أصبحت تنشط بإقليمأزيلال عدد من الرياضات المرتبطة بالجبال والطبيعية، أبرزها الكانونيزم أو رياضة المياه العذبة، يزيدها سحرا مميزات المنطقة الخلابة ، والتي تستقطب عشاق رياضات الطبيعة من المغرب والخارج. وتتمثل رياضة المياه العذبة (الكانونيزم)، في مزاولة أنشطة رياضية عند مجرى وديان ومضائق الجبال الوعرة، باعتماد طرق مختلفة تبدأ بتسلق الجبال والنزول في منحدراتها ووديانها وعبور شلالاتها باستعمال أحبال، والمشي في مجرى النهر، والسباحة في بركه العميقة، ثم اكتشاف مغاراته في رحلة قد تدوم لساعات في محيط تضاريسي غالبا ما يكون صعبا، ويتطلب الكثير من المغامرة والتوفر على عدد من المهارات أبرزها السباحة والتجديف والتسلق باستعمال الحبال. ويتوفر إقليمأزيلال على مناطق جذب سياحي هامة لممارسة هذا النوع من الأنشطة من بينها شلالات واخودان ومغارة واخودان التي تتميز بوجود نهر تحت أرضي يسير في مجرى نحو مضائق تامدة ووادي أحنصال، ثم مضائق عدة في محيط كل من جبل الكنيسة (1800 متر) وجبل أزوركي (3600 متر). يقول مصطفى أوتيلي رئيس تعاونية تامكا للأنشطة السياحية بقرية إيمي نوارغ بجماعة تينوفغيت، «إنه قبل أربع سنوات كان الأجانب فقط هم من يقبلون على هذه الرياضة»، مضيفا « حاليا أصبحت لديها شهرة وطنية حيث يقبل على ممارستها العديد من المغاربة الذين يأتون بانتظام من مدن مراكش والدار البيضاء والرباط وطنجة وأكادير، سواء من خلال رحلات تنظمها وكالات أسفار أو في إطار جمعيات تنظم رحلات لهذا الغرض». وفي إطار دعم تطوير هذا النوع من الرياضات ذات الأهمية في تطوير السياحة القروية بالمنطقة، يجري تنفيذ برنامج للدعم والتأهيل بين كل من مديرية المياه والغابات ووكالة التعاون الالماني. فقد قامت مديرية المياه والغابات بفتح عدد من مسالك الولوج على الأقدام لمناطق وعرة مثل محيط جبل الكنيسة وشلالات أيت تامجوط وغيرها. أما وكالة التعاون الألماني فقد أوفدت 5 خبراء لتكوين شباب المنطقة المنضوين في إطار تعاونيات في هذا النوع من الرياضات. كما قدمت دعما ماليا لشراء معدات ، ومساعدات في مجال إحداث موقع اليكتروني للتعريف بهذه الرياضة والترويج لها. تعاونية تامكا ، والتي استفادت من هذا البرنامج، « تسعى حاليا لتطوير أنشطتها من خلال برنامج طموح لاستقطاب عشاق هذه الرياضة والأنشطة السياحية المرتبطة بها في هذه المنطقة ذات قدرات السياحية الهائلة لكنها غير مستغلة بشكل جيد خصوصا بفعل غياب التجهيزات الأساسية، كما نظمت تكوينا لأعضائها مع الجامعة الملكية لتسلق الجبال، أسفر عن تأهيل ستة أفراد في مجال استقبال ومواكبة عشاق هذه الرياضة بالجهة. وتستقبل عشاق هذا النوع من الرياضات في مآوي قروية بالمنطقة، وباستعمال سياراتها رباعية الدفع يتم نقلهم للجبال حيث يساعدهم مرافقون يتولون حمل الأمتعة والدعم في الطريق لحين انتهاء المغامرة بوجبة غذاء بطعم محلي من طاجين من الدجاج البلدي أو لحم الماعز في أحد منازل القرويين بالمنطقة. وعرفت هذه الرياضة في المنطقة في السابق بفضل السياح الأجانب خصوصا من فرنسا وإسبانيا وأنجلترا وهولندا وألمانيا وسويسرا، والذين غالبا ما دأبوا على القدوم في مجموعات من 5 حتى 15 فردا لممارسة هواياتهم بعد أن استهوتهم المنطقة وتضاريسها الخلابة. غير أن موسم هذه السنة ضاع في بدايته بسبب جائحة كورونا، فتاريخ قدوم الأجانب يكون عادة من مارس الى مايو من كل سنة بالنظر لصعوبة ممارسة هذه الرياضة في بلدانهم بسبب الطقس غير الملائم في تلك الفترة. ويعاني حاليا مختلف الفاعلين في القطاع السياحي المحلي في المنطقة من بطالة وركود لم يشهدوه في السابق بسبب جائحة كورونا، وآثارها السلبية التي أصابت في مقتل مختلف أنشطتهم، متطلعين لموسم السنة المقبلة عله يكون أفضل.