أزيد من 80% منهم لم يسبق لهم أن سمعوا ببرنامج «فرصة» أو «أوراش» أكدت نتائج الاستشارة التي قام بها المجلس الاقتصادي الاجتماعي والبيئي في إطار اعداد رأْيه، حول البرامج العمومية الموجَّهة للشباب خلال الفترة 2016-2021، بناء على طلب من مجلس المستشارين، عدم كِفاية جهود التواصل والتحسيس حول عروض ونتائج البرامج العمومية الموجهة للشباب، بحيث صرح أكثر من ثلاث أرباع المشاركين أن معلوماتهم حول هذه البرامج قليلة أو منعدمة، في حين أفاد حوالي 4 في المائة فقط بأنهم تلقوا معلومات وافيةٍ عنها. كما صرح 71.57 في المائة من المشاركين/ات أنهم لم يسبق لهم الاستفادة من أحد البرامج الموجَّهة للشباب. ونتيجة هذا الخصاص في مجال التواصل، فقد جاءت تمثلات المشاركات والمشاركين بشأن مدى فعالية البرامج العمومية للشباب متباينا، بحيث وصف قُرابَةَ نصف المشاركين/ات هذه البرامج (49.11 في المائة) بأنها غير فعالة، بينما اعتبرها 44.05 في المائة منهم فعالةً إلى حَدٍّ ما، في حين يعتبر 6.84 في المائة من المشاركين/ات أنها فعالة. وقد تبين أن برنامج «انطلاقة» هو أكثر البرامج الذي يعرفه الشباب (71.52 في المائة)، متبوعا بالمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (43.28 في المائة)، أما برامج إدماج الشباب في سوق الشغل المتمثلة في»إدماج» و»تحفيز و»تأهيل» فيبدو أنها غير معروفة بالقدر الكافي لدى المشاركين/ات (ما بين 15.97 في المائة و25.69 في المائة). من جهة أخرى، أكد 20 في المائة من المشاركين/ات معرفتهم ببرامج أخرى من قبيل «فرصة» و»أوراش». وقد أفاد المشاركون في الاستطلاع بأنه ينبغي أن تَتَصَدَّرَ القضايا المتعلقة بتكوين الشباب (80.78 في المائة) وإدماجِهم في سوق الشغل (76.62 في المائة) أولويات البرامج العمومية الموجه للشباب. كما أن مواضيعُ الثقافة (50 في المائة) والرياضة والترفيه (48.37 في المائة) والصحة (45.37 في المائة)، يتعين أن تحتل أيضا، حسب المشاركين/ات، مكانة هامة جدا في هذه البرامج. كما أشار 12.73 في المائة من المشاركين/ات إلى قضايا أخرى، ينبغي أن تنكب عليها في نظرهم البرامج العمومية الموجهة للشباب، من قبيل البيئة، البحث العلمي، قيم المواطنة، التربية المالية، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وبخصوص ما يَلْزَمُ من تدابيرَ لإنجاح البرامج العمومية المخصصة للشباب، فقد وضع المشاركون/ات في المقامِ الأوّلِ ضرورةَ إشراكِ الشباب في إعداد هذه البرامج (69.90 في المائة)، يليها تحسين المنظومة التي تندرج فيها هذه البرامج برُمَّتِها (64.35 في المائة). كما شدد المشاركون/ات على ضرورة اعتماد مقاربةٍ تنبني على القُرب في معالجة قضايا الشباب (63.42 في المائة)، مع مراعاةِ التواصل على نطاق واسع مع الشباب لإطلاعِهم على ما توفِّره البرامج الموجَّهة إليهم (57.17 في المائة)، والتواصل بانتظام معهم بخصوص نتائج هذه البرامج (58.6 في المائة)، إضافةً إلى تعزيز التكامل والتجانس بين هذه البرامج (51.15 في المائة)، وضرورة إشراك الشباب في عملية تقييم البرامج المخصصة لهم (57.17 في المائة). وأخيرا، اقترح 8 في المائة من المشاركين/ات في الاستبيان عددا من التدابير الأخرى لضمان حسن تنزيل البرامج العمومية المخصصة للشباب، نذكر منها الشفافية في التدبير، الحكامة الجيدة، إشراك المجتمع المدني، والتعريف بالتجارب الناجحة. وكان المجلس، قد أطلق بين 29 يونيو و22 يوليوز 2022، استشارةً مواطِنةً على المنصة الرقمية «أُشارِكُ» (ouchariko.ma) لاستطلاع آراء المواطنات والمواطنين حول هذا الموضوع. وتعكس نتائج هذه الاستشارة تمثلات المشاركات والمشاركين حول البرامج العمومية المخصصة للشباب، لا سيما في ما يتعلق بمجالات التكوين والتشغيل والمبادرة المقاولاتية والإدماج الاجتماعي. وقد بلغ مجموع التفاعلات مع الموضوع 27881 منها 432 إجابة على الاستبيان الخاص بهذه الاستشارة. ويبرز العدد المرتفع نسبيا للمشاركين/ات الذين تفوق أعمارهم 20 سنة من إجمالي المشاركين/ات في الاستشارة (40.14 في المائة ينتمون للفئة العمرية 20-29 سنة و35.21 في المائة للفئة العمرية 30-39 سنة)، الأهمية التي توليها هاتان الفئتان للقضايا التي طرحتها الاستشارة، على اعتبار أنهما توجدان في صلب الشريحة الاجتماعية المعنية بالبرامج العمومية الموجهة للشباب.