في إطار بحث دولي مشترك تمكن فريق بحث من مرصد أوكايمدن التابع لجامعة القاضي بمراكش و فريق بحث من و كالة الفضاء الأمريكية « ناسا « (NASA) من التوصل إلى أن الكواكب السبعة لمجموعة «ترابيست-1 « (1-TARAPPIST ) -التي اكتشفت سنة 2017- تتميز بكثافة متشابهة بشكل ملحوظ. ونشرت نتائج البحث في دورية «ذا بلانيتاري ساينس جورنال» (The Planetary Science Journal) في 22 يناير الماضي. ويقول زهير بن خلدون مدير مرصد أوكايمدن المشارك في الدراسة – في حديث للجزيرة نت عبر الهاتف – إن « هذا الاكتشاف يمكن أن يثير اهتمام الجمهور العام، لأنه يعطي فرصة للاقتراب من الإجابة عن السؤال حول إمكانية وجود الحياة خارج المجموعة الشمسية « . الاكتشاف الجديد يخص مجموعة الكواكب « ترابيست» التي تم اكتشافها نهاية سنة 2016، وتم الإعلان عنه في فبراير 2017 في دورية « نيتشر» (Nature)، وفي إطار هذا البحث و بعد 4 سنوات ما زالت هذه المجموعة تكشف أسرارها. فاكتشاف سنة 2017 مكن العلماء من الجزم بوجود 7 كواكب وإعطائها حجما تقريبيا وتحديد كتلتها، والآن في هذا الاكتشاف الجديد استطاعوا أن يتقدموا أكثر، حيث تمكنوا من تطوير تقنيات الحاسوب للكشف عن دقة مكونات الكواكب والتوصل إلى استنتاجات بشأن تماسكها. ويقول بن خلدون إن «هذا الاكتشاف يؤكد أن الأضواء ستبقى مسلطة خارج المجموعة الشمسية، خاصة في هذه الظرفية التي تبنى فيها مراصد فضائية كبيرة، هذه المراصد يمكن أن تدرج في برامجها تتبع مجموعة كواكب « ترابيست – 1 للمزيد من الدقة في اكتشاف مكوناتها». وأضاف «بعد نهاية حياة التلسكوب هابل هناك تلسكوب قادم هو جيمس ويب (Space Telescope James- Webb)، قطره 6 أمتار خارج الغلاف الجوي، وسيساهم في تقديم بيانات وصور عالية الدقة تمكننا من تأكيد النتائج التي توصلنا إليها حول مكونات تلك المجموعة من الكواكب». النتائج التي توصلت إليها الدراسة الجديدة تنقسم إلى قسمين، يتمثل القسم الأول في التوصل إلى قياس حجم وكتلة تلك الكواكب خارج المجموعة الشمسية، وهذا في حد ذاته نتيجة مهمة، لأن الكواكب موجودة على بعد 40 سنة ضوئية، ويعتبر إنجاز الدراسة بهذه الدقة على هذه المسافة البعيدة حدثا مهما. أما القسم الثاني في هذا الاكتشاف فإنه عند النظر إلى التماسك الذي تم التوصل إليه وإلى المكونات المفترضة لهذه الكواكب يظهر أن نسبة الأكسجين ونسبة الحديد والمكونات الأخرى الموجودة في كواكب «ترابيست-1» تتميز بكثافة أقل ب8% مما هو موجود في الأرض. من ناحية أخرى، يرى بن خلدون أن دراسة هذه الكواكب السبعة أظهرت أن لديها نفس الكثافة ونفس الشكل تقريبا خلافا لما هو معروف بالنسبة للمجموعة الشمسية، لأن كثافة الأرض ليست ككثافة المريخ ولا كثافة الكواكب الغازية، ولأن المجموعة الشمسية تحتوي على 8 كواكب مختلفة جدا. لكن بخصوص مجموعة «ترابيست-1» فإن الدراسة بينت أن كثافتها متقاربة جدا، وتتميز بكون الجاذبية بين كوكب وآخر قوية جدا، لكن أهم نتيجة توصلت إليها الدراسة هي قياس كثافة الكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية بدقة، وقياس مكوناتها من ناحية الجزيئات التي تقربنا من مقارنة مكونات هذه الكواكب بكواكب المجموعة الشمسية. وينهي زهير بن خلدون حديثه مع الجزيرة نت بالقول إن «ما يهم الآن هو أن الباحثين المغاربة اقتحموا البحث العلمي في مجال الكواكب خارج المجموعة الشمسية وتكونت لديهم الخبرة محليا، وبدأنا نرى أسماء الباحثين المغاربة ندا للند مع الباحثين في ناسا ومراكز البحث المعروفة عالميا في هذا المجال». عن « الجزيرة نت»