انسحب عدد من المثقفين المغاربة من «اتحاد كتاب المغرب» احتجاجا على ما رأوه من «تحول في دور المنظمة الطبيعي» وعدم الفاعلية في اتخاذ مواقف مما يجري في الساحة الثقافية والسياسية في المغرب. وقال البيان الذي وقعه نقاد وشعراء إن اتحاد كتاب المغرب الذي وصفوه بأنه منظمة ثقافية عتيدة ارتهنت في الآونة الأخيرة «بين يدي قلة لا تمثل في السياق الراهن رأي أغلبية الكتاب المغاربة.» وأضاف الموقعون «إيمانا منا بالدور التاريخي الذي تنهض به مجموعة من مكونات الحركة الثقافية والسياسية التقدمية.. بحيث كانت دوما في طليعة النضال من أجل محاربة الفساد والاستبداد وإرساء ثقافة المحاسبة.. نعلن انسحابنا من اتحاد كتاب المغرب في الوقت الراهن وإلى أن تتوفر شروط إحداث التغيير المطلوب.» وتابع البيان موضحا أن هذا الانسحاب «لا يعني بأي حال من الأحوال استقالة من الفعل الثقافي إنما هو سعي نحو خلق أفق ثقافي وفكري أرحب. «فإننا نعتقد أن بقاءنا في الاتحاد في وضعه الحالي يعتبر تزكية منا لهذا الزوغ وقبولا منا له لهذا نعلن انسحابنا من اتحاد كتاب المغرب.» ومن الموقعين على البيان عبد الفتاح الحجمري وشعيب حليفي وصدوق نور الدين وصلاح بوسريف وإكرام عبدي. وقال شرف الدين ماجدولين -وهو باحث وناقد من الموقعين على البيان- «نحن نعبر عن موقف عدم رضا على الشكل الذي تدار به المنظمة الآن.» وأضاف «نؤمن ان الاتحاد ووزنه في الماضي ليس هو الاتحاد اليوم كما ان اهدافه في الماضي ليست هي اهداف اليوم فالاتحاد من قبل كان جزءا من صف تقدمي يساري معارض.» وتابع أن الاتحاد منذ أواخر التسعينيات «دخل في تجربة التناوب وبالتالي أصبح جزءا من السلطة» في إشارة إلى تحول في صفوف اليسار حين أدخل العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني عام 1998 اليساريين المعارضين إلى الحكومة فضعفت قوتهم ووصف البعض تلك التجربة بالفشل والموالاة للسلطة. وقال ماجدولين إن «تراجع اتحاد كتاب المغرب بعد دخول اليساريين الى تجربة التناوب لا يعني توقف الاتحاد بل هناك اسئلة مرتبطة بالراهن يجب طرحها والوقوف عليها.» وأبدى عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب استغرابه متسائلا «لماذا اختيار هذا التوقيت بالذات.. لتجديد الانسحاب» موضحا أن «بعضهم انسحب من الاتحاد من زمان ولم تعد تربطهم به أية صلة.. لا حضور مؤتمراته ولا المشاركة في أنشطته.» وقال إنه يحترم رغبة الاعضاء المنسحبين «وإن قافلة الاتحاد ستظل سائرة ولا يقذف بالحجر إلا الشجر المثمر.» وهاجم العلام الشاعر صلاح بوسريف، واتهمه بالتغزل في وزير الثقافة «بحثا عن موطئ قدم أو طلبا لود وهمي». وهو الاتهام دفع بوسريف إلى الرد بقوة. حيث اعتبر أن «التضليل، والتمويه، وإلباس الباطل لباس الحق، هي من صفات الذين لا تربطهم بالثقافة سوى علاقة التضليل والتشويه، وعلاقة الانتفاع». مضيفا أن «هذه صورة هذا الذي صدَّق أنه أصبح وصياً على الثقافة في المغرب، وعلى مؤسسةٍ، هي ملك لكل الكُتَّاب، وليست بيتاً بالتَّمْليك، أو بوضع اليد، أو غنيمة حرب، كما يعتقد، خصوصاً أنه حارب من كانوا أولياء نعمته، ووضعوه في المسؤولية بالاتحاد ككورتي يتنقل بين المكاتب والقاعات وإعداد حاجيات اللقاءات، وما تتطلبه من أمور هي شغل الطريطورات، قبل أن يقلب الطاولة على الجميع، لأنه عرف، ما تختزنه هذه المؤسسة من غنائم، هي ما يستعمله اليوم بشكل فردي، أو بنوع من الاقتسام غير العادل حتى مع من هُم معه في قيادة الاتحاد». وقال الشاعر محمد بودويك أحد المنسحبين «إن القيادة غير ديموقراطية وتتخذ قرارات انفرادية لا تمثل آراء ومواقف الكتاب المغاربة» مضيفا أن ما يصفه بأزمة الاتحاد مستمرة منذ المؤتمر السابع عشر عام 2008 عندما قرر بعض الأعضاء إقالة رئيسه السابق عبد الحميد عقار في حين رفض أعضاء آخرون قرار الإقالة. وقال بودويك إن على اتحاد الكتاب اليوم «بالرغم من تراجع اليسار هو أن يكون له دور فيما يجري في عدد من المعضلات التي يعيشها مجتمعنا اليوم كالتعليم مثلا..او المد الرجعي والظلامي في المغرب والعالم العربي» وتساءل.. «ماهي الثقافة ان لم تكن ثقافة ناقدة وخلاقة».