توصلت بلادنا بمليوني جرعة من اللقاح الصيني لمختبرات "سينوفارم"، وفقا لمصادر "الاتحاد الاشتراكي"، وهي الكمية التي تم نقلها وتخزينها في ظروف وشروط صحية آمنة وعلى رأسها احترام سلسلة التبريد، في انتظار التزوّد بباقي الجرعات المطلوبة التي سيتم تسخيرها في الحملة الوطنية المرتقبة ضد فيروس كوفيد 19، من أجل تقليص معدلات الاستشفاء بالمستشفيات والإصابة بالعدوى، شأنها في ذلك شأن أرقام الوفيات الناجمة عن الإصابة بهذا الفيروس، الذي تسبب إلى غاية مساء الثلاثاء في وفاة 5915 ضحية. ومن المنتظر أن يتم الشروع في الحملة الوطنية للتلقيح في الأيام القليلة المقبلة، وتمكين الفئات المستهدفة بخطواتها الأولى من اللقاح، ويتعلق الأمر بحوالي 17 ألف مهني للصحة بالقطاعين العام والخاص، إلى جانب قرابة 373 ألف مواطن ومواطنة ممن يعملون في المصالح الاستراتيجية والتي تتوزع ما بين القوات المسلحة والأمن والدرك والوقاية المدنية وعدد من القطاعات الوظيفية الأخرى، فضلا عن حوالي 9 ملايين و 734 ألف مغربي ومغربية الذين تبلغ أعمارهم 45 سنة فما فوق، ليكون العدد الإجمالي للأشخاص المستهدفين بالحملة الأولى حوالي 10 ملايين و 234 ألف شخص بمعدل 568 ألف خطوة لقاح في اليوم الواحد. وأوضحت مصادر الجريدة، أن الاستراتيجية الوطنية للتلقيح التي تم تسطيرها، تشير إلى أنه خلال المرحلة الثانية من الحملة التي ستنطلق في الأسبوع الرابع سيتم استهداف حوالي 7 ملايين و 300 ألف شخص، إلى جانب توفير الجرعة الثانية من اللقاح لحوالي 10 ملايين و 200 ألف مواطن، أما في المرحلة الثالثة انطلاقا من الأسبوع السابع فسيتم منح الجرعة الأولى من اللقاح لسبعة ملايين و 300 ألف شخص، إضافة إلى تقديم الجرعة الثانية لنفس العدد، وفي المرحلة الرابعة والأخيرة انطلاقا من الأسبوع العاشر سيتم منح الجرعة الثانية لحوالي 7 ملايين و 300 ألف شخص مرة أخرى. وتواكب الاستعدادات لإطلاق الحملة الوطنية للتلقيح مجموعة من الزيارات الميدانية، سواء لمسؤولي وزارة الصحة أو لعدد من عمال العمالات والأقاليم الذين غادروا مكاتبهم وتوجهوا صوب نقاط التلقيح المقترحة للوقوف على الموارد التي تمت تعبئتها لهذه الغاية، في الوقت الذي لم يتم الإعلان فيه عن أي موعد رسمي للشروع في تلقيح المواطنين في أفق الوصول إلى تغطية تصل نسبتها إلى 80 في المئة من مجموع السكان، كما تغيب عدد من الأجوبة عن الأسئلة المرتبطة باللقاح، من قبيل حساسيته وفعاليته ومدة تكوين المناعة، ودرجة الاستجابة، وإن كان الأمر يتطلب الخضوع للتلقيح مرة أخرى وفي أفق أي فاصل زمني؟ إلى جانب أسئلة لها علاقة باعتماده من طرف منظمة الصحة العالمية والأجهزة المختصة؟ التي لم يتم تبديد الغموض بشأنها لحدّ الساعة بشكل يثير الكثير من الاستغراب! ونبّه عدد من مهنيي الصحة في تصريحاتهم ل "الاتحاد الاشتراكي"، إلى تحدّ كبير سيطرح نفسه بقوة خلال حملة التلقيح الوطنية والمتمثل في الموارد البشرية، التي عليها أن تتوزع ما بين الوحدات القارة والمتنقلة، لتلقيح عدد كبير من المعنيين، والوصول إلى معدلات يومية لن يكون تحقيقها سهلا، سواء تعلق الأمر بتلقيح مهنيي الصحة أنفسهم، أو المنتمين إلى سلك الأمن والداخلية بشكل عام، إلى جانب الأطر التعليمية، والموظفين بالإدارات العمومية، وهو ما يستوجب الانتباه إليه والعمل الجماعي من أجل تجاوزه للوصول إلى النتائج المرجوة.