في الوقت الذي كنا شهودا على منع جميع وسائل الإعلام من ولوج قاعة الاجتماعات بولاية الرباط، لأجل متابعة عملية انتخاب عمدة العاصمة، وفي الوقت الذي كنا شهودا على «مسرحية» الدفع باتجاه تأجيل انتخاب أراد لها «ثلاثي التغول» أن تحسم لصالح من توافقوا على تزكيتها رغم أنف الأغلبية الديمقراطية التي يقودها الحسن لشكر، نفاجأ بتغطيات إعلامية «واسعة» لانتخابات المجالس بكل الجهات، تغطيات وصلت الى حد مرافقة «كورتيج» الأغلبية وهو يتوجه الى الجلسة في تارودانت تحت حراسة أمنية مشددة لضمان التصويت «الحر والنزيه» لمرشح البيان الثلاثي؟ نتساءل، والسؤال حق مشروع، بماذا يمكننا تفسير هذا، وما الذي يقع في العاصمة الرباط لكي يتم منع رجال الصحافة والإعلام من حضور جلسة الانتخاب في نفس الوقت الذي يسمح بهذا خارج العاصمة؟ وماهو الاستثناء في الرباط؟ الأكيد أن إجماع أغلبية أعضاء المجلس الجماعي بالرباط على اختيار الحسن لشكر عمدة للمدينة ورفضهم تزكية من – لاعتبارات خاصة – تم تقديمها لهذا المنصب، أربك حسابات «ثلاثي التغول «وجعله يفقد أعصابه محاولا ربح الوقت باستعمال البلطجة وأسلوب «الترهبين» والسخيف» والاتهامات الموزعة هنا وهناك لترفع الجلسة وتتحرك آليات الترهيب والوعد والوعيد بغاية كسر شوكة مجموعة التغيير بقيادة الحسن لشكر. ما وقع ويقع بمدينة الرباط، يعد «تيرموميترا» للمسار الديمقراطي ببلادنا، ومؤشرا على ما سيكون عليه الوضع مستقبلا، فإما أننا سنحتفل ب «عرس ديمقراطي» تحترم فيه إرادة الاغلبية في المجلس، أو أننا سنكون أمام وضع هجين يتم فيه نسف هذه الأغلبية وبناء «أخرى» تقوم على التهديد والوعد والوعيد، علما بأن حديث أغلب الرباطيات والرباطيين يدور اليوم حول هذا الموضوع، وهم يتطلعون الى غد أفضل مع من جعل من المصلحة العامة ليس مجرد شعار، ولكن ممارسة. ترى، لماذا هذا الإصرار وهذا التحدي والتمادي في فرض أمر ليس بواقع، ولنا في ما حدث بكلميم أكبر نموذج مع فاجعة الموت والدم؟ نعتقد أن الحديث عن «التغول المؤسساتي» أصبح يفرض نفسه، وبالتالي ضرورة التكثل لمواجهته والوقوف في و جهه حتى لا نصبح رهينة «ديكاتورية» الأحزاب الثلاثة. إذن، فموعد الجمعة بالعاصمة، بات موعدا لكل المغاربة، وليس فقط الرباطيات والرباطيين. فهو موعد سنتأكد فيه إن كنا أمام حماة للديمقراطية أم حماة للتغول الثلاثي، وبالتالي ستتضح الرؤية أكثر، ولو أنها اتضحت من قبل عندما تم نسف الاجتماع الأول وتحركت الهواتف وتكثفت الاتصالات للضغط والاستمالة؟ أهي تباشير عهد «ديكاتورية التغول» التي تحاول فرض رؤيتها بأي وسيلة كانت، مركزيا وجهويا وإقليميا..؟ ورحم لله عبد الوهاب بلفقيه. وللحديث بقية.