرة الكروية في كأس العالم المقبلة، التي ستستضيفها الولاياتالمتحدةوكندا والمكسيك. المنتخب المغربي سيبقى في الذاكرة أكد ألفريدو ريلاينو، الرئيس الفخري لليومية الرياضية (آس)، أنه بأدائه وأسلوب لعبه وصلابته طوال بطولة كأس العالم بقطر، «سيظل المنتخب المغربي محفورا في ذاكرتنا». وكتب ألفريدو رينايلو في عمود نشر يوم الجمعة، «لقد خلق المغرب المفاجأة، ليس من خلال توالي النتائج السعيدة، ولكن من خلال صلابة لعبه، سواء عندما يسمح للخصم باحتكار الكرة، أو كما فعل ضد فرنسا، عندما يبادر ويسيطر على مجريات اللعب ويضع قوة كروية عالمية في صعوبة». وبالنسبة للمدير السابق لصحيفة (آس) وأحد الصحفيين الرياضيين البارزين في إسبانيا، «يستحق بونو، حكيمي، أمرابط، أوناحي، زياش وجميع رفاقهم في الفريق أفضل الثناء». وعلق ألفريدو ريلانيو قائلا «إلى حدود اليوم، من الجدير الاحتفاء بوصول فريق إفريقي إلى نصف النهائي واللعب بمثل هذا المستوى الجيد». وخلص الصحفي الإسباني إلى أن «أسود الأطلس لن يكونوا في النهائي، لكنهم سيظلون دائما في ذاكرتنا». فرحة المغرب في مقال بعنوان «فرحة المغرب»، كتبت مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية أن المنتخب المغربي خسر نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم في قطر، لكنه ترك بصماته في التاريخ. وقال كاتب المقال، كلينت سميث، إن «المغرب أصبح أول بلد عربي وإفريقي يصل إلى دور النصف» في أكبر تظاهرة كروية في العالم، وقد صنع الفرح في البطولة وفي الدول والثقافات والجاليات التي يمثلها هؤلاء اللاعبون. وذكرت المجلة الأمريكية، ومقرها في يبوسطن بولاية ماساتشوستس، أنه خلال كأس العالم الماضية، لم يتمكن أي فريق إفريقي من عبور دور المجموعات، ولم يتمكن أي منتخب إفريقي آخر في التاريخ من بلوغ المربع الذهبي للمونديال، مشيرة إلى أن المغرب كان يتوفر على الإمكانات الضرورية لتحقيق التأهل. وأضافت أن أسود الأطلس قدموا، حتى في مباراة نصف النهائي التي انهزموا فيها أمام فرنسا، أداء كان الأفضل والأكثر تهديدا، مبرزة أن المنتخب المغربي لعب، خلال هذه المنافسة، بشغف وإبداع وفاز على منتخبات لها وزنها في عالم كرة القدم.