توصل مدراء مستشفيات جهة الدارالبيضاء- سطات، يوم الثلاثاء 23 يونيو 2020 في وقت متأخر من الليل، بتعليمات جديدة من المديرية الجهوية لوزارة الصحة بالجهة، تفيد بضرورة إعادة فتح وإحداث مسالك خاصة باستقبال وعلاج الحالات المحتمل إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وهو ما تسبب في حالة من اللبس والغموض والارتباك، بالنظر إلى أن المستشفيات العمومية كانت قد أعدّت العدّة للتكفل بالمرضى المصابين بأمراض مزمنة واستئناف الجراحات التي كانت متوقفة وغيرها من التدخلات الطبية والصحية الاعتيادية. ووجد المعنيون أنفسهم، صباح الأربعاء، يقدمون على إجراء تغييرات جديدة لم تكن في الحسبان، بالنظر إلى أن كافة الترتيبات لعودة المستشفيات إلى عملها الطبيعي كانت قد اتخذت بعد قرار إحداث مستشفيين ميدانيين بكل من بنسليمان وبنجرير، إلا أن التعليمات الجديدة، التي لا تُعرف الدوافع التي أملتها، جعلت الأمور تعود إلى نقطة الصفر، ويتم من جديد تسطير مسالك ومسارات خاصة بمرضى» كوفيد 19»، إلى جانب مسالك خاصة بمرضى آخرين، مما ينذر بمزيد من المشاكل في التدبير وفي التكفل، وقد يرخي ذلك بتبعات وظلال على المصابين بأمراض أخرى، علما بأن المستشفيات شهدت اكتظاظا مؤخرا لمحاولة تدارك ما فات من علاجات متأخرة لم تتم في حينها، بل أن بعض المستشفيات وإن استأنفت عملها الطبيعي، ما زال بعض المهنيين فيها، يطلبون من المرضى العودة لاحقا، أي ما بعد انتهاء الجائحة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام، لأن التعليمات الرسمية لوزارة الصحة واضحة في هذا الباب وتحث المواطنين على استئناف علاجاتهم، في حين أن بعض الممارسات من هذا القبيل، تؤجل ذلك، علما بأنها تعتبر مجرد اجتهادات شخصية تتم لغايات غير مفهومة! الدعوة من جديد إلى تخصيص مسارات خاصة بمرضى «كوفيد 19» في المستشفيات العمومية، جعلت المهتمين بالشأن الصحي، يتساءلون عن السر في عدم تسخير المستشفى الميداني الذي تم إحداثه بفضاء مكتب معارض الدارالبيضاء، لهذه الغاية، وترك المستشفيات العمومية تقوم بمهمتها لتدارك التأخر في علاجات الأمراض الأخرى، خاصة وأنه حتى لو تمت تعبئة جملة من الأقسام والمصالح وتخصيص أسرّة بها لمرضى كورونا المستجد، فلن تصل حمولتها إلى إجمالي أسرّة المستشفى الميداني.