بعد تعيين الدكتور مولاي حسن أحبيض على رأس جامعة القاضي عياض يوم 16 يوليوز 2019 ، عرفت جامعة القاضي عياض دينامية متجددة عبر نمط تدبيري حديث و منظور متجدد نحو الحكامة المتزنة و التسيير النموذجي. مشاريع بيداغوجية و أوراش كبرى انطلقت جاعلة من جامعة القاضي عياض مؤسسة متطورة و ذكية ومواطنة تساهم في التنمية المحلية والوطنية و تخلق الحدث بإشعاعها الدولي على مختلف الأصعدة. مشروع الرئيس أحبيض لتطوير جامعة القاضي عياض و جعلها مؤسسة أكاديمية ذكية تنخرط في المسلسل التنموي الوطني و خلقها لدينامية متجددة عبر أسس الحكامة و التشاركية و الابتكار والمواطنة. 1 – الكفاءة التدبيرية : ارتكز محور التدبير على مجموعة من المكونات الأساسية والتي تمثلت في : تسريع مسلسل التعيينات في ادارة المؤسسات التابعة للجامعة قصد ضمان استمرارية الادارة و ضمان تثمين أمثل لقيادتها، كما أن المقاربة التشاركية في التدبير عجلت بدمقرطة مسألة اتخاذ القرار حيث تمت خلال سنة واحدة تنظيم خمسة مجالس الجامعة و أربعة عشر اجتماعا للجنة البيداغوجية و أحد عشر اجتماعا للجنة البحث العلمي وعشرة اجتماعات لمجلس التدبير وستة وعشرون اجتماعا للجنة الادارية. كما أن المقاربة التدبيرية ركزت على اللاتمركز فيما يخص تدبير الصفقات و المشاريع المبرمجة بمختلف المؤسسات التابعة لجامعة القاضي عياض. و من أبرز ما ارتكز عليه محور الكفاءة التدبيرية ، نجد الإنتاج العلمي حيث تم اعتماد منهجية تجميع الكفاءات عبر إحداث سبعة و ستين مختبرا و ثلاثة مراكز للبحث العلمي و توزيع الميزانية المخصصة لهم بناء على المردودية العلمية وكذا اعتماد منهجية موحدة للمعايير من أجل ضمان مبدأ المساواة و تكافؤ الفرص. أما فيما يخص الأوراش المفتوحة ، فقد تم وضع هيكلة واضحة المعالم عبر اعتماد أرضية محينة كل اسبوع حول تطور الأشغال و تسريع التحويلات المالية للمقاولات الشريكة في هذه المشاريع وفق ما تمليه القوانين الجاري بها العمل . ومن ابرز هاته الأوراش : المركب الجامعي تامنصورت ، المدرسة العليا للتكنولوجيا بقلعة السراغنة و مدينة الابتكار بمراكش و مركز اللغات التطبيقية و الخزانة الجامعية و مركز الندوات بالجامعة اضافة الى مكز الندوات بكلية الطب و الصيدلة. أوراش جميعها بلغت مراحل متقدمة تصل الى تسعين بالمئة من الانجاز. 2 – الرقمنة : جامعة القاضي عياض بمراكش و في ظل التطور الرقمي و في اطار مشروع الدكتور أحبيض « الجامعة الذكية ( Smart University ) « و احتراما للمعايير الدولية الخاصة بحماية البيئة ، عملت المؤسسة على اعتماد منصة رقمية خاصة بالجامعة للتعليم عن بعد مما مكن الأساتذة و الطلبة على التواصل السلس و تبادل المعارف بليونة و مرونة وهو ما سهل هذه العملية خلال فترة جائحة كوفيد 19 . كما أن هذه العملية ساهمت بشكل كبير في تبني نظام داخلي خاص لتدبير كل العمليات البيداغوجية و البحث العلمي التي تتم بجل المؤسسات التابعة لجامعة القاضي عياض. و في إطار المقاربة الرقمية التي أملتها الظروف الصحية إبان الجائحة ، فقد عملت جامعة القاضي عياض على تفعيل نظام رقمي متطور للمراسلات الداخلية و سيولة المعلومة بين المصالح المعنية مما شكل قفزة مهمة في تسريع مجموعة من المساطر و الملفات ربحا للوقت. جامعة القاضي عياض، انخرطت ايضا في الفضاءات الرقمية العالمية مع شركاء عالميين في مجال التكنولوجيا الحديثة و الرقمنة عبر تجويد شبكتها التواصلية و تعميم التكنولوجيا الحديثة بمختلف فضاءات المؤسسات الجامعية التابعة لها. 3 – التدويل : محطة مهمة تساهم في إشعاع جامعة القاضي عياض بتبني برامج متنوعة مع شركاء دوليين و جامعات عالمية عبر مشاركة الطلبة في ما يقارب ستة و عشرون مشروعا و أزيد من خمسين مشروعا في طور الانجاز في اطار المشاريع المفتوحة. كما أن رؤية الدبلوماسية الموازية عبر المنظور الأكاديمي تعززت بتدعيم و تقوية التعاون العلمي مع مجموعة كبيرة من دول جنوب الصحراء و ذلك للتموقع أفضل بين شركاءنا الأفارقة للدفاع عن قضيتنا الوطنية و التبادل العلمي، كما أن توقيع جامعة القاضي عياض لأزيد من ثلاثين اتفاقية خلال سنة واحدة مع دول أخرى بمناطق متفرقة و استراتيجية كالبرازيل و الهند و الصين و ايرلاندا و النمسا و ادربيجان و الفيتنام ستساهم لاشك في تدعيم اشعاع المغرب و الجامعة المغربية في هذه الدول مستقبلا و تطوير الدبلوماسية العلمية و الأكاديمية من أجل حضور قوي و فعال للمغرب في جل ربوع المعمور. 4 – الترسيخ الترابي: الحضور المكثف لجامعة القاضي عياض بدائرة نفوذها الترابي مكنها من تقوية شراكاتها و إسهامها في دعم التنمية الجهوية و المحلية عبر التشخيص و البحث و الابتكار وفق منظور علمي يوازي النجاعة والحكامة في تدبير تنمية حقيقية للجهة و لعموم التراب الوطني . و في هذا الاطار اعتمدت رئاسة جامعة القاضي عياض مخططا علميا تمحور حول احداث تكوينات تتماشى مع خصوصيات كل منطقة على حدة وبالتالي الانخراط الفعلي في تنمية النسيج السوسيو اقتصادي بالجهة و خلق مشاريع تروم ايجاد حلول لمختلف معيقات التنمية المستدامة و الاجابة على اشكاليات و حاجيات الجهة و المغرب عموما. 5 – تدبير جائحة كوفيد 19 : و كما هو معلوم، فقد عملت جامعة القاضي عياض على تدبير جائحة كوفيد 19 بكل حكمة و تبصر عبر ضمان استمرارية التحصيل البيداغوجي و ضمان توازن المحتوى المقدم للطلبة عبر احداث منصة رقمية مندمجة و توفير وسائط عملية للتواصل مع الطلبة حيث تم انتاج أزيد من 22 الف مادة بيداغوجية رقمية و 11940 وسيط رقمي و 2300 مادة تفاعلية و 1120 درس صوتي و 2000 قسم افتراضي إضافة الى 132 درس مسجل و جاهز للبت بالقناة الرياضية و 169 درس جاهز للبت مخصص للإذاعة الجهوية ( وهي سابقة وطنية لتفادي مشاكل الربط بالأنترنت في مناطق انتماء الطلبة). وفي اطار مواكبتها للنقاش الوطني حول جائحة كورونا فقد تم تنظيم موائد مستديرة و ندوات عن بعد مع مهتمين و متخصصين في هذا الشأن للتحسيس و المساهمة في تنوير الرأي العام الوطني على اعتبار أن الجامعة لها دور فعال في النقاش العمومي حول الجائحة و تداعياتها الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية. و في ما يخص البحث العلمي فقد واكبت رئاسة جامعة القاضي عياض مختلف المشاريع المخصصة لدعم مشاريع كوفيد 19 ، حيث تم تقديم 94 مشروع بمختلف المجالات و 39 مشروع على قطب الجهة 3 و اربع مشاريع مختارة للتمويل او للتمويل المشترك. 6 – المقاربة التضامنية لجامعة القاضي عياض في ظل جائحة كوفيد 19 : مساهمة منها في التضامن المجتمعي و روح التآزر بين مكونات المجتمع المغربي فقد عملت جامعة القاضي عياض على الانخراط الفعلي في هذه المبادرة التضامنية عبر انتاج أقنعة وقائية وممرات للتعقيم و تطوير تطبيق ذكي و تنظيم حملات للتبرع بالدم بتنسيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم،كما أن جامعة القاضي عياض واكبت طلبتها عبر مراكز الاستماع و الانصات و الدعم النفسي و المواكبة المجتمعية بمشاركة خبراء و أساتذة أكفاء . كما نظمت حملات للتضامن مع الطلبة الأجانب الذين يتابعون دراستهم بالجامعة عبر دعمهم و مؤازرتهم طيلة فترة الجائحة. 7 – المشاريع المستقبلية الجديدة : إحداث كلية الاقتصاد و التسيير و احداث المدرسة العليا للحكامة والتدبير المجالي بمراكش . إحداث كلية العلوم القانونية الاقتصادية و الاجتماعية بقلعة السراغنة ( 4000 مقعد). إحداث المدرسة العليا للفنون و اللغات و ريادة الأعمال الثقافية بمدينة الصويرة (2000 مقعد). إحداث مقر جديد للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش. إحداث المرصد الأكاديمي للصحة : ويسعى هذا المرصد الذي سيحدث على مستوى جهة مراكشآسفي، بكلفة إجمالية تقدر ب15 مليون درهم (على مدى أربع سنوات) من ضمنها 6،5 ملايين درهم كميزانية للتشغيل، إلى المساهمة في تحسين صحة الساكنة من خلال رصد وتحليل الحالة الصحية والمساعدة في قرار اختيار الأولويات ومبادرات الصحة العمومية،كما يتوخى أن يكون المرصد، الذي سيحدث بشراكة مع الفاعلين المحليين والجهويين والوطنيين في مجال الصحة، مشروعا جامعا لتخصصات متعددة ينخرط فيها جامعيون من مختلف المسالك المتصلة بالصحة، ومهنيو الصحة والمديرية الجهوية للصحة وعلى المستوى المركزي لوزارة الصحة، مع الانفتاح على التعاون الدولي جنوب-جنوب والأوروبي و شركاء أخرون. وسيكون المرصد بمثابة مركز للأبحاث والتكوين المستمر والابتكار والتنمية واحتضان المشاريع والخدمات في مختلف المجالات المرتبطة بالصحة، خاصة في مجال البيولوجيا التقنية والإحصائية والمعلوماتية والرياضيات التطبيقية و النمذجة وعلم الأوبئة السريري والاقتصاد وقانون الصحة والمحددات الاجتماعية للصحة، إلى جانب أي تخصص كفيل بتقديم إضافة في تطوير النظام الصحي الوطني والإفريقي أو بالدول الصديقة والشريكة. وستترجم أهداف هذه المنشأة إلى مشروع صحي عمومي يضم خطوات الرصد والتحليل والمبادرة والتقييم. كما سيضم المرصد فريقا مهنيا بكفاءات متعددة ومتكاملة لاسيما في الطب والصحة العمومية ومنهجية البحث وعلم الأوبئة والأخلاقيات والقانون وعلم الاجتماع والأنثربولوجيا والديموغرافيا والرياضيات والإحصائيات والهندسة والاقتصاد واللغات والمعلوميات والتواصل. 8 – تصنيف جامعة القاضي عياض : احتلت جامعة القاضي عياض بمراكش، صدارة ترتيب الجامعات الوطنية والمغاربية، لأفضل 100 جامعة افريقية، وذلك وفق تصنيف مركز «روفورم» خلال الفترة الممتدة ما بين يناير وماي 2020. جامعة القاضي عياض تصدرت جامعات منطقة المغرب العربي، باحتلالها الرتبة الأولى والرتبة 13 عربيا. هذا التصنيف يعد تقييما موضوعيا خاص بمركز «روفوروم» بالاعتماد على التصنيف الدولي للجامعات عبر تقنية (Webmometrics)، والذي يعتمد على مدى توفر الجامعات على مناهج جديدة مبتكرة بيداغوجيا للتعلم والبحث والمشاركة والبحث المجتمعيين وكذا اعتماد التعليم الالكتروني؛ و أن التألق والريادة الذي عرفته جامعة القاضي عياض على الصعيد المغاربي والوطني عززت الرؤية الاستراتيجية التي اعتمدتها رئاسة الجامعة الحالية في إدارة واحدة من كبريات الجامعات المغربية. للإشارة، فجامعة القاضي عياض بمراكش، احتلت مقدمة ترتيب الجامعات الوطنية والمغاربية وجامعات الدول الإفريقية الفرنكفونية في مجال العلوم الفيزيائية، والمرتبة الثانية على صعيد المغرب العربي وبلدان القارة الإفريقية الناطقة بالفرنسية في مجال الهندسة والتكنولوجيا، وذلك وفق تصنيف (تايمز هاير اديكاسيون )2019 لأفضل الجامعات في العالم. ختاما ، سنة واحدة من رئاسة الدكتور مولاي حسن أحبيض لجامعة القاضي عياض بحصيلة ايجابية و مشاريع متطورة تساهم في تدعيم مكانة الجامعة المغربية كشريك استراتيجي في النسيج التنموي للمغرب عبر مقومات متطورة و مبتكرة تواكب البحث العلمي الحديث و الذكاء العلمي مما جعل جامعة القاضي عياض منارة علمية في افريقيا بمفهوم جديد للتسيير و منظور منفتح ومقاربة تشاركية مع كافة المهتمين و الشركاء خدمة لتنمية حقيقية للمرفق الجامعي و مساهمة فعالة للتطور العلمي في أفق رؤية مشروع جامعة القاضي عياض كجامعة ذكية تضاهي كبريات الجامعات العالمية.