تؤرق ساكنة جماعات قروية بإقليم تارودانت تعيش ساكنة العديد من الجماعات القروية المرتبطة إداريا بدائرة إيغرم بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، هذه الأيام، على «إيقاع» تساؤلات ضاغطة قوامها»: «كيف السبيل لحماية شجرة اللوز مما يتهددها من «أمراض» تحول دون اكتمال نموها بشكل طبيعي يتيح إمكانية «جني» المحصول المنتظر منها دون نقصان ؟». قلق يرتدي، هذا الموسم ، لبوس المعاناة الناجمة عن الإكراهات الاستثنائية المرتبطة بفرض حالة الطوارئ الصحية – التي تم تمديدها للمرة الثالثة – قصد التصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، والذي تعود مرجعيته إلى كون «شجرة اللوز» تشكل ركيزة محورية بالنسبة لساكنة المنطقة في ما يخص كسب رهانات التنمية المحلية، خاصة بعد تشييد «دار اللوز» بمركز ايغرم، وهو المشروع الذي كلف استثمارا عموميا إجماليا ناهز 1 مليون و950 ألف درهم، بفضل شراكة بين كل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (1 مليون درهم)، والمديرية الإقليمية للفلاحة (600 ألف درهم)، ووكالة التنمية الاجتماعية «350 ألف درهم». ووفق معطيات المشروع، فإن هذا الأخير «يتكون من فضاء لتجميع وتخزين اللوز، وورشة الكسر، وورشة التقطير، وورشة التعليب، وفضاء للعرض والتسويق، ومكتب ومرافق صحية» ومن مراميه الأساسية «تثمين منتوج اللوز بالمنطقة، من خلال تجميعه وتحويله وإعداده ثم تسويق مشتقاته»، وذلك «في أفق وصول عدد المستفيدين منه إلى 2000 مستفيد، ضمنهم 500 من النساء، مع الرهان على تحقيق معدل إنتاج يناهز 1000 طن سنويا، من خلال العمل على غرس 3000 هكتار، في سياق التنزيل الميداني للدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، على أساس أن يبلغ مجموع المساحة المشمولة بأشجار اللوز في المنطقة 11 ألف هكتار». وارتباطا بموضوع «الأمراض» المهددة لسلامة شجرة اللوز، أوضح لنا مصدر من مركز الاستشارة الفلاحية بإيغرم، « أن أشجار اللوز بالمنطقة تعاني من تأثير بعض «المشاكل»، ضمنها مسألة قلة العناية من قبل الفلاحين، ما يؤدي إلى ظهور بعض الآفات مثل حشرة «scolyte» أو ما يسمى «السوسة»، وهذا يأتي نتيجة ضعف «مناعة» الشجرة ، جراء النقص في رعايتها، وعدم الحرص على القيام بالتدخلات الزراعية اللازمة في الوقت الملائم، من تقليم وحرث وتهيئة أحواض وتسميد، وهي خطوات تمكن الشجرة من اكتساب صحة ومناعة جيدة تجعلها قادرة على مقاومة مختلف الآفات التي قد تصيبها»، مضيفا «حينما تصاب الشجرة بالمرض يلاحظ وجود حشرات سوداء تسمى «المن الأسود»، والتي تغطي جذوع الأشجار، وتمتص عصارتها، وتفرز مادة «عسلية» يتكون عليها «فطر أسود» يحول دون وصول الضوء للجذوع»، لافتا إلى «وجود نوع آخر من «المن» يتربى على البراعم». وجوابا عن سؤالنا بشأن كيفية معالجة هذه العينة من «الأمراض»، أشار المصدر ذاته إلى» أن نوعي «المن الأسود»، السالف ذكرهما، يعالجان باستعمال مواد بديلة طبيعية كالصابون الأسود (البلدي) الذي أثبت نجاعته في مكافحة هذه الآفة»، مذكرا «بأن مركز الاستشارة الفلاحية لإيغرم، يقوم ، منذ مدة، بتحسيس وتوعية فلاحي وفلاحات المنطقة، من خلال العمل على تفعيل «الاستشارة الفلاحية عن بعد»، عبر التواصل معهم اعتمادا على وسائل التواصل الإجتماعي «تقنية الوتساب مثلا»، وذلك تفاديا للتجمعات والتنقلات في هذه الظرفية العصيبة، حيث يتم التأكيد على ضرورة مكافحة هذه الآفات، التي تنال من هذه الشجرة ذات المكانة الثمينة بالمنطقة، بشكل مبكر ومنتظم، مع الحرص على القيام بالعمليات الزراعية الضرورية في الوقت المناسب، وذلك تفاديا لأي تقاعس أو انتظار قد تكون له عواقب وخيمة على الشجرة».