احتل المغرب المرتبة 46 عالميا برصيد 34.9 من 100. في المؤشر العالمي للقوة الناعمة الذي نشرته هذا الأسبوع وكالة براند فاينانس البريطانية، المتخصصة في التقييم والاستشارة، وبذلك صعد المغرب درجتين على سلم هذا المؤشر بعدما ربح 1.1 نقطة مقارنة بالعام الماضي. وجاء المغرب في الصف الثالث في إفريقيا والسابع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأوضح تقرير مؤشر القوة الناعمة أن أداء المملكة كان أفضل فيما يتعلق بدرجة الإلمام بالعلامات، والذي يحدد العلامات التجارية الوطنية التي يعرفها الناس ويلتقطونها في استعدادهم الذهني، فضلا عن السمعة، حيث حصل المغرب على تنقيط 5.2 و5.5 من 10. ومع ذلك، لايزال تأثير المملكة ضعيفا حيث سجلت 3.4 نقطة من أصل 10 فيما يتعلق بالتأثير. وفيما يتعلق بالمؤشرات الفرعية الأخرى، تظل الدرجات التي حصلتها المملكة أقل من المتوسط. حيث سجلت 3.9 من 10 في الاستجابة لكوفيد 19 ، 3 من 10 للأعمال والتجارة ، 2.8 للثقافة والتراث ، 2.6 ل «الناس والقيم» ، 2.5 للعلاقات الدولية ، 2.3 للحكامة و وسائل الإعلام والاتصالات و 1.9 فقط من أصل 10 للتعليم والعلوم. وفي المنطقة المغاربية، كان أداء المغرب أفضل من جيرانه الجزائريينوالتونسيين. وحيث احتلت الجزائر، المركز 75، متراجعة بمركز واحد مقارنة بالعام الماضي، بينما تمكنت تونس من التقدم ب 8 مراكز، حيث انتقلت من المركز 84 إلى المركز 76 على مستوى العالم. أما موريتانيا وليبيا فلا يردان أصلا في الترتيب. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتل المغرب المركز السابع، خلف الإمارات العربية المتحدة (المرتبة 15) وإسرائيل (المرتبة 23) والمملكة العربية السعودية (المرتبة 24) وقطر (المرتبة 26) ومصر (المرتبة 31) والكويت (المرتبة 36). كما احتلت المملكة المرتبة الثالثة في إفريقيا، بعد مصر وجنوب إفريقيا (المرتبة 34). ويأتي المؤشر العالمي للقوة الناعمة ليقيس ترتيب الدول في العادة حسب 7 مجالات هي: الإعلام، والتعليم والعلوم، والثقافة والتراث، والعلاقات الدولية، والحكامة، والتجارة والاستثمار، وأخيراً قيم الشعوب، ولكن نظراً للظرف الاستثنائي الذي يمر به عالمنا تمت إضافة مجال ثامن وهو "الاستجابة لجائحة (كوفيد-19)". ويتم في العادة إجراء استطلاعين للآراء، أحدهما يستهدف الجمهور العادي والآخر يتوجه إلى الخبراء، من أكاديميين ورجال أعمال ومحللين ماليين وصحفيين من باحثي مراكز الأبحاث.. وغيرهم. وبلغ حجم العينة المستهدفة لهذا العام 75778 شخصاً من 102 دولة. ومن أبرز نتائج مؤشر العام الحالي هو الانحدار المتسارع في ترتيب الولاياتالمتحدة في المؤشر مقارنة بالأعوام الماضية، محققةً رصيداً بلغ 90.55 فقط من 100؛ وهو أسرع انحدار بين جميع الدول. هناك عوامل عدة تفسر ما يحصل، لعل أبرزها التعامل منخفض الكفاءة للرئيس السابق ترامب مع الجائحة، وهو ما تسبب في احتلال بلاده مركزا متأخراً في مؤشر "التعامل مع جائحة (كوفيد-19)"، بالإضافة إلى التوترات السياسية والعرقية التي تعصف بالبلاد والفوضى التي عمَّت الانتخابات الرئاسية وما تلاها.. كل هذا أسهم، حسب الخبراء المشاركين في استطلاع الآراء، في «غياب أمريكا عن دورها كقدوة لباقي العالم، وهو ما كانت تلعبه في العادة، وهذا الغياب تزامن مع أشد الأزمات التي عصفت بالنظام الدولي».