جدد اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي، التذكير بتاريخ وحاضر ومستقبل العلاقات بين شعوب المنطقة المغاربية ، والإمكانات المتاحة لتطورها تطوراً حقيقياً وفعلياً يجعل منها تكتلا اقتصادياً واجتماعياً ومعرفياً وعلمياً وثقافياً وسياسياً قوياً أمام الآخر. واستحضر اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي، الأوضاع الراهنة في الدول المغاربية الخمس، و ما تعرفه و شعوبها من أزمات ، إما سياسية بفعل انعكاسات « الربيع العربي»، و بسبب عدم قدرة حكوماتها على التدبير الجيد و العقلاني القائم على أسس الديموقراطية و الحداثة في مسلسل ما بعد عشر سنوات من الانتفاضات الشعبية كما يسجل ذلك بكل من الجزائر و تونس و ليبيا، و إما أزمات اقتصادية و اجتماعية متفاوتة بسبب انعكاسات كوفيد 19. ونبه البلاغ المسؤولين إلى أن عدم تفعيل الوحدة المغربية المرجوة يضيع على شعوبها و حكوماتها 2,5% من الناتج الداخلي الخام ،و يساهم في تثبيت أسباب الصراعات و الخصومات بين الحاكمين و التي تنعكس سلبا لا محالة على علاقات الأخوة بين أبناء و بنات المنطقة ،متمنيا لدولتي ليبيا و الجزائر سيادة القانون بتدبير سلطات شرعية على أساس الديمقراطية و العدالة و سيادة القانون و احترام حقوق الإنسان و المساواة في الحقوق و الواجبات و الفرص لجميع مواطنيها و مكوناتها نساء و رجالا، و يتمنى لتونس التوفيق في عمليات استكمال مؤسساتها الديموقراطية ،كما يرجو لها و لموريتانيا و المغرب استمرار الاستقرار الاجتماعي و النهضة الاقتصادية للخروج من الآثار السلبية لكوفيد 19 على مؤسساتها الاقتصادية و طبقاتها الاجتماعية . وعبر اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي عن مساندته لكل مبادرات التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية التي تهدف إلى الوحدة المغاربية ، و التي يجمع بين شعوبها الدين و اللغة و الثقافة و التاريخ من أجل استقرار المنطقة وتقدمها و عيشها الكريم بعدالة اجتماعية،ويناشد المكونات السياسية والنقابية والجمعوية والحقوقية والنسائية والتربوية والاقتصادية في الدول المغاربية العمل على المعالجة الرصينة والهادئة تجاوزاً للأزمة المفتعلة بين المغرب و الجزائر و تنفيذا للرغبة و مطلب شعبيهما إعداداً لمنطقة مغاربية ديمقراطية متقدمة ومزدهرة ينعم شعوبها بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والديمقراطية المحلية والجهوية والوطنية. ودعا البلاغ القائمين على أمر السياسة في البلدان المغاربية لمضاعفة الجهود تكريساً للسلم والأمن بالمنطقة المغاربية وازدهار شعوبها اقتصادياً واجتماعياً ومعرفياً وثقافياً وفكرياً،راجيا مساهمة كل المسؤولين في كل المستويات بالعمل على فك الحصار المضروب على الوحدة المغاربية بين شعوب المنطقة، مع التفعيل الحقيقي والفعلي لاتحاد المغرب العربي في كل مستوياته. وندد اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي، بكل الممارسات التي تساهم في تشتيت منطقة المغرب العربي وتعرقل المساعي الحميدة المبذولة لجعلها قوة حقيقية جهوياً بمواردها البشرية والطبيعية والاقتصادية والمعرفية والثقافية والسياسية والنقابية،داعيا الأساتذة الباحثين بدول الجزائر و تونس وموريتانيا وليبيا والمغرب إلى التعبئة وتسخير كل الوسائل التضامنية بين الشعوب المغاربية. وعبر البلاغ عن التزام رئاسة الاتحاد التزاماً راسخاً بالوقوف إلى جانب الشعوب المغاربية في سعيها لتحقيق المصالحات الوطنية والاستقرار والأمن والازدهار وكذلك لاستعادة الشرعيات الديموقراطية،و استعداد اتحاد نقابات التعليم العالي بالمغرب العربي للانخراط وطنياً وجهوياً وإقليمياً ودولياً في كل مبادرة تسعى إلى تجسيد الأخوة الثابتة بين شعوب المنطقة المغاربية .