نشرت قناة «تي في 5 موند» الفرنسية، خلال نشرة الأخبار «أنفو» التابعة لها، تقريرا يتحدث عن شراكة مغربية – صينية، بغية إنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد، بشكل كامل محليا، من خلال مختبر خاص مغربي، يعمل بشراكة مع العملاق الدوائي الصيني «سينوفارم»، ولتتحول هذه المنشأة الدوائية المغربية، إلى الرمح الحديدي الذي سينال من كوفيد-19، وفاعل مساهم في السباق الدولي للقضاء على الفيروس، بحسب ما ذكرته «تي في 5 موند» الفرنسية. وفي نفس السياق، ذكرت غزلان خانبوبي، المسؤولة عن المختبر الخاص، ومديرة القطب الصناعي، حيث يتواجد المصنع المكلف بإنتاج اللقاح، بأن المصنع مسؤول عن إنتاج الأشكال الأخيرة للقاح، المعقمة والقابلة بدورها للحقن، من بينها الحقنة «المعبأة مسبقا» للقاح، وهي حقنة اللقاح القابلة للاستخدام الفوري، والمتوافقة مع الوضعية الوبائية للقارة الإفريقية، إذ يعتبر القطب الصناعي حيث يتواجد المصنع، الوحيد في القارة الإفريقية، المخول له إنتاج الحقنة «المعبأة مسبقا» من اللقاح. تردف غزلان خانبوبي، بأن المصنع يمتلك قدرة إنتاجية كبيرة، ستمكنه من زيادة انتاجه من اللقاح الصيني بمعدل 3 أضعاف، إذ يعود الفضل في ذلك، للعديد من الشركاء والفاعلين المغاربة في عدة ميادين، كما جاء في التعليق الصوتي للقناة، بأن المصنع يعتبر «جسر» الربط بين التنين الصيني وباقي الدول الإفريقية، وشريكا في استراتيجيته التوسعية في القارة السمراء، لكن من المستحيل على بيكين أن تصنع الملايين من هذا اللقاح لإفريقيا، وسيمكن المصنع المغربي إفريقيا من الحصول على جرعات من اللقاح، غير أن بيكين لم تمكن المصنع المغربي أو المغرب، من الحصول على البنية الكاملة للقاحها ضد الفيروس لحدود الساعة. من جهة أخرى، قالت لمياء التازي، المديرة العامة لشركة «سوطيما»، بأن عملية التلقيح المزمع إجراؤها متم شهر شتنبر المقبل، لن تتم من خلال اللقاحات المصنعة محليا، بل ستتم بحسب ما قالته من خلال لقاحات معدة مسبقا وجاهزة للاستعمال، سيتم استقطابها من الصين، وأن عملية التلقيح لن تتم بتلك السرعة، استنادا إلى اللقاحات المعدة محليا، لأن الأمر سيستغرق ما بين 3 إلى 6 أشهر كحد أدنى، لإعداد اللقاح المحلي الجاهز للاستعمال الوطني، وإن أمكن سيكون جاهزا بداية سنة 2021. إن الإتفاق المغربي – الصيني، يعد فرصة ذهبية للمغرب، بيد أن السلطات المغربية، تطمح لتلقيح ما يقرب من 80% من المواطنين المغاربية، الذين يزيد عمرهم عن 18 سنة، أي ما يفوق 20 مليون شخص بهذا اللقاح، لهذا الغرض، تقدم المغرب بطلب المشاركة بدوره، في التجارب السريرية على اللقاح خلال الصيف الماضي، حيث استند أحد بنود العقد الصيني مع الدول المشاركة، على تمكينها من الحصول على اللقاح الصيني أولا، وهو الحال بالنسبة للمغرب. ينضاف إلى ما سبق، توقيع المغرب لعقد شراكة، مع 5 شركات ومختبرات أدوية أجنبية تعمل على لقاحاتها الخاصة، من بينها شركة «فايزر» الأمريكية، كما أعلنت المملكة في منتصف شتنبر الماضي، عن نيتها شراء 20 مليون جرعة، من لقاح «سبوتنيك في» الروسي ضد كوفيد-19، لقاحات معلنة غير أنها لازالت غير مرخص لها من قبل منظمة الصحة العالمية، والسلطات المغربية من جهتها، لا تزال تلتزم الحذر في ما يرتبط بهذه اللقاحات. وصرح خالد آيت طالب، وزير الصحة من جهته، بأن المغرب ينتظر بصبر قرار منظمة الصحة العالمية، والتي ستعمل على خلو اللقاحات المرخصة من قبلها، من أية مخاطر أو أعراض جانبية خطيرة، قد تودي بحياة ساكنة الدول أو مواطنيها. تقول الصحفية مود نينوف، المراسلة الصحفية بالمغرب، والمسؤولة عن هذا الوثائقي القصير، بأن المغرب يسعى لأن يكون البلد «المثالي» إفريقيا، وأن طموحاته الاقتصادية والقارية تتجاوز أزمة كوفيد-19، حيث تتجلى في رغبته في التحول إلى بلد منتج للقاح، على المدى الطويل عبر شراكته مع الصين، تحديدا من خلال القطب التكنولوجي في طنجة، الذي يعد ثمرة الشراكة المغربية – الصينية منذ ما يزيد عن 4 سنوات، المحتوي على مدن تقنية تختص بصناعة الطيران والسيارات، هذه التكنولوجيا ستحول المغرب اليوم، إلى مركز دولي لصناعة اللقاح وتصديره قاريا و دوليا.