لم يبخل أول أمس الاثنين وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، لوران فابيوس، بمجهود من أجل الترويج للمنتوج الديبلوماسي الفرنسي الجديد الموجه للمغرب الذي يستند الى «إنعاش وتعزيز وتجديد» العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية. كما لم يتردد رئيس الديبلوماسية الفرنسية، خلال زيارته المكوكية للمغرب بعد سنة من تعليق التعاون القضائي بين باريسوالرباط، في إقناع نظيره المغربي وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار بالتركيبة الثلاثية الجديدة للديبلوماسية الفرنسية إزاء المغرب. لقد أبرز لوران فابيوس، أن العلاقات المغربية الفرنسية لا يمكنها إلا السير قدما إلى الأمام دون ان تلتفت كل من الرباطوباريس إلى الخلف للنظر إلى الصعوبات التي اجتازتها العلاقات بين باريسوالرباط، والمشاكل التي أصبحت جزءا من الماضي. وقال وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، إن المغرب وفرنسا شريكان «استثنائيان»، مؤكدا أن الصعوبات التي عرفتها العلاقات «باتت خلف ظهورنا»، ليخلص إلى القول «لدينا أشياء كثيرة ومفيدة لنقوم بها سويا». وهكذا، استعرض لوران فابيوس في لقاء صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ثلاثة محددات للوضع الديبلوماسي الفرنسي المغربي اليوم ، معلنا أن زيارته للمغرب تروم الدفع قدما بالعلاقات المغربية الفرنسية، وتعزيزها وبث روح جديدة فيها. ودون شك أن وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي، وهو يروم بزيارته إلى الرباط الحفاظ العلاقات التي تجمع المغرب وفرنسا، فإنه لم يتوان في أن يستعرض تركيبة ديبلوماسيته الثلاثية التي تطبع زياته، التي بناها على ثلاثة منطلقات «إنعاش وإحياء العلاقة بين الرباطوباريس والدفع بها قدما، تعزيزها بالنظر لأواصر الصداقة والتاريخ اللذين يجمعان البلدين ، وتجديدها لما يسمو إلى طبيعة العلاقات العريقة والمتينة بين المغرب وفرنسا. وأعرب لورا فابيوس عن ارتياحه لتطابق وجهات نظر المغرب وفرنسا بخصوص العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، الجهوية والدولية، مبرزا ضرورة توطيد هذه العلاقات من خلال استشراف قطاعات وآفاق جديدة، على اعتبار أن مجالات التعاون «لا تحصى». وأوضح وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي في هذا السياق أن ثمة إرادة قوية من أجل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائيين في جميع الميادين، وخصوصا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مشيرا الى أن المغرب سيستضيف قمة حول المناخ في 2016 . ومن ناحيته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار ««أجرينا محادثات مثمرة لأن الجدول الزمني مكثف. نريد علاقات دائمة تشهد آفاقا جديدة وطموحات جديدة».» وتقرر عقد اللقاء الثاني عشر رفيع المستوى الفرنسي المغربي نهاية ماي أو بداية يونيو بباريس وهو اللقاء «سيتيح تحديد خارطة طريق مشتركة للسنتين المقبلتين ، وإطلاق سلسلة من المشاريع الجديدة». كذلك أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار زيارة فالس الى المغرب في 10 أبريل قبل مؤتمر حكومي «نهاية مايو ومطلع يونيو» في باريس. وكذلك سيزور وزير المالية الفرنسي ميشال سابان الى المغرب في 12 ابريل، حسب وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار. وبعد محادثاته مع وزير الخارجية المغربي، حظي لوران فابيوس باستقبال من قبل جلالة الملك محمد السادس العائد من زيارة خاصة لفرنسا. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن المباحثات تناولت العلاقات بين البلدين والسياق الأمني الإقليمي، وخاصة مكافحة التهديد الإرهابي، إضافة إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تناولت المباحثات الآفاق المستقبلية، القوية والهادئة، للعلاقة الثنائية في جميع المجالات. هذا، وجددت فرنسا، يوم الاثنين، تأكيد دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي كقاعدة «جادة» و«ذات مصداقية» لحل تفاوضي لقضية الصحراء المغربية، حسب ما جاء في الإعلان المغربي الفرنسي المشترك الصادر بمناسبة زيارة العمل التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي لوران فابيوس للمغرب. وأكد الإعلان المشترك أن فرنسا جددت دعمها للجهود المبذولة في إطار الاممالمتحدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لقضية الصحراء. وأشادت فرنسا، حسب المصدر ذاته، باستئناف مسار المفاوضات «على إثر التوضيحات المقدمة خلال المباحثات التي جرت بين جلالة الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم 22 يناير 2015». وفي هذا السياق، أكد الإعلان المشترك، «دعم فرنسا لمخطط الحكم الذاتي المغربي كقاعدة جادة وذات مصداقية لحل تفاوضي، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». كما أعرب المغرب وفرنسا عن ارتياحهما «لنضج ومتانة» علاقاتهما الثنائية التي التزما بالحفاظ عليها وحمايتها في إطار روح الصداقة والثقة والاحترام المتبادل التي تحكمها. وأكد الإعلان المشترك أنه «وبعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها الأشهر الماضية، عبر البلدان عن ارتياحهما لنضج ومتانة علاقاتهما الثنائية التي التزما بالحفاظ عليها وحمايتها بشكل مشترك ونشيط ، وفي كل الظروف في إطار روح الصداقة والثقة والاحترام المتبادل التي تحكمها». وأبرز المصدر ذاته أنه، وغداة اللقاءات المتوالية بين وزراء العدل والداخلية، أكد المغرب وفرنسا «إرادتهما المشتركة في التعاون الكامل في مجال الأمن وتعزيز الاستئناف الفعلي للتعاون الجنائي». وأعرب فابيوس ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار، في هذا الصدد، عن أملهما في أن يتم التصديق سريعا على البروتوكول الإضافي لاتفاقية التعاون القضائي الثنائي في المجال الجنائي الموقعة يوم 6 فبراير 2015. واغتنم مزوار وفابيوس مناسبة هذه الزيارة للتطرق لمختلف المجالات التي ستعرف تكثيفا في الحوار الاستراتيجي والمبادرات المتشاور بشأنها خلال الأشهر المقبلة. من جانب آخر، جددت فرنسا «التزامها من أجل التفعيل الأمثل للوضع المتقدم للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي». كما دعا الوزيران إلى سياسة أوروبية جديدة للجوار، يتعين دعم مبادئها ومضمونها وآلياتها في إطار رؤية استراتيجية طموحة.