انطلقت، منذ ما يقارب أربعة أشهر، بجل أحياء تيكيوين بمدينة اكادير، حملة واسعة للنظافة والتزيين، شملت مختلف الأزقة والشوارع وواجهات المنازل. وهي مبادرة انخرط فيها الشباب بشكل تلقائي وتطوعي ليضعوا بصماتهم على لوحات فنية تضفي على المكان جمالا ورونقا وتجعل المنظر العام أكثر جمالية من خلال الحرص على تحقيق التجانس مع شكل المباني، بعد إزالة الأتربة والنفايات وصباغة الجدران وزرع النباتات والورود المتنوعة بمزهريات مختلفة الأشكال والأحجام ووضعها أمام كل الأبواب وبمحاذاة الشوارع الرئيسية. مبادرات دعمتها الساكنة ماديا ومعنويا، جعلت شباب المنطقة يتفنن في إخراج صور إبداعية أنست الجميع مشاهد التهميش وتلاشي وتآكل التبليط الناتج عن التقادم وتراكم الأزبال. ومن بين الأحياء التي استفادت من هذه الحملة حي العرب من خلال الأزقة المتفرعة عن شارعي 2 مارس وتُودَرْتْ الذي انهمك شبابه في توعية السكان بأهمية النظافة والعناية بالنباتات وضرورة ارتداء الكمامة الوقائية وكيفية التخلص منها وعدم إخراج النفايات قبل مرور الشاحنة المخصصة لذلك للمحافظة على هذا المكتسب الهام. هذا وأشار بعض الشبان المتطوعين إلى بعض المشاكل التي تؤرق الساكنة والمتمثلة في مخلفات ظاهرة البيع بالتجوال لمختلف السلع وتحديدا الخضر والفواكه، إضافة إلى عربات الدواب الخاصة بجمع النفايات المنزلية قبل بزوغ فجر كل يوم لتغذية الماشية والتي تترك بعضها مبعثرا بشكل مقزز، دون إغفال عدم وجود بالوعات لتصريف مياه الأمطار وانعدام صناديق القمامة بأغلب جنبات الشوارع للحيلولة دون وضع النفايات في أماكن غير ملائمة، وعدم دخول عمال النظافة الى بعض الأزقة، وكذا مرور الدراجات النارية ومختلف وسائل النقل بسرعة مفرطة بشارعي 2 مارس وتُودَرْتْ خاصة أمام ثانوية ادريس لحريزي ومدرسة 2 مارس والمصامدة. لقد كانت الأحياء الشعبية بتيكيوين تعاني من الإهمال وتكدس الأوساخ، فأصبحت تبدو في حلة جديدة بفضل سواعد وأفكار شبابها، وذلك في انتظار تحرك الجهات المسؤولة لتنظيم السير والجولان وإعادة هيكلة الشوارع والأزقة وخلق فضاءات ترفيهية وتجارية وملاعب القرب ومرافق لألعاب الأطفال، الذين يلجأ بعضهم إلى الأزقة لممارسة شغبهم، رغم ما يشكله ذلك من أخطار عليهم.