«إنه موروث ينتظر تسجيله باليونسكو كتراث يساهم في التنمية البشرية والاقتصادية».. هي خلاصة محورية – من بين أخرى – خرجت بها ورشة وطنية، نظمت، مؤخرا، بمدينة أكادير في سياق التحضير من أجل « تسجيل المخازن الجماعية «إيكودار» ضمن التراث العالمي لليونسكو»، والتي كان لها وقع كبير على مستوى النقاش والتداول – عبر وسائل التواصل الاجتماعي – بين عدد من المنحدرين من مناطق محسوبة على النفوذ الترابي لجهة سوس – ماسة، خاصة المحتضنة منها ل «معالم» من هذا الموروث الاستثنائي. نقاش يمكن اعتباره فرصة ثمينة بالنسبة لعدد من المؤتمنين على تدبير شؤون ساكنة الجماعات القروية «الفقيرة»، للمبادرة والتحرك في أفق نفض غبار الإهمال عن موروث بالإمكان أن يشكل «طوق نجاة» للانعتاق من وطأة «ضعف الموارد» ذي التداعيات الثقيلة على مستوى تحقيق الحد الأدنى من شروط التنمية المحلية، كما هو حال جماعة إيماون القروية، المحسوبة ترابيا على دائرة إغرم بإقليم تارودانت. «أماكن عديدة من تراب هذه الجماعة «الفقيرة» المحتضنة ل 27 دوارا / تجمعا سكنيا بقبيلة إذا وزكري، تحمل بصمات تاريخية ثرية، تستحق العناية والاهتمام من قبل الجهات المسؤولة، جهويا ومركزيا» يقول أحد أبناء الجماعة، لافتا إلى «أن هذه الجغرافية كانت تحتضن «مخزنين جماعيين» تركهما الأجداد، أحدهما بدوار «أضاض»، المتاخم للحدود مع النفوذ الترابي لجماعة «تيندين»، كان مصيره الاندثار بفعل عوادي الزمن المدمرة وغياب الوعي بقيمته التاريخية، والثاني يتواجد بدوار «أوسمكان»، وضعيته مغايرة، إذ أنه مازال مؤهلا للإنقاذ، شريطة أن يحظى بما ينبغي من التفاتة جدية تتجسد في مباشرة أعمال الإصلاح و الترميم قبل فوات الأوان». وهي خطوة اعتبرها المتحدث نفسه «ذات أهمية بالغة، بالنظر للوضعية العسيرة التي تطبع حياة غالبية الساكنة المحلية، ذات المرجعية الاجتماعية الهشة، في ظل غياب المشاريع الاقتصادية الموفرة لفرص الشغل الدائمة، علما بأن عملية إعادة تأهيل مثل هذا الموروث من شأنها الإسهام في تنشيط السياحة القروية بالمنطقة ، وما يعنيه ذلك من فتح أوراش لإحداث مسالك طرقية تفك العزلة وتيسر التنقل..»، وذلك على غرار «ما خلفته مشاريع ممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جماعات أخرى، من نتائج تنموية واعدة، بفضل تنسيق ناجع مع جمعيات محلية جادة». هذا وتشكل «المخازن الجماعية القديمة» عنوانا متميزا لمجموعة من «المهارات المتوارثة في ما يخص تدبير الموارد والتعاون والتآزر»، باعتبارها «بنكا لتخزين كميات من الحبوب والعسل والحلي ، وغيرها من المواد الأساسية لعيش السكان، إضافة إلى مختلف الوثائق المحددة للأملاك والضابطة لتاريخ الأسر وغيرها…»، كما تجسد مظهرا نموذجيا لما يمكن وصفه ب «التفاعل الإيجابي مع المحيط البيئي والوسط الاجتماعي» وفق ما أشارت إليه مداخلات شهدتها ورشة أكادير السالفة الذكر، دون إغفال أن كلمة «إيكودار»، تؤشر، أيضا، على دلالة «الحصن الجماعي»، والذي غالبا ما يتميز مكان بنائه، ب «وعورة التضاريس»، وذلك لجعل الوصول إليه من قبل القبائل المناوئة، مهمة عسيرة، في ظل أوضاع «اللا استقرار» التي طبعت مراحل «السيبة» واللاقانون، تفيد المصادر التاريخية.