بين يوم وليلة أصبحت جزءا من قلبي، من نفسي، من جسدي ومن دمي، شعرت بآلامك ولم أنم. نعم، بين يوم وليلة وجدنا أنفسنا محصورين معك في بئر عميقة ... ضاقت بك ولكن عند لله متسع. رغم المجهودات الهرقلية ودعتنا يا ريان، رحيلك أوجعنا، ولكن هذا الوجع غيرنا وأعاد الإنسانية إلى قلوبنا، فجعنا برحيلك يا ريان ولكنه رحيل إلى عالم أفضل، أشعرنا رحيلك أن عالمنا لا يزال بخير وجميلا بعدما أتعبنا الخوف من كورونا . كنا محتاجين أن نتنفس ونخرج من الضيق الذي كان كاتما على أنفسنا لأنه في زمن كورونا الأخ ظلمنا والصديق جرحنا...، لكن جئت أنت يا صغيري وأيقظت مشاعرنا الإنسانية من جديد، فغيرنا حساباتنا حتى مع أنفسنا، رغم أنك أصغرنا وأضعفنا ولكنك أغنانا…... فعلا صغيري أخرجت العالم من فم الزجاجة بعدما ضيقت كورونا حياته، فجئت أنت ياصغيري لكي تشعرنا من جديد بأن لله يحب خلقه وأن وطننا مستعد لأن يهدم جبالا لحمايتنا، وحدت قلوب البشر يا ريان وجمعت شتات الشعوب وكنت سببا في فتح أبواب الرحمة والإحسان.. أليس اسمك اسم باب من أبواب الجنة؟ فانعم في جنتك مع رسول الرحمة والصديقين يا صغيري… أتعرف يا حبيبي أنه حتى رئيس جامعتي اتصل بي ليعزيني...؟ في حياتي لم أقرأ أو أرَ عالما متحدا واقفا وقفة واحدة بكل أعراقه ودياناته وساسته،... عالم موحد يدعو لك بالفرج، وكأن العالم كله تعلق معك في البئر، ويحاول الخروج معك إلى النور، ...نعم حبيبي لقد ضاقت بك البئر ولكن عند لله المتسع، ورحيلك أخرج العالم إلى النور فعلا؛ نور الإنسانية، نور الأمان والحب والإحسان ... سبحان المولي، جاء بك إلى هذه الدنيا فقط لتغير شيئا ما في كل إنسان منا. لقد شاء لله أن يأخذك من حضن والديك إلى حضنه تعالى، وما من حضن أرحم من حضن أرحم الراحمين، سبحانه وتعالى زرع حبك في قلوبنا وقلوب كل الأجناس والمعتقدات، أشهدنا لله على مدى حبه لك سبحانه، فانعم في جنتك يا صغيري! وداعا صغيري، صحيح أن حكمته أوسع من إدراك العقول، ونعم صغيري أنت لم تسقط في بئر ولكنك سقطت في قلوبنا وللأبد … ريان صغيري أنت أحسن خير بعثه لله لنا،... فاللهم اجعله شفيعًا لنا يوم القيامة … (*)أمك من بلد آخر مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية