بمجرد أن تطأ قدماك إقليم طاطا ، تستقبلك ، بكل حفاوة، أشجار النخيل الشامخة، تجود عليك بما تحمله من تمور بأحجام مختلفة وجودة مغربية خالصة لا يختلف عليها أحد. وتلعب شجرة النخيل دورا هاما في الحياة اليومية لسكان طاطا، ومما لا شك فيه أبدا أن ذلك من آثار الماضي البعيد، حيث يبقى الوفاء قائما بين هذه الشجرة وبين من احتموا تحت ظلالها لأعوام مضت. وبمناسبة شهر رمضان الكريم، يزيد الإقبال على هذا الطعام التراثي ويتضاعف معه مجهود وحدات تثمين التمور بالاقليم للرفع من انتاج وجودة التمور من جهة، وإخلاصا للروابط التاريخية التي جمعت سكان الواحات بالتمور من جهة ثانية. وتعد وحدة إنتاج التمور «تسكالة» بالجماعة الترابية قصبة سيدي عبد لله بن مبارك، واحدة من أكبر الوحدات بإقليم طاطا، حيث حفزت الفلاحين والمنتجين بالاقليم على الاهتمام أكثر بالفلاحة الواحاتية وغرس أشجار نخيل مثمرة بجودة عالية، خصوصا بواحة «أقا» التي تعد من أهم وأكبر واحات الإقليم . ومن أجل النهوض بهذا القطاع، وفق معايير عملية تواكب العصر، أكد أمين مال تعاونية» تسكالة»، الحسين كوهو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أنه تم تأطير الفلاحين وأعضاء التعاونية وتكوينهم في مجال معالجة وتحويل التمور»، مضيفا «أنه يتم بالوحدة الإنتاجية التي تبلغ سعة قاعات التبريد بها 100 طن، تلفيف التمور الجيدة (بويطوب، بوفقوس، الجيهل، النجدة، أسكري، أدمام والساير) وتحويلها لعجائن ومربى ومواد للتجميل بالإضافة إلى استغلال التمور ناقصة الجودة في تحويلها لأعلاف الماشية». وحسب المتحدث ذاته، فإن «هذه المشاريع الفلاحية مكنت من تقديم خدمات للفلاحين في مجال تخزين وتبريد وتلفيف منتجاتهم الفلاحية، من أجل الرفع من مستوى الإنتاج وتشجيع المبادرات الخلاقة،» لافتا إلى «أن مشاركة هؤلاء الفلاحين في العديد من المعارض الوطنية والدولية زادت من ثقتهم من أجل العمل على الرفع أكثر من جودة الإنتاج». وفي هذا الإطار، اشار عضو التعاونية، إلى «أن هذه الجهود التي يساهم فيها 26 عضوا منهم 23 ذكور و3 إناث، توجت بجائزة الاستحقاق كأحسن وحدة لتثمين التمور الجيدة بالمعرض الدولي للتمور بأرفود وحصلت التعاونية سنة 2019 على شهادة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)». هذا وتجدر الإشارة «إلى أنه بالاضافة إلى قيمته الإقتصادية والاجتماعية المهمة، يلعب التمر دورا صحيا كبيرا، باعتباره غذاء كاملا بإجماع الطب البديل والحديث، لتوفره على نسبة عالية من الفيتامينات والألياف، مما يجعله صحيا للجهاز الهضمي للصائم خلال الشهر الفضيل وغيره من شهور السنة».