الكاتب الأول يكلف الأستاذ محمد غدان برفع دعوى ضد مرتكب الفعل الجبان علمت الجريدة أن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وبعد أن تناهى إلى علمه الخبر المؤسف والمحزن حول الاعتداء المعنوي، من مجهول أو مجهولين، على النصب التذكاري للراحل المجاهد عبد الرحمان اليوسفي بطنجة، قد كلف ومن منطق رفض الإساءة لرمز وطني ومؤسس وقائد اتحادي، الأستاذ محمد غدان المحامي بهيئة طنجة والكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية برفع دعوى قضائية ضد مجهول. وفي اتصال لنا بالأستاذ غدان، أكد هذا الأخير الشروع في القيام بكل الإجراءات القانونية في مواجهة المتورط أو المتورطين، وكل من يكون ساهم في الجريمة النكراء ماديا ومعنويا. واستفاق الاتحاديون وعموم المواطنين والرأي العام الوطني والدولي، صباح أمس الأحد، على وقع تصرفات همجية تمتح من معين العنصرية والحقد وثقافة الاغتيال الرمزي، بمحاولة تدنيس تذكار الراحل وسط مدينة طنجة كان جلالة الملك قد دشنه بحضور سي عبد الرحمان، اعترافا وتقديرا من جلالته لإخلاص ووفاء سي عبد الرحمان لوطنه، ولأياديه البيضاء في مسار نضالي طويل خدمة للوطن. الاعتداء الهمجي الأخير سبقته حملة موجهة من أقلام الحقد والكراهية ،حيث كان يتم التحريض ضد رموز حزب القوات الشعبية بمناسبة وبدونها، وهي الحملة التي طالت، وفي فترات متفاوتة، العديد من الرموز الاتحادية، إذ مست الشهيد المهدي بنبركة والزعيم الراحل عبد الرحيم بوعبيد الذي حاولوا نبش قبره بالرباط ، واستعصى عليهم الشهيد المهدي لأنه لا يزال بلا قبر ولا شاهدة، وهي سوابق تطال الأحياء والأموات من قادة الاتحاد من طرف نفس محبرة العنصرية وخطاب الكراهية والتكفير الذي يحاول التستر برداء الإسلام السياسي العابر للقارات والشعوب. وفي بادرة إنسانية للتعبير عن عميق حزنهم، ولرد الجميل لهذا الرجل الوطني، واعترافا بما قدمه لوطنه، بادرت مجموعة من ساكنة عاصمة البوغاز إلى وضع ورود وشموع وعبارات تأبين، أمام تذكار الفقيد الكبير، نعيا منهم لقائد وطني وابن مدينتهم الذي رحل إلى العالم الآخر يوم الجمعة الماضي. لكن مبادرة الطنجاويين التي خلفت استحسانا واسعا بين نشطاء ورواد منصات التواصل الاجتماعي، لم يكن أي أحد منهم يتوقع أن تمتد لها أيادي الحقد والكراهية والتطرف والظلام بذلك الفعل الصادم الذي أجمع عدد من الفاعلين المحليين على وصفه ب «الإرهابي» و«الظلامي» و»معاداة الاختلاف»، إذ أقدم أصحاب هذه الأيادي، بمحض إرادتهم العدوانية، أو بتحريض من أطراف معلومة ومعروفة بميولاتها وإيديولوجياتها ومناصريها، على إتلاف أكاليل الورود والزهور الجميلة والكلمات الدافئة، التي وضعها السكان، واستبدالها ب «الغائط» في مشهد شنيع ومثير للسخط والغضب صدم المغاربة. يذكر أن قبر الزعيم السياسي الكبير الفقيد عبد الرحيم بوعبيد كان هو أيضا قد تعرض، بمقبرة الشهداء، للتدنيس والتخريب من قبل مجهولين، وتحطيم شاهده، ولم تُعرف وقتها الأطراف التي وقفت وراء هذا العمل المشبوه، وتشاء الصدف أن يتكرر هذا الفعل في نفس الشهر من عام 2017، ووقتها قدمت شكاية في الموضوع سنعود إليها بالتفصيل.