تخليدا لذكرى»مأساة» تاراخيل بسبتة المحتلة التي راح ضحيتها 15 مهاجرا غير نظاميا، جلهم من الكاميرون، على أيدي خفر السواحل الإسباني يوم 06 فبراير 2014، وتضامنا مع أسر وعائلات المهاجرين المفقودين والموتى في البحر وعلى الحدود، نظمت شبكة هاتف الإنذار-وجدة، قافلة رمزية يوم السبت 06 فبراير 2021، من وجدة نحو شاطئ السعيدية حيث تمالوقوف دقيقة صمت ترحما على الضحايا وتنديدا بالسياسة الأوربية في مجال الهجرة. وشارك في هذه القافلة إلى جانب أعضاء شبكة هاتف الإنذار-وجدة، عدد من ممثلي المجتمع المدني والطلبة الباحثين في مجال الهجرة واللجوء وبعض المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، زيادة على أسر وعائلات المفقودين من وجدة، السعيدية، بركان، أحفير والناظور الذين اغتنموا المناسبة للتذكير بقضيتهم الإنسانية، وتوجيه نداء جديد للحكومة المغربية قصد التدخل للكشف عن مصير أبنائهم الذين فقدوا منذ سنوات طوال عندما كانوا يحاولون الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، ولم يظهر لهم أي أثر إلى حدود الآن أحياءا أو أمواتا. وفي كلمة بالمناسبة، ذكر منسق شبكة هاتف الإنذار الحسن عماري، بأن 37 ألف مهاجر من جنسيات مختلفة لقوا حتفهم غرقا في عرض البحر الأبيض المتوسط خلال الثلاث سنوات الأخيرة، مشيرا إلى وجود العديد من أبناء شرق المغرب بينهم انطلقوا في رحلات للعبور إلى الضفة الأخرى من شواطئ السعيدية وإقليم الناظور.وكشف في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»عن تسجيل 36 مفقودا و09 وفيات في صفوف مهاجرين شباب ينحدرون من مدن السعيدية، أحفير، وجدة، تاوريرت، جرادة وبوعرفةمن شتنبر 2020 إلى حدود الآن، مؤكدا في هذا الصدد «على وجود ضحايا أكثر وتبقى هذه حصيلة ما تمكنوا من معرفته من خلال الاتصالات التي تتلقاها الشبكة منعائلات المهاجرين…». وحمل المتحدث دول الاتحاد الأوربي مسؤولية المآسي المتتالية للمهاجرين واللاجئين،منددا بسياسة «دع المهاجر يموت بالحدود والبحر» التي تنهجها من خلال «الاستعانةبالوكالة الأوربية لحراسة الحدود«FRONTEX»وبمصادر خارجية لإدارة الحدود في القارة الإفريقية، والسيطرة على الحدود وعسكرتها، وبناء الجدران ووضع السياجات، بالتعاون مع دول الجوار الجنوبية». كما عبرعن تضامنهم مع المهاجرين واللاجئين وعلى وجه الخصوص المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء «ضحايا المآسي التي تقع في دول الصحراء والساحل بعيدا عن كاميرات وسائل الإعلام، والذين يلقون حتفهم في الحدود البرية، ويغرقون يوميا في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي حيث ترفض فرق خفر السواحل إنقاذهم ومد يد المساعدة لهم بحجة أنه عمل «غير شرعي»». و أبرز عماري بأنهم في شبكة هاتف الإنذار-وجدة ضموا صوتهم للعديد من المنظمات الحقوقية والنقابية والجمعوية، وللناشطين الحقوقيين المناصرين لقضايا حقوق الإنسان وطنيا ودوليا ل»جعل 06 فبراير يوما عالميا للمفقودين بالبحار وضحايا السياسات الحدودية القاتلة»، مشيرا إلى أن 36 مدينة بأوربا وإفريقيا شهدت وقفات احتجاجية في نفس الوقت من يوم السبت 06 فبراير 2021، تخليدا لذكرى ضحايا «تاراخيل»، أهمها وقفة نظمت أمام مقر البرلمان الأوربي. ومن جهة أخرى، وفي تصريحه للجريدة، أفاد الحسن عماري بأنهم ارتأوا خلال هذه السنة تخليد ذكرى 06 فبراير، بدورات تكوينية حول موضوع «الهجرة وحقوق الإنسان»تستهدف الجمعيات المهتمة بالهجرة بجهة الشرق والطلبة الباحثين في مجال الهجرة واللجوء المنتمين لجامعة محمد الأول بوجدة، وذلك من أجل تغيير المفاهيم وتعميقهاوتشجيع البحث العلمي في هذا المجال من الجانب النظري والجانب التطبيقي وذلك من خلال التواصل مع الجمعيات العاملة في الميدان… وتتمحور هذه الدورات التكوينية، والتي ستمتد على مدى شهرين ونصف بمعدل يومين في الأسبوع وأعطيت انطلاقتها يوم 29 يناير 2021، وفق ما تسمح به الإجراءات الاحترازية المتخذة في ظل جائحة «كورونا»، (تتمحور) حول 5 محاور، تتناول الهجرة وعلاقتها بحقوق الإنسان، المنظمات الدولية وكيفية معالجتها لقضايا الهجرة، القانون الدولي في البحار، السياسات الدولية في الهجرة،وكيفية تعاطي الإعلام المكتوب والمرئي والسمعي البصري ومواقع التواصل الاجتماعي مع الهجرة، يؤطرها أساتذة جامعيون وفاعلون حقوقيون من خلال خبرتهم وتجاربهم في المجال…