آن لنا أن نتعمد بالقديس بونو الذي يحمل كل الكرامات والبركات الإلهية في الإيمان والرجاء والمحبة، قديس ورع صمد ببسالة في المرمى طيلة مدة المباراة بشوطيها الأوليين والإضافيين وحتى بضربات الجزاء، قاوم بشراسة وارتقى قديسا بمعجزة حراسة الشباك التي حفظها كعذراء بتول منزهة عن كل الآثام من الأهداف. لم يسترح أو يتردد أو يخف قط، كان مؤمنا بقدراته الخارقة في الحراسة، وفي مؤهلات الدفاع القوية تحت توجيهات الكوتش وليد الركراكي قدس الله سره، وبهتافات الجماهير والشعب الأبي والملك الإنسان الذي شاركنا فرحتنا ولم يتردد أبدا في الإعراب عن مشاعر الحب والفرح والافتخار بفريق قاوم ببسالة وسيظل يقاوم بوازع وطني وهبه كل الثقة ليصمد أمام الكبار. حسب المعتقدات المسيحية، فإن القديس يصلي لأهل الأرض، بل إنه يرتقي محاميا ووسيطا للسماء، ولشهود الإيمان كما تنص العقيدة المسيحية على ذلك. لقد كان بونو بحق شاهد الانتصار، تماما كمن يحرس الإيمان بالمنتخب الوطني، كمن يبعث في الكرة المغربية روحا مباركة تأتي وتغيب. القديس وسيط السماء بونو وسيط الأمل، ولي من أولياء الكرة الصالحين يتعبد في محرابه المشبك طاهرا نقيا من كل الخطايا والأهداف، طهرنا وباركنا وعمدنا ونزهنا عما قد يلحق بنا من يأس، لقد طهرنا من الخوف ورفع منسوب الثقة في شرايينا، أقام قداسنا وانتصر بطهر وبركة من السماء. في حضرة الأب العملاق بونو، قديس المرمى، ملاك الشباك وحارسها الأمين، وأنت تشاهده شامخا عزيزا أمام محرابه تتأمل في تقاسيمه الملائكية، تلمس نظرته الثاقبة وعضلاته المرنة ولياقته العالية التي يتمتع بها من خلال صده لكل محاولات هز الشباك، وتركيزه العالي الذي أربك بحق كل لاعبي الفريق الإسباني. حارس أمين يتمتع بثقة عالية جدا في النفس، لا يتوتر أبدا في كل محاولات اختراق محرابه المقدس، يلف الكرة بيديه ويمسكها وكأنه يعمد طفلة صغيرة ولدت للتو، يرتمي على الأرض ويصد كل المحاولات سواء أكانت عالية أو أرضية. بونو بحق قديس الكرة المغربية، طهرها من كل التراجع الذي لحقها ومن كل النكوص الذي لازمها، أعاد لنا أمجادنا، فكنا بالأمس وكأننا بمبارة ثيران اسبانية، كانت كرات الفريق الخصم كتلك النبال التي تغرس في الثيران، تلك اللعبة الدموية المقيتة التي ينتصر فيها الحيوان على الإنسان، تلك اللعبة التي يتواجد فيها المصارع والثور في حلبة واحدة على مرأى ومسمع من الجماهير المتعطشة للقتل والدماء. نعم لقد استعرضوا علينا كراتهم كالسهام، لكننا توفقنا في التصدي، صمدنا ولم ننزف أو نستنزف، قاومنا حتى ضربة الجزاء الأخيرة، ولم نكن قط ذلك الثور المسكين الذي دأبوا على الإجهاز عليه بالسيف والنزيف. لقد قلنا للعالم أننا لم نؤكل يوم أكل الثور، وأن لنا فريقا قويا ودفاعا أقوى وحارس مرمى من القديسين، وأنهم أبناء الشرفة وأرضهم المباركة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.