لعلنا في لحظة قاسية من التحول العنيف للزمن، لا نرى منه إلا ما نحياه من أيام وليال ثقيلة ومتغيرة. فلا نجد إلا من يبصر هذا التحول في القيم والوجدان والأفكار لدى مفكرين وأدباء، وبعض كبار الفاعلين ممن امتلكوا حدوسا استثنائية. وهذه الحلقات اختيارات من أقوال لمفكرين وفلاسفة وسياسيين وأدباء من مختلف التعبيرات، من عصرنا ومن عصور سابقة ، ينتمون الى تيارات مختلفة، كان لهم تأثير من خلال كتاباتهم او أفعالهم. أقوال هي وصايا مفتوحة على العقل والوجدان، هدفها الانسان والمجتمع والحياة، تتخذ صيغة الخبر والخطاب وتنتصر للأمل.. مؤلف ورسام وناقد تشكيلي فلسطيني، استقر في العراق بعد حرب 1948. أنتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمواد المترجمة، وقد ترجم عمله إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة: – لا أحب هؤلاء السُذّج الذين يتخرجون بمعدلات عالية، وتخصصات علمية مهمة، لكنهم لا يسمعون الموسيقى، ولا يعرفون شاعراً واحداً، ولم يحضروا فيلما سينمائيا، أو يحاولوا كتابة قصيدة، أو أن يخلطوا علبة ألوان ليرسموا لوحة.. الحياة في التفاصيل، في الأحاسيس، في الذائقة، في معنى أن تهز رأسك، حزناً أو فرحاً أو طرباً، لمقطع من أغنية قديمة، أو أن تنفعل برائحة الياسمين تهب من شارع عتيق على الدوار الأول.. – في الصميم نحن وحيدون، حياتنا أشبه بالعلب الصينية: علبة داخل علبة وتتضاءل العلب حجما، إلى أن تبلغ العلبة الصغرى في القلب منها جميعا، وإذا في داخلها، لا خاتم ثمين من خواتم إبنة السلطان ، بل سر أثمن وأعجب: الوحدة.. – كلما حرمت من القراءة أدركت كم هي عظيمة وملحاحة هذه المتعة، وليس أكبر من متعة القراءة إلا متعة الكتابة، تلك هي المتعة الأعظم والأعمق والأنذر.. – الفن يشير إلى تحرر الإنسان في ساعات إبداعه ليعطي مذاق الحرية للآخرين إلى الأبد.. – كأنما الحياة، رغم فواجعها، بقيت نكتة هائلة لا تستحق منّا بعد البكاء إلا الضحك.. – إلى تلك التي رأت من الحياة ما رأت، وبقيت على كبريائها تقاوم.