يتكون الاتحاد الاشتراكي من مجموعة من الورود اليانعة، ورود تتفتح باستمرار وتطلق أريجها ينتشر عبر الهواء ليعم جميع أنحاء المغرب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، أريج هو عبارة عن عطر جميل يفوح بالحب والإخاء والتضامن . إنها ورود تجسدها ذوات كل المناضلات والمناضلين باعتبار أن الاتحاد الاشتراكي حزب حي يموج بالحركة والدينامية، حزب يسير بخطوات ثابتة إلى الأمام، غايته بناء صرح هذا الوطن الحبيب . نعم لقد أينعت هذه الورود عبر صيرورة متصاعدة بواسطة كل مكونات الحزب وأجهزته، وذلك انطلاقا من المؤتمر الحادي عشر إلى الآن ، ولا أدل على ذلك من عدد المؤتمرات الوطنية التي تم تنظيمها بواسطة القطاعات المختلفة . إن من يقول إن الأحزاب داخل المغرب هي عبارة عن أطر فارغة جامدة منغلقة ولا أثر لها على مستوى الحياة السياسية مخطئ جدا في حكمه المطلق هذا لأن العمومية في هذا المجال مرفوضة وبشكل قاطع . إن الواقع يثبت أن حزبنا حزب استثنائي لأنه حزب أصيل نابع من إرادة الشعب كإرادة حرة، صادقة، تهدف إلى تحقيق الصالح العام وبالنسبة لجميع فئاته وطبقاته . وها هو المؤتمر الوطني الثامن للنساء الاتحاديات المنعقد أيام 6،7، 8 من أكتوبر الحالي خير دليل على ذلك، مؤتمر اتخذ شعارا له : تحرر ، مساواة ، عدالة ، وهو شعار يعبر عن إرادة قوية من أجل تحرير النساء من كل القيود التي يمكن أن تكبلهن أمام تحقيق المساواة الشاملة حتى يتمكن من المساهمة الفعلية في التنمية. نعم لقد حان الوقت لتحقيق هذه المساواة ولم يبق هناك أي مبرر للتبعية لأية مرجعية كيفما كان نوعها : ثقافية، دينية، قبلية أو غيرها ماعدا التبعية للعقل والعلم والمنطق . إن المرأة إنسان مثلها مثل الرجل ومن حقها أن تتمتع بكل حقوق الإنسان ، ولا حق لأي كان أن يحرمها من ذلك فعار ثم عار أن تبقى بعيدة عن المساواة الحقيقية . وحينما نلقي نظرة سريعة على أوراق المؤتمر الوطني الثامن للنساء الاتحاديات يظهر لنا الطموح الجامح الذي يغمرهن من أجل الانعتاق التام من كل القيود التي تكبل حريتهن وتهدر كرامتهن، هكذا نجدهن قد انطلقن من المطالبة بتغيير الترسانة القانونية القائمة والتي تم إقرارها سابقا خلال حكم الإسلاميين، والتي سادها نوع من التراجع عن المكتسبات السابقة، قوانين تكرس الحيف والظلم والتمييز ضد النساء، وذلك انطلاقا من القانون الجنائي إلى المسطرة الجنائية إلى مدونة الأسرة فمدونة الشغل ..وغيرها، وبالتالي ضرورة ملاءمة القوانين الوطنية مع المواثيق الدولية ومع دستور 2011 ومع روح العصر لأنه لا يمكن أن تستمر وضعية نساء يعشن مفارقة كبيرة بين الواقع وبين المنظومة القانونية، إن الواقع يكشف عن تطور وعي النساء المغربيات وعن كفاءتهن لكن التهميش ما زال مسلطا عليهن . من هنا أكدت هذه الأوراق على ضرورة التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي للنساء مع ضرورة فتح الباب أمامهن لولوج مراكز القرار السياسي لأنه السبيل الوحيد لتحقيق المتطلبات وتصحيح الوضعية الحالية . نعم إن هذا التمكين المتعدد الجوانب هو المفتاح الذي سيعمل على تكسير البنية الثقافية السائدة، والتي تتميز بالمحافظة والرجعية، والتي تعرف نوعا من الجمود والركود وعدم المسايرة للبنية التحتية، وذلك بفضل تأثير الإيديولوجية المحافظة المغلفة بالفهم الخاطئ للدين والمتسلحة بالفكر الذكوري المغلف بالمصلحة الذاتية . إن تكسير هذه البنية الفوقية الثقافية مهمة ملقاة على عاتق كل من يحمل الفكر الحداثي الديموقراطي من سياسيين ومثقفين ونقابيين وجمعويين وغيرهم إذا رغبنا بالفعل في تحقيق التنمية والتقدم لهذا الوطن الحبيب . ونحن في الاتحاد الاشتراكي، نساء ورجالا، عازمون على تحقيق هذا الهدف السامي بواسطة النضال المستمر، متسلحين بمبادئنا الثابتة : التحرير، الاشتراكية، الديموقرطية، حاملين لرمز الوردة موزعين أريجها كأوكسجين على كل الذوات الراغبة في التغيير . فإليكم إخواني المغاربة، أخواتي المغربيات، أهدي عطر ورود الاتحاد الاشتراكي .