بمناسبة تخليد اليوم العالمي للزهايمر، خص البروفيسور حميد وهابي، الاختصاصي في الأمراض العصبية، وأستاذ التعليم العالي، وكالة المغرب العربي للأنباء، بحوار سلط فيه الضوء على معاناة مرضى الزهايمر وأسرهم، ولاسيما المخاوف من إصابتهم بفيروس «كوفيد – 19». هل هناك أمل في إيجاد علاج يخفف من وطأة مرض الزهايمر على المريض وأسرته، خاصة مع تقدم البحث العلمي؟ تخليد اليوم العالمي للزهايمر في 21 شتنبر من كل سنة هو بمثابة تنبيه كي نظل مجندين في مواجهة هذه الآفة التي تؤثر بشكل كبير على أقربائنا ومجتمعاتنا، وأيضا مناسبة لدعم البحث الطبي الذي ما فتئ يحقق تقدما هائلا، في ما يخص فهم آليات هذا المرض والتشخيص المبكر والأساليب العلاجية التي تهدف إلى وقف تطوره. خلال هذه السنة، تعلق آمال عريضة على جزيئة بمسمى: «Aducanumab» تعد بأن تكون علاجا فعالا في المراحل الأولى للمرض، حيث يجري حاليا الترخيص لتسويقها في الولاياتالمتحدة. تشير معطيات إحصائية إلى أن عدد مرضى الزهايمر يتضاعف كل 20 سنة، هل توجد لديكم إحصائيات خاصة بالمغرب؟ المعطيات الإحصائية الدولية الخاصة بمرض الزهايمر تثير الكثير من المخاوف. ومن المؤسف أننا لا نتوفر في المغرب على إحصائيات وأرقام دقيقة، بحيث لا يوجد هناك سجل وطني بهذا الخصوص. ومع ذلك، فإننا نشهد منذ حوالي عشر سنوات ارتفاعا مستمرا في عدد الحالات التي يتم تشخيصها في المستشفيات وفي عيادات أطباء الأعصاب ولدى الأطباء النفسيين، والمتخصصين في طب الشيخوخة. وعلى الرغم من تزايد عدد مرضى الزهايمر، فإن المغرب لا يتوفر إلا على عدد قليل من المراكز المتخصصة بالتكفل بالمرضى، حيث تقع هذه المهمة على كاهل الأسر، وهو المعطى الذي يجعل الدولة وجمعيات مرضى الزهايمر مطالبة بالتحرك والاستجابة السريعة للمتطلبات المتزايدة للمرضى، والتي غالبا ما تكون مصدر معاناة للأسرة والمجتمع على السواء. ماهي الآثار النفسية والجسدية والاجتماعية والاقتصادية على من يقومون برعاية مريض الزهايمر؟ بما أن الزهايمر مرض مزمن يتطور تدريجيا مع مرور الوقت، فإن المجهودات التي تبذل في البداية من قبل الأسرة، والتي لا تكون قد استفادت بالضرورة من أي تكوين لتدبير هذا النوع من الأمراض، تصبح متجاوزة، ما يجعلها في أمس الحاجة للمساعدة. وبالفعل، فإن العناية التي تقدم للمريض تتطلب الكثير من الوقت، يتراوح ما بين 8 و10 ساعات في اليوم، وهي أيضا جد مكلفة ماديا على مستوى العلاج؛ وأحيانا يتحمل هذا العبء شخص واحد بين أفراد الأسرة، ما يجعل العواقب النفسية والاقتصادية جد قاسية في بعض الأحيان. من المؤكد أن تفشي فيروس «كورونا» أثر على مرضى الزهايمر غير المدركين لخطورة الوباء وأسرهم الحريصة على عدم انتقال العدوى لهم .. هل لكم أن توجهوا نصائح خاصة في هذا السياق؟ يصيب مرض الزهايمر بصفة خاصة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما والذين يعانون في كثير من الأحيان من أمراض مزمنة أخرى مرتبطة بعامل السن مثل السكري أو ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، ونتيجة لذلك فإن مريض الزهايمر، وكذا الشخص الذي يهتم برعايته، يكونان معرضين لخطر الإصابة بفيروس «كورونا» بسبب ضعف المناعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن اضطراب السلوكات لدى المريض كنسيان غسل اليدين وعدم الامتثال للاحتياطات اللازمة، يشكل أيضا خطرا متزايدا للإصابة بالفيروس، وبالتالي فمن الضروري تذكير المريض باستمرار بضرورة غسل اليدين، والسهر على احترام التباعد الجسدي ومتابعة حالته الصحية بصفة منتظمة (سعال، حمى…)، مع الحرص على مواصلة علاج أمراضه المزمنة لتفادي تدهور حالته الصحية وضعف مناعته.