الخوف يدبّ في أوصال العالم بسبب سلالة جديدة من فيروس كورونا تعيش دول العالم حالة من التأهب الصحي وهي تتابع بقلق كبير ظهور سلالة جديدة من كوفيد 19 في نفس الفترة الزمنية التي ظهر فيه الفيروس في صيغته الأولى خلال السنة الفارطة بالصين، في الوقت الذي كان فيه الجميع يترقب القطع مع الجائحة بعد التوصل إلى مجموعة من اللقاحات والشروع في عملية التلقيح بعدد من الدول. وظهرت السلالة الجديدة التي قيل بأنها أكثر انتشارا وأشدّ على مستوى العدوى ببريطانيا، ثم عزّزت حضورها بمجموعة من الدول كالدنمارك وأستراليا وهولندا، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى الدعوة لتعزيز القيود الوقائية، وهو ما ترتب عنه اتخاذ مجموعة من الدول وضمنها المغرب لقرار وقف الرحلات صوب بريطانيا. ورفعت السلطات الصحية المغربية بدورها درجات المراقبة واليقظة الوبائية، في الوقت الذي شرع فيه عدد من الخبراء المغاربة في تتبع المعطيات الأولية المرتبطة بظهور السلالة الجديدة، من أجل البحث عن أجوبة للأسئلة المقلقة وعلى رأسها مدى ضراوتها وماإن كانت تختلف عن الفيروس الأصلي، وسرعة انتقالها وانتشارها، وهل اللقاحات التي تم إعدادها، خاصة تلك التي من المقرر أن يستعملها المغرب في الحملة الوطنية المنتظرة، تعتبر ناجعة وقادرة على التغلب على الفيروس أم أنها لن تكون ذات فعالية؟؟؟ وهي علامات الاستفهام المطروحة على العالم بأسره، بالنظر إلى أن كل ظهور جديد لفيروس أو وقوع طفرات به، تتطلب وقتا من أجل القيام بالأبحاث الضرورية للوصول إلى الأجوبة الأكيدة، وتبديد المخاوف التي تسود وتنتشر قبل ذلك. ومباشرة بعد ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا، تضاربت آراء الخبراء ما بين مؤكد على خطورتها وبين من يشكّكون في ذلك، في حين أن فئة ثالثة دعت إلى التريث ومتابعة الوضع الوبائي بشكل علمي دقيق قبل إبداء الرأي. وأكد عدد من المختصين في الوبائيات أن ما وقع في بريطانيا ليس بالأمر الغريب أو الاستثنائي، إذ أن الفيروس عرف مؤخرا 17 طفرة على الأقل أثرت في شكله الخارجي، خاصة على مستوى النتوءات الشوكية، مع التأكيد على أن التغير الأخير الذي قلب العالم لا علاقة له بالسلالة التي ظهرت في الدنمارك على حيوانات المنك. ووفقا لما أوردته مصادر إعلامية فقد تبين على أن السلالة البريطانية الجديدة تحمل طفرة تسمى " إن 501 واي" في بروتين الفيروس، وهو ما يسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية واختراقها متسببة في الضرر بها.