أكدت أوراق المجلس الوطني الأول للشبيبة الاتحادية سنة 1975، والذي كان بمثابة المؤتمر الوطني الأول حيث جاء فيها « إن الاستقلالية هنا لا نعني بها القطيعة والصراع ولكن نقصد بها ذلك الترابط الجدلي القائم حتميا بين الحزبي والشبيبي، والذي تحكمه الضوابط والأعراف المعمول بها . « فاستقلالية الشبيبة الاتحادية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، كانت ولا تزال لا تعني غير استقلالية تدبيرية ووظيفية في إطار احترام اختيارات وضواط الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . لا نصفي عقدنا لا مع الحزب، ولا مع الالتباسات الأخرى الموجودة في الأذهان الصغيرة، بكل بساطة لأننا لا نعاني من أي عقد . نواصل النضال الحقيقي، اليومي، الشاق، الذي تقوم به دونما خطب ودونما شعارات، لأجل أن يكون لحزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية صوته الذي يستحقه، ومكانته التي يستحقها ورفعته التي هو قمين بها، وسطوته التي هو جدير بها وأكثر . نبني الحزب مع الشبيبة الاتحادية التي تؤمن بالحزب …إن الانتماء الأول والأخير هو للاتحاد الاشتراكي . نقولها بالصوت الشبيبي الاتحادي الواحد …لنا نحن هذا الحزب الذي تجري قيمه ومبادؤه في مسامنا وفي العروق . نفخر بهذا الأمر أيما افتخار، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء إلا للوطن وللحزب . وهذه لوحدها تكفينا، اليوم، وغدا في باقي الأيام، إلى أن تنتهي كل الأيام… لا بد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بحزب، والحزب هنا ليس مجرد شعار، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولتاريخ ولقيم. والمرحلة تاريخية سيكون لها ما بعدها . منذ قديم القديم نقولها: هذا الحزب سيعبر إلى الأمان وسينتصر بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد آلاف المرات، والذين يكون الحزب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء … لا نستطيع أن نعدكم بأن الشبيبة الاتحادية ستتوقف عن تقديم الدروس المجانية وعن إطلاق الصفعات النضالية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا الحزب التاريخي … شابات وشباب الاتحاد الاشتراكي ليسوا بالضرورة المستفيدين منه، وليسوا بالضرورة نافذين ولا منتفعين ولا أي شيء من هذا الهراء الذي يقوله الكئيبون دوما وأبدا . شابات وشباب الاتحاد الاشتراكي قد يكونون غير مستفيدين من شيء لكنهم يظلون على الأمل الكبير والحلم الأكبر أن حزبهم سيتحسن بهم هم لوجه وطنهم وحزبهم، وأن أي سوء يصيبه يصيبهم هم أولا، وأن أي خير يمسه يفرحون به وإن لم ير القاصرون والكئيبون فيه الاستفادة اللحظية المباشرة.