من قلب مدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، ومن منطقة أضحت وجهة مفضلة للمستثمرين والمنعشين العقاريين وكبريات الشركات هي منطقة سيدي مسعود بتراب عمالة مقاطعة عين الشق، تتعالى أصوات استغاثة الساكنة، مطالبة بإنقاذها من خطر بيئي، بعد أن طالها الإهمال والتناسي، فأصبحت تعيش أوضاعا جد صعبة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها غير إنسانية. فسكان الدوار المتواجد بالقرب من مسجد فاطمة التهامي من جهة، والثانوية الإعدادية فاطمة التهامي من جهة أخرى، وبالمحاذاة مع الطريق 3020 المؤدية إلى المدينة الخضراء ببوسكورة، باتت حياتهم دون طعم، بعد سيطرة الروائح النتنة المنبعثة من مستنقعات احتلت عدة نقط وزوايا من هذا الدوار، وذلك نتيجة عدم ربطه بشبكة الواد الحار التي توجد على مرمى حجر، رغم أنه يضم أكثر من 45 أسرة، حتى بلغت مجاري هذه المياه الطريق الرابطة بين سيدي مسعود والمدينة الخضراء، حيث أصبحت من روافد هذه المياه الملوثة وتمر على مقربة من المنازل المتواجدة أبوابها على الطريق ناهيك عن خطورتها على صحة الساكنة، خاصة الأطفال وكبار السن. ولخطورة الوضع انتقلت الجريدة إلى عين المكان لترصد هذه المعاناة وأسبابها، والحقيقة أنها أوضاع تخدش كرامة الإنسان، فرغم توفر المنازل على الماء الصالح للشرب والكهرباء عن طريق شركة «ليديك»، إلا أنها محرومة من الربط بشبكة الواد الحار، وفي هذا الصدد، أكدت مجموعة من ساكنة هذا الدوار أنها راسلت عامل عمالة مقاطعة عين الشق، فاستجاب لطلبها، حين عين لجنة ثانية لعين المكان والتي أعدت ملفا تقنيا كما أن شركة «ليديك» أبدت موافقتها حسب نفس المصادر، إلا أن مجلس مقاطعة عين الشق السابق، والتي كان يسيرها حزب المصباح، جمد هذا الملف، وبالتالي ترك دار لقمان على حالها لتزداد معاناة الساكنة لأعوام وسنين أخرى، وتساءل السكان عن الأسباب والدوافع التي جعلت المجلس السابق لمقاطعة عين الشق يولي ظهره لهم، ويمتنع عن اتخاذ الإجراءات والمساطر الجاري بها العمل لربط هذا الدوار بشبكة الواد الحار؟ هذه المعاناة لا تعيشها ساكنة هذا الدوار فقط، بل يوجد دوار آخر هو دوار اولاد بن عبو على مقربة من الأول، لكنه أكثر كثافة سكانية حيث يضم ما يفوق 350 أسرة، لكن رغم ذلك مازال يعتمد على الحفر عوض قنوات الصرف مما يزيد من معاناة هذه الأسر وأطفالها ومسنيها. بعض ساكنة هذا الدوار أكد أنه من العار أن تظل مثل هذه البؤر السوداء في منطقة تعرف يوما بعد يوم تقدما عمرانيا ومشاريع اقتصادية مهمة أنجزت وثائقها قبل وقتها المحدد، في حين لا ينظر إلينا بفس العين وبنفس الإرادة . الساكنة المتضررة تناشد عامل عمالة مقاطعة عين الشق للتدخل من جديد وإخراج الملف من رفوف النسيان والتعجيل بسلك المساطر الإدارية، حتى تنعم هذه الساكنة بما تنعم به باقي ساكنة مقاطعة عين الشق.