تعتبر الحوامل عرضة لعدد من المضاعفات الصحية خلال فترة الحمل بفعل تراجع نسبة المناعة لديهن، وهو ما يجعل الأطباء المختصين يحرصون على تتبع تطور الجنين ومراقبته شأنه في ذلك شأن صحة الحوامل، مع التأكيد على ضرورة تناولهن لأدوية يوصى بها بناء على وصفة طبية في مراحل معينة، إلى جانب الحث على الخضوع للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، كإجراء وقائي واحترازي لتفادي المضاعفات المحتملة للفيروس على صحة الحامل وجنينها. وإذا كان الأمر مستحبا ومحمودا ويوصى به بشدة بالنسبة لفيروس الأنفلونزا الموسمية، فإن هذا الوضع لا ينطبق على كوفيد 19، إذ في ظل غياب دراسات ومعطيات علمية مضبوطة، فإن الجانب الاحترازي في ارتباط بسارس كوف 2، دفع الاختصاصيين إلى التأكيد على ضرورة استثناء الحوامل والمرضعات على حدّ سواء من أية عملية للتلقيح قد تكون مبرمجة ضد الفيروس، وبالتالي تم استثنائهن من الفئات المستهدفة، سواء المهنية أو العمرية أو التي لها أمراض مزمنة تعتبر عاملا على التعرض للتبعات الوخيمة لهذا الداء. وأكد البروفسور محمد بوسكراوي، عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه تتوفر القليل من المعطيات في الوقت الحالي حول فعالية أو سلامة اللقاح لدى النساء الحوامل، حيث تم استبعادهن من التجارب السريرية التي تم القيام بها، مضيفا بأنه وكإجراء احترازي يعتبر من الأفضل عدم تلقيح النساء الحوامل ضد فيروس كوفيد 19، ونفس الأمر يسري على المرضعات لأنه تم استبعادهن من التجارب هن أيضا، بالنظر إلى أن إفراز اللقاح في حليب الثدي والمخاطر المرتبطة به على الرضيع غير معروفة بعد. وشدّد رئيس الجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، على أن موانع التطعيم ضد فيروس كوفيد 19 المتفق حولها تتمثل في الحمل بسبب نقص البيانات في الوقت الحالي، والإصابة بالفيروس في مدة تقلّ عن 3 أشهر، وكذا في حالة وجود رد فعل تحسسي خطير للقاح سابق يحتوي على مكوّن موجود في اللقاح الجديد بحيث لا ينبغي إعطاء جرعة ثانية لأي شخص عانى من الحساسية المفرطة بعد أخذ الجرعة الأولى من هذا اللقاح، كما يستحسن في حالة الإصابة بمرض حاد تأجيل التلقيح إلى أن يتم حله. من جهته، سبق للبروفيسور مولاي هشام عفيف، المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، أن أكد بدوره في مداخلة له خلال أشغال ندوة علمية من تنظيم الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفيدرالية الوطنية للصحة على أن هناك معطيات قليلة حول الحوامل والمرضعات، خاصة اللواتي يتعايشن مع أمراض مختلفة التي قد تشكل عوامل اختطار، مشددا على أن هذا الأمر يؤكد على ضرورة دراسة كل حالة لوحدها وفصلها عن الباقي.