اتهام الشعب القبايلي بأنه شاذ وعميل للاستعمار وسقوط أخلاقي وقيمي محمد الطالبي
حالة سعار جنونية ضربت الدبلوماسية العسكراتية ونخبها التي تدور في فلكها موحدة بعقيدة تصر على العداء للمغرب ضدا على روابط التاريخ والجغرافية والنضال المشترك ضد الاستعمار، ففي هجومها الذي تصرفه عبر الإعلام لم تراع " ألسن" الجزائر الممولة من الغاز لا خطوط حمراء ولا أعراف، فشنت هجومات لاذعة مست رموز البلاد وتطاولت على مقدساتنا بل وذهبت في اتجاه إعلان حرب على المغرب والتحريض ضد بلادنا مستعملة قاموسا حربيا محشوا بالكذب والتضليل. وهكذا خصصت جريدة "الخبر" المقربة من العسكر صفحتها الأولى لاتهام المغرب بأنه أعلن الحرب وبأنه جار لا يؤتمن، وكتبت من محبرة الحقد الأعمى كل ما يسيء للمغرب، متناسية أن الجزائر هي التى ساهمت بزرع الفتن عبر فهم خاص بها لمبدأ تقرير المصير، الذي اعتمدته لرعاية مجموعة من الانفصاليين وتسليحهم جنوب المغرب من أجل تقسيم الوحدته الوطنية . ونددت ما يسمى "المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء"، بشدة، "بقيام الممثلية الديبلوماسية المغربية بنيويورك بتوزيع وثيقة على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز تدعم فيه ما تزعم بأنه "حق تقرير المصير للشعب القبائلي". وجاء في بيان للمنظمة بأنه بعد "العملية الشنيعة والمفضوحة التي قامت بها الممثلية الدبلوماسية للمملكة المغربية بنيويورك، والمتمثلة في توزيع وثيقة مغربية على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، مطالبة فيها ب"حق تقرير المصير للشعب القبائلي." واعتبر حزب الحرية والعدالة الجزائري،" أن توزيع الممثلية الدبلوماسية المغربية بنيويورك لوثيقة رسمية على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز تحتوي على ما تسميه "حق تقرير مصير الشعب القبائلي"، يعتبر "إرهابا وعدوانا" على الجزائر. من جهته عبر رئيس حزب جبهة الجزائرالجديدة، عن انزعاجه من تصريحات السفير المغربي، مستنكرا بشدة بعض ما أسماه ب"الحماقات" و"التصرفات الطائشة" لبعض المراهقين السياسيين بالجزائر في حق وحدتهم الوطنية وانتمائهم لهذه الدولة العظيمة، واصفا إياهم بالشواذ والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه، داعيا في الوقت ذاته السلطات العليا في البلاد إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد الوثيقة التي وزعها السفير المغربي على أعضاء حركة عدم الانحياز، حيث وصفت الخارجية الجزائرية العملية ب"الانحراف الخطير"، مطالبة بتوضيح رسمي من المغرب. وفي بيان نشره حزب "جبهة التحرير الوطني" أوضح، بدوره، أن ما قام به الدبلوماسي المغربي عبارة عن استمرار لأعماله العدائية ضدّ الجزائر، والتي لم تتوقف على مرّ الأزمان، من خلال استفزازات عدائية متعددة، مؤكدا أن ما قام به المغرب هو عدوان على الجزائر الواحدة والموحّدة، المزكّاة بدماء الشهداء الأبرار التي سقت كل شبر من أرضها الطاهرة"، مشيرا إلى أن هذا الفعل الشنيع سيزيد الجزائريين تمسكا بوحدتهم الوطنية. كما أشار البيان إلى أن " الجيش الجزائري كان بإمكانه التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب عديد المرات، ولكنه رفض ذلك"، مؤكدا على مرجعية الجزائر المستمدة من بيان "أول نوفمبر" في الدفاع الثابت عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مشيدا بوحدة الجزائر وأن مزاعم الانفصال لا يحرّكها إلا شرذمة تحرّكهم أجندات استعمارية قديمة حاقدة على الجزائر…". وضرب زلزال كبير العسكر الجزائري بعد موقف المغرب الذي عبر عنه عبر مذكرة رسمية وباحترام تام للأعراف الدبلوماسية، ويرى مراقبون أن الجزائر أظهرت بأنها غير مبدئية في ما ظلت تتغنى به من دعم تقرير المصير وتصديره للخارج مما جعلها تتسبب في مآس لعديد من الدول في إفريقيا وخارجها، وتسببت في العبث بمئات الملايير من عائدات الغاز صرفت على مجموعات إرهابية عالمية منها البوليساريو، واليوم تصف نشطاء الشعب القبائلى بالشواذ وممثلي الاستعمار وغيرها من النعوت الخبيثة. إننا فعلا أمام سقوط أخلاقي وإيديولوجي محقق، حيث الجزائر الداعمة للانفصال والانشقاق عبر العالم اتضحت اليوم مؤامرتها الرسمية ضد المغرب البلد الجار، الذي تسعى إلى المس بوحدته الترابية وليس دعما لتقرير المصير بل دعما لأحلام وأحقاد تجاه بلدنا !