«وجدتني أستعيد تاريخ تلك البدايات، وما عرفته من تطورات، وأنا أقرأ المجموعة القصصية الرائعة لمحمود الرحبي «قرون الأكاسيا». إن علاقتي بمحمود تمتد منذ أوائل التسعينيات حين كان يتابع دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وكانت لي فرصة الاطلاع على نصوصه الأولى قبل أن تعرف طريقها إلى النشر. وكنت أراهن على أن يكون له موقع خاص في التجربة القصصية العمانية والعربية. وتأكد لي هذا الرهان من خلال متابعة مسيرته السردية وقد تنوعت، وتعددت أصنافها كما ونوعا. لقد غامر في اقتحام مجال الرواية التي راكم فيها أربعة نصوص، إلى جانب نصوصه القصصية التي تصل الآن إلى عشر مجموعات. وفي جعبته السردية مشاريع تسهم بكل تأكيد في تعميق تجربته وتطويرها. «قرون الأكاسيا» تجربة جديدة في مسيرة الرحبي السردية، تؤكد الرهان، وتعلن خصوصية في تناول اليومي بطريقة جذابة، وتختزن طاقة الإنصات إليه بشكل جمالي يسلب عنه طبيعته العادية والأليفة، ويحوله إلى مادة للإبداع والقراءة، مسجلة بذلك أن اليومي في حاجة إلى كيمياء إبداعية تكشف عما وراءه، وهذا صنيع أقدم عليه محمود بكيفية واعية وأصيلة».