التجليات والآثار السلبية لشل قطاع الشباب والطفولة واستمرار هدر الزمن التربوي محمد قمار يتوخي هذا الملف إثارة جملة من الأسئلة الملتبسة الجواب والأفق، أسئلة مؤرقة لكل الفاعلين في قطاع الطفولة والشباب والتربية، أسئلة ترشح عرقا بهم كبيرا بحجم التباس الأفق التربوي الذي جعلته سياسة وزارة فردوس أكثر غموضا… والقطاع أصلا ينوء بثقل المفارقات الغريبة… أهدرنا زمنا كبيرا تربويا، وتركنا طفولتنا وشبابنا في زمن قاس، وإن حاول الفاعلون المدنيون ملء الفراغ القاتل للأمل بإماكاناتهم ومبادراتهم اللتين ظلتا معزولتين في غياب صارخ لوزارة فردوس… إننا بدون دور شباب فاعلة وفعالة، نوسع دائرة الفراغ والقلق، والجمعيات كانت شاعرة بخطورة الوضع، فحين طالبت الوزير بفتح دور الشباب ومؤسسات الاستقبال والإجتماعية، كان تمد يدها الفردوس لانقاذ الموسم وفق دفتر تحملات واضح بروتوكول شفاف على غرار مت أقدمت عليه وزارة التربية الوطنية بشجاعة، فهل الوزير فردوس تنقصه شجاعة وزير التربية الوطنية الذي لم يختر الحلول السهلة، وتحمل مسؤوليته في فتح المؤسسات التعليمية… وها هو يجني ثمار شجاعة القرار…؟ أيام قليلة ويرفع الستار عن زمن المخيمات الصيفية، هل سيختار الوزير على عادته الحل السهل وهو الإلغاء… أم سينفتح على مبادرة شجاعة لإنقاذ موسم التخييم بمبادرة شجاعة وجريئة وفق برتوكول واضح المعالم… مع اعتماد معايير تكييفية… كالتخفيف…؟ أسئلة مؤرقة الجواب عنها يرهن أوراشا تربوية معلقة، والإجابة عنها إيجابيا تقتضي شجاعة و القدرة على المبادرة… لأن النخب والكفاءات الشابة التي أكد جلالة الملك أكثر من مرة على ضرورة إشراكها لا تعني شهادو عليا و وجها شابا، بل كفاءة قادرة على الإبداع وتدبير الأزمات والتجويد والمبادرة… والرفع من مؤشرات الجودة كما وكيفيا… هل الوزير فردوس… كان على موعد مع الزمن الفارق…أم فوت على نفسه وعلى المغرب زمنا تربويا إبداعيا كان من الممكن أن تتحول أدبياته إلى مرجعيات في التدبير زمن الأزمات…؟
************** على الجسم الجمعوي والتربوي تحمل مسؤولياته التاريخية
أحمد مكسي* كانت الطفولة والشبيبة المغربية بشكل قاس ومجحف منذ بداية ظهور جائحة كوفيد 19 والذي انعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية هذه الفئات الهشة أصلا ، وأمام استمرار هذا الوضع المزري و المتمثل في الاغلاق والتجميد الكلي لمختلف للطفولة والشباب بعبر عن انشغاله العميق واستنكاره الشديد لهذا الاغلاق رغم الرفع جزئي لهذا الحضر مما يعبر عن اللامبالاة والاستهتار بمصير الملايين من الاطفال والشباب لدى الحكومة والدولة المغربية ويعبر عن الاستخفاف البين لكل انشطة الطفولة والشباب ومن خلالهم لكل جمعيات ومنظمات الطفولة والشباب والتي ساهمت وبشكل كبير من تخفيف أثار هذه الجائحة عن طريق انخراطها في أنشطة ترفيهية وتكوينية عن بعد خلال الجائحة إلا أن هذا المجهود لم يشفع لها لدى الدولة المغربية لفتح مرافق الطفولة والشباب . حيث دبرت وزارة الثقافة والشباب والرياضة ( قطاع الشباب والرياضة ) هذا الشأن بشكل سلبي وانتظاري ، مما يفرض على الجسم الجمعوي والتربوي تحمل كامل مسؤولياته في الدفاع عن هذه الانشطة وتثمين رصيدها التاريخي النضالي من خلال توجيه رسائل تنديد واستنكار واحتجاج لدى مختلف المؤسسات الدستورية من رئاسة الحكومة والبرلمان وإن اقتضى الحال القيام بوقفات احتجاجية وتنديدية على المستوى الاقليمي والجهوي والوطني وذلك لإسماع صوتها وتأكيد حقها في الترفيه والتنشيط والتخييم طبقا لتوصيات دستور البلاد والمنظمات الدولية ذات الصلة لأن مستقبل بلادنا رهين بالاهتمام بهذه الفئات وعلى مستوى كل المجالات . *المنسق الوطني للاتلاف الوطني للطفولة ووالشباب
************** الحق في العطلة المؤطرة و التخييم المنظم و التنشيط الهادف أولويات للتخلص من تأثيرات الجائحة
محمد القرطيطي* كما تعرفون أن الجامعة الوطنية للتخييم و مكوناتها الجمعوية ، و منذ بداية انتشار الجائحة ، كانت سباقة و مبادرة لإنتاج الاقتراحات و البدائل و البرامج و المشاريع لتأطير زمن كورونا, بهدف تجاوز تنظيم المخيمات بصيغتها الاعتيادية، في سياق اخراج الأطفال و الشباب من الحجر و القلق و الخوف، و التأثيرات النفسية و الجسمية و العودة بهم الى الحياة الجمعوية المؤمنة و المؤطرة . تحركات الجامعة على مختلف الأصعدة ،الوزارة ،البرلمان الاعلام، و رئاسة الحكومة لم يأتي بنتيجة رفع الغلق و التضييق . و انصاف الأطفال و اليافعين و الشباب و الجمعيات و فك العزلة عنهم تدريجيا و رجوعهم الى مؤسساتهم التنشيطية تحث طائلة التدابير الاحترازية الواجبة . كانت هناك ورشات مشتركة مع الوزارة أنتجت على التوالي عرض وطني لأنشطة التكوين التربوي بتحملات و مرتكزات مدروسة و مرقمة ،مشروع تنظيمي للتقييم السوسيوتربوي، يراعي الظرفية الوبائية، و يركز على القرب بتوصيفات احترازية ، وحددنا داخل اللجنة المشتركة سقف التكوين في شقه النظري و الحضوري في 20 ألف مشارك و التخييم القار داخل فضاءات الوزارة فقط، بأعداد منخفضة في حمولة 26 أألف مستفيد، و حوالي 80 ألف في فضاءات القرب بجميع العمالات و الأقاليم بأعداد منخفضة أيضا، و راهنا الى الوصول الى 800ألف بحساب السنة ،و رفعنا هذا البرنامج الى السيد الوزير لاعتماده، و ترك الإجراءات العملية تأخد مجراها. في مناسبة الاجتماع مع السيد الوزير و مدير مديرية الشباب و الطفولة خرجنا بإرجاع نصف الدعم عن 2020 ،و هو الآن في طريقه الى الجمعيات، و بلورة استراتيجية وطنية للتنشيط السوسيو تربوي بواسطة تقنيات التناظر بعدد يستهدف 180ألف مشارك تديرها الجامعة من خلال الجمعيات العضوة مقابل دعم، و تنظم وفق عقد الأهداف، فضلا عن دعم تسير الجمعيات كمكسب اعتيادي يراعي الحضور و الفروع و التغطية الترابية، كما تم الاتفاق على توقيع شراكة مؤسساتية لدعم الجامعة على مدى ثلاث سنوات القادمة، و أيضا رفع منسوب التكوين على الرقمنة الذي أطلقته الجامعة جهويا .و نحن في مرحلة انتظار لتوقيع هذه الالتزامات النضال الذي قادته الجامعة للمطالبة بفتح دور الشباب و المخيمات و مراكز الاستقبال، و رفع القيود على الاجتماعات و التظاهرات، بدأ يأتي تدريجيا، و نترقب بفتح و تنظيم المخيمات بعد دور الشباب، و على طاولة لأن اطلاق منصات للتنشيط داخل فضاءات محصنة، و مؤطرة تربويا و صحيا و أمنيا، في حوالي 400 مدينة أو مركز بحمولة منخفضة ما بين 80و 100 مستفيد على مدى 60 يوما، هو نشاط آني يحظى بالأسبقية داخل اهتمامات الجامعة . و كما جاء في السياق أن الحق في التخييم و العطلة و الترفيه و التكوين أولية و واجب لا يمكن التسامح مع تجاوزه أو القفزة عليه بتبريرات واهية، و قد قمنا بمراسلة السيد رئيس الحكومة و الوزير الوصي، و قدمنا مرافعات طولا و عرضا، ولم يبقى لنا في حالة استمرار في التجاهل و التحقير و لامبالات سوى أن نرف صوتنا عاليا في المكان الذي نجده نحن ؛ نحن نتأسف كثيرا أن الحكومة بمكوناتها، و الأحزاب بجمعياتها المستفيدة، تخلت عن الطفولة و الشباب في هذه الظروف الدقيقة، الذي كان يتطلب دعما سؤال الحكامة.. نحن في الجامعة المحتضنة للجمعيات و الأنشطة، توجه الينا أسئلة ساخنة عن الحكامة التدبيرية للملف الحكامة ذات الصلة بالطفولة و الشباب، و هل الحكومة و الوزارة و اللجنة العلمية و اليقظة لها معرفة و علم بماهية التخييم و التنشيط و التكوين اليوم، و هل تقدر جيدا ضريبة ابعاد الأطفال و اليافعين و الشباب عن أنشطتهم و عالمهم و اختياراتهم، و النتائج الكارتية التي بدأت تظهر على السطح، و لماذا لا تكون المخيمات بأصنافها و حمولتها، جزءا أو حائطا يبعد كورونا،و يتقي أضرارها، اعتمادا على الفضاءات المؤطرة و المجهزة و البعد عن مناطق التوتر و الانتشار، و اذا ما قورنت بالمقهى و المسرح و السينما و قاعات الرياضة و المتاجر و وسائل النقل العمومية ….الخ .هذا حلال وحرام والتوجه نحو الحائط القصير،الطفولة بالتحديد، لماذا لا تخرج علينا الحكومة و اللجنة ببيان وتفسير، بدل الصمت و الهروب الى الأمام، وترم المجال للغضب و القلق و التجاهل، و كأن موضوع الطفولة و الشباب محنط ؟ *رئيس الجامعة الوطنية للتخييم – رئيس جمعية ATT
************** هناك فرصة ثانية لإنقاذ الموسم التربوي تحت ضوء مستجدات تخفيف الإجراءات الوقائية ذ. خالد أخازي* سأكون معكم، دون تقديم خطاب ملتبس، وزير الشباب ووالرياضة اختار أسهل مقعد لتدبير القطاع في ظل الجائحة، وهو مقعد المنتظر، ومقعد تصريف شؤون القطاع بمقاربة بيروقراطية، كانت تعوزرها الجرأة والشجاعة، ففي الوقت الذي كان المجتمع المدني يطلب بفتح حوار لصياغة مشروع إبداعي بديل، اختارت هي الصمت، وركنت للحلول السهلة، وأسهل حل.. هو الإغلاق لمؤسساتها و تعطيل المخيمات و إيقاف التكوينات بمختلف تجلياتها، من موقعي كخبير في القيادة التربوية، الوزير قائد، والقائد لابد أن يوسع دائرة القرار و الحوار والتواصل، فالقيادة هي الحفر بعيدا عن الأفكار المبدعة والمبادرات المجددة، للأسف… تم إهدار الزمن التربوي في عهد الوزير فردوس باعتماد مقاربة عمودية، مسكونة بهاجس الخوف، والخوف تحول إلى فوبيا وزارية، شلت القطاع… القيادة… تحتاج إلى الشجاعة والجرأة التي تتحصن بمنطق التشاور والإشراك حد التوريط… الوزير لللأسف كقائد… لا هو قدم مشروعا ميدانيا بديلا ولا هو سمح بحوار مدني لصياغة مشروع متكيف… إنه العبث أن يقدم مثلا على السماح بتقديم عروض مسرحية بدون جمهور، منشغلا بما تقني ورقي… الآن هو أمام فرصة ثانية… لإنقاذ الموسم التربوي تحت ضوء مستجدات تخفيف الإجراءات الوقائية… عليه أن عاجلا دون تلكؤ ولا خوف أن يفتح النقاش حول إمكانية تنظيم المخيمات الصيفية وفق صيغ صحية ممكنة .. وتنظيم التكوين الأساسي… ولما لا بالموازاة مع المخيمات الصيفية…. بصيغة التكوين التناوبي… عليه أن يتملك الشجاعة… لا أن يختار الموقع المريح خوفا من المسؤولية… فالقيادة جرأة وإشراك وتوقع وإبداع وابتكار… واستشراف … من هذا المنبر أدعو الوزير إلى فتح فضاءات الطفولة و الشباب، فالشباب ضاق ذرعا بالفراغ والفراغ قاتل ومشتل لكل المصائب… لتكن له الشجاعة… ويصوغ وبروتوكول خاص بدور الشباب والمخيمات والتكوين بالتناوب…. إن القيادة تفترض مبدعا ومحللا ومقوما ومبتكرا، لا شخصية متوجسة… يشل خوفها من المسؤولية رؤيتها للمستقبل وكفاياتها الإبداعية… المغرب في حاجة إلى وزراء قياديين مبدعين…. لا إلى رؤساء قطاعات يدبرون القطاع بشكل روتيني تكراري… كوفيد يخلق العظماء كما يعري الجبناء والانتهازيين.. * روائي و إعلامي. خبير في القيادة ومكون في القيادة التربوية.
************** من المستعجل إطلاق استراتيجية وطنية تستهدف الشباب لمواجهة آثار كوفيد19 أحمد رزقي * عرفت وضعية الشباب المغربي منعطفا خطيرا مع أزمة كوفيد 19، نتيجة إغللاق المدارس والجامعات، وكذلك دور الشباب، وفضاءات أخرى للترفيه، والفضاءات العمومية. حيث ظل الشباب معرضون للأخطار ومشاكل الصحة العقلية والعنف، بسبب اجراءات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي. كما أن توقف الأنشطة الافتصادية، كان له تأثيرسلبي على الشباب الباحث عن الشغل، والشباب الذين ليس لهم عمل قار،(كالذين يشتغلون بعقود محددة المدة، أو عن طريق شركات الوساطة، والموسميون…). هذه الأخطار المذكورة تتغير حسب فضاء التحليل، سواء تعلق الأمر بالشباب نساءا أو الرجال، وكذلك حسب المناطق الحضرية أو القروية، التجمعات الصغيرة أو الكبيرة. ونجزم أن تأثيرات الأزمة الصحية على الشباب متعددة الأبعاد، منها ذات طبيعة اجتماعية، اقتصادية أو ثقافية، ومن الضروري اليوم على المغرب أن يكون قادرا على اعادة التوازنات الاجتماعية والمجتمعية، وفق مقاربة ذكية ومتينة، قادرة بشكل ايجابي على معالجة المخاطر التي يعانيها الشباب. هذه المقاربة عليها أن تستحضر المفارقة، التي تعتبر الشباب ليس مجرد رافعة للتحسيس والتضامن فقط، بل هو المورد البشري الأكثر عرضة للهشاشة ووالمهدد بالاقصاء. وفي هذا الصدد، نرى أنه من الضروري والمستعجل إطلاق استراتيجية وطنية ستهدف الشباب المغربي لمواجهة الآثار السلبية لأزمة كوفيد19، ومن أجل دينامية بناءة لمغرب الغد، يعتمد خمس رافعات كبرى، تنظيم جامعات مفتوحة وفضاءات صيفية للتعلم وتنمية المعارف وتقوية قدرات الشباب في مجال المهارات الحياتية كي يتمكنوا من التكيف بشكل مستمر ويندمجوا داخل المجتمع بشكل إيجابي ما بعد جائجة كوفيد 19. إطلاق برنامج الاندماج المهني للشباب وتدعيم المكتسبات، والتكيف مع متغيرات والمتطلبات الجديدة لسوق الشغل عبر الشراكة مع القطاع الخاص والقطاع التعاوني من خلال تنظيم فترات للعمل خلال تعزيز الرغبة في الولوج الى سوق الشغل للمرة الأولى، خصوص بالنسبة للشباب جديثي التخرج، أو الذين في وضعية التداريب في نهاية الدراسة، وتداريب قبل الادماج والمراحل التجريبية. خلق فضاءات تقوية صحة الشباب والولوج للخدمات الصحية الأساسية من خلال تأمين وقاية فعالة للشباب، اتجاه المخاطر الصحية، وتحسين ولوجهم الى خدمات صحية ذات جودة، وتغطية الصحية وحماية اجتماعية موحدة. هذا يتأتى عبر تعميم دعامة الحماية الاجتماعية وتنفيذ شبكات أمان فعالة للشباب، وتقوية آليات التضامن بينهم، تطوير ثقافة تتمحور حول نمط حياة سليم عبر التشجيع على تغذية متوازنة،الممارسة الدائمة للرياضة خلق مسابقات ولقاءات تشجيع ودعم الابداع لدى الشباب التشجيع على المواطنة الحقة لدى الشباب وتقوية الحس التضامني التزامهم التضامني في المجتمع. وفي الختام، أرى انه من المستعجل أن يراجع القطاع الوصي منهجيته اتجاه الشباب، وان ننهي مرحلة كوفيد 19 بمزيد من المبادرات الشجاعة والجريئة اتجاه الشباب المغربي، وأن نعمل سويا بروح التعبئة التي طبعت كل مكونات، من أجل جعل الشباب المغربي قادر على تجاوز معاناته عانت من الآثار السلبية للأزمة الصحية، خصوصا أن هذه الشريحة ساهمت وبشكل ملحوظ في المجهودات الوطنية للتصدي للجائحة، وأبانت عن حس كبير من المسؤلية والنضج في تدبير الأزمة. لهذا اليوم على الدولة أن لاتهمش الشباب، وأن تدمجهم في مسلسل اتخاذ القرار، مع الأخذ بعين الاعتبار انشغالاتهم، خصوصا الشغل، والتعليم والصحة والتكافؤ في الولوج الى الخدمات العمومية. *المدير التنفيذي لجمعية الشباب لأجل الشباب