تحاول الدولة الجزائرية تنظيم القمة العربية المقبلة، في أجواء توتر غير مسبوقة مع المغرب، تعمل على تغذيته باستمرار، من خلال قطع العلاقات الديبلوماسية مع بلادنا، وإطلاق تصريحات عدوانية، من أعلى هرم في سلطة هذه الدولة، وصلت إلى حد التهديد بالإعتداء العسكري المباشر، غير مكتفية بحالة الحرب غير المباشرة، المعلنة من طرف ميليشيات البوليزاريو، التي تحضنها الطغمة العسكرية الجزائرية. ومن الواضح أن دولة الجزائر تسعى، بأقصى ما تستطيع، جر البلدان العربية، إلى أجندتها، والخروج من العزلة التي تعيشها، بالإضافة إلى التنفيس عن وضعها، تجاه الحراك الداخلي، الذي مازال ضاغطا عليها، في محاولة منها لإظهار ما تبيعه من وهم لشعبها، كقوة إقليمية مزعومة. غير أن ما يمهنا، في هذا الشأن، هو موقف الدول العربية من عدوانية الطغمة العسكرية، ضد المغرب، والتي تتواصل منذ أكثر من خمسة وأربعين سنة، بتوظيفها لميليشيات البوليزاريو، لخوض حرب بالوكالة، على بلادنا، وتغذية هذه العدوانية، بشتى الوسائل والإمكانات. وهو أمر لا يحتاج إلى توضيح وحجج ودلائل، لأن مسؤولي الدولة العسكرية يجهرون بهذا العداء، بل ويتبجحون به، ويطلقون تصريحات عنترية، لتهديد المغرب، كأسلوب لتنويم شعبهم، وابتزاز المنطقة بأكملها، ملوحين بتكريس أجواء عدم الاستقرار بها. حان الوقت لطرح المشكلة بكل حقائقها على البلدان العربية، دولا وشعوبا، هل تقبل أية واحدة منها أن تسلح دولة أخرى ميليشيات تنطلق من أراضيها، لتشن عليها الحرب؟ ليس هناك أية تسمية أخرى لهذا الوضع، المغرب يعيش حالة حرب مع الجزائر، التي تخوضها بالوكالة، وهو أمر ينبغي أن يوضع على رأس أجندة المغرب في علاقته بالدول العربية الأخرى، رغم أن الجزائر منهزمة في هذه الحرب، لكنها تقوم بها. ومن بين وسائل وضع هذه المسألة كأجندة تحظى بالأولوية لدى المغرب، في علاقاته بمحيطه العربي، تكثيف الاهتمام بالصحافة والإعلام في بلدانه، فالرأي العام هناك، يجهل كثيرا ما يحصل في منطقتنا، و لا يعرف عنها إلا معطيات متفرقة ومبتورة، بل إن هناك من الصحافيين، من يصعب عليه الإلمام بتفاصيل وحقيقة ما يجرى. فتواصلنا بهذا المحيط متعثر، لذلك علينا أن نهتم أكثر به، وهي مسؤولية ينبغي أن يتقاسمها كل الفاعلين، خاصة وأن هناك العديد من العوامل التي تلعب لصالح المغرب.