أكد نائب عميد كلية علوم التربية في جامعة محمد الخامس بالرباط، خالد الدرقاوي، أن المواكبة التربوية للتلاميذ تقوم على ثلاثة محاور، ألا وهي الأسرة والمدرسون والإدارة التربوية. وأبرز الدرقاوي، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بشأن القرارات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بشأن استئناف الدراسة الحضورية بالنسبة لجميع التلاميذ في شهر شتنبر المقبل وإجراء الامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا حضوريا في يوليوز المقبل، أن الأسرة تضطلع بدور رئيسي في الاستقرار النفسي للطفل. وأوضح أنها “تسمح بإقناع الأطفال بالمكوث في المنزل واحترام كافة التدابير التي تتخذها الحكومة”، مضيفا أن مواكبة الآباء خلال التعليم عن بعد تسهل التعلم من خلال سد كل الثغرات التي قد يواجهونها. وفي نفس الصدد، أشار الدرقاوي إلى أن فقط المدرسين، الذين يتوفرون على القدرات التربوية والمهارات المنهجية اللازمة، بإمكانهم تدريس التلاميذ مع مراعاة حالتهم النفسية ومساعدتهم على مواجهة تحدي الخوف. كما أشار نائب عميد كلية علوم التربية إلى أنه لتحقيق ذلك، لابد من توافر الوسائل التعليمية التكنولوجية المبتكرة لإنجاز مهامهم في أفضل الظروف، مسجلا أن الإدارة التربوية، من جهتها، ملزمة بتزويد أعضاء هيئة التدريس بجميع الوسائل اللازمة لضمان الاستقرار النفسي للتلاميذ. وفي ظل هذه الظروف، يضيف نائب العميد، من المرجح أن توفر الحالة النفسية المستقرة للتلاميذ فرصا للبحث بالنسبة للباحثين في المجال البيداغوجي، وديداكتيك اللغات، وعلم النفس، والتكنولوجيا التربوية. وذكر الدرقاوي، في هذا الصدد، أن كلية علوم التربية كانت رائدة في هذا المجال بإحداث خلية للدعم النفسي تروم تلبية احتياجات المواطنين المغاربة بشكل عام، والتلاميذ والطلاب بشكل خاص، مضيفا أن “النتائج الأولى لهذه المبادرة كانت واعدة ومشجعة للغاية بالنسبة لكلية علوم التربية التي تسعى للانفتاح على بيئتها الاجتماعية- الاقتصادية والأكاديمية”. من جهة أخرى، أوضح نائب عميد كلية علوم التربية أنه، و “في انتظار نتائج تقييم التعليم عن بعد”، الآلية التربوية والتكنولوجية والتقنية الذي تم إرساؤها مكنت التلاميذ، في وقت قياسي، من مواصلة نشاطهم الدراسي في ظروف مواتية. وأبرز أن “هذه الآلية ستتيح، في المستقبل، وضع أسس للتفكير في المنصات التكنولوجية المخصصة للتعليم عن بعد، وبالتالي تشكيل مكمل أساسي للدراسة الحضورية”. وعلى صعيد آخر، وصف الدرقاوي ب”الصائب” قرار الوزارة الوصية بشأن هذا الموسم الدراسي 2019-2020، موضحا أن “الهدف الأساسي من هذا القرار الصائب هو ضمان الأمن الصحي لتلاميذنا وطلابنا، وكذا الأطر التربوية والإدارية والتقنية”. وأشار نائب العميد إلى أن هذا القرار يندرج في إطار المشاورات مع المعنيين والفاعلين في النظام التعليمي الوطني، مرحبا بالجهود الكبيرة التي تبذلها كافة مكونات نظام التعليم والتكوين بغية ضمان استمرارية الدراسة.