في أفق جعلهم على بينة ودراية من الأساليب السليمة والناجعة في ما يخص ممارسة النشاط الفلاحي، بمختلف تمظهراته، نظمت، مؤخرا، أيام تحسيسية لفائدة عدد من فلاحي وفلاحات جماعات ترابية تابعة لدائرة إيغرم بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت، وذلك تحت شعار «الاستشارة الفلاحية الهادفة رافعة لتنمية سلاسل الإنتاج»، بإشراف وتأطير من مركز الاستشارة الفلاحية بإيغرم، التابع للمديرية الجهوية سوس ماسة، وبشراكة مع الغرفة الجهوية للفلاحة. ابتدأت فعاليات هذه الأيام في العاشر من مارس 2020 بجماعة تومليلين، وتمحور موضوعها الرئيسي حول «المسار التقني لتربية الماعز»، واستفاد من عروضها التوضيحية 25 مستفيدا. وبجماعة سيدي مزال كان الموعد يوم 11 مارس 2020، حيث استعرض مؤطرو اللقاء كيفية ممارسة «تربية النحل «بشكل سليم بعيدا عن الطرق العشوائية والارتجال، وذلك استحضارا للعديد من المعطيات العلمية والمناخية، من أجل تحقيق أفضل النتائج، التي ينتفع معها الفرد والجماعة، وهو اللقاء الذي استفاد منه 25 شخصا من المرتبطين بالمجال الفلاحي بالمنطقة. واختتمت هذه الأيام التحسيسية بجماعة إيماون، يوم 12 مارس 2020، من خلال لقاء حضره 25 من الفلاحين والفلاحات، تمحور حول سبل «تثمين وتسويق اللوز». و«كانت فرصة لتقديم توجيهات وإرشادات قيمة من شأنها مساعدة الفلاح / الفلاحة على التعاطي مع شجرة اللوز بشكل جيد وصحي يساهم في تنمية المنتوج ، وكذا كيفية تسويقه كمرحلة نهائية» تقول مصادر من عين المكان. وبخصوص شجرة اللوز، ينبغي التذكير، بأن جماعات ترابية عديدة بالمنطقة، تتميز بتوفرها على مساحات شاسعة من هذه «الثروة»، حيث اهتمت الساكنة المحلية، على امتداد أجيال متعاقبة، بغرس هذه الأشجار ورعايتها، رغم وعورة التضاريس الجبلية وندرة المساحات الصالحة لممارسة نشاط زراعي منتظم، وذلك في ظل ظروف مناخية قاسية تتسم بالبرودة شتاء والحرارة المفرطة صيفا، لكن هذه الشجرة، تعرضت، قبل سنوات قليلة، للإصابة بمرض «غامض»، تتجسد أعراضه في أن «أشجار اللوز باتت تقوم بإنتاج مادة زيتية، على مستوى الجذع والأغصان، تتطاير من حولها، لتبدأ بعد ذلك في الاصفرار، ما يجعل الأغصان تفقد طراوتها وصلابتها، قبل أن يداهمها الاجتفاف» يقول بعض أبناء المنطقة، مشيرين إلى أن موضوع» الحالة الصحية لشجرة اللوز بقطب إيغرم»، سبق أن شكل محور اجتماعات عديدة للجهات المسؤولة، ومن ثم «فإن مثل هذه الدورات التحسيسية المنظمة لفائدة فلاحي وفلاحات دواوير جماعات المنطقة، تبقى ذات أهمية كبيرة في ما يخص الدفع بعجلة التنمية، بغاية الرفع من المستوى المعيشي للساكنة المحلية، التي تعاني من إكراهات اجتماعية متعددة الأوجه».