ذكر الموقعون على لائحة المنسحبين أن سبب الانسحاب يتمثل في "ما بات عليه وضع منظمة ثقافية عتيدة، هي اتحاد كتاب المغرب، من ارتهان بين يدي قلّة لا تمثل، في السياق الراهن، رأي أغلبية الكُتّاب المغاربة، ونتج عنه تحويل لدور المنظمة الطبيعي، وعبث برصيدها التاريخي، لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة، مع مراكمة الأخطاء التسييرية والطيش، غير المسبوق، في إبداء المواقف الفاقدة للعمق وللصدى والشرعية القاعدية". وأكد الموقعون في بلاغ بعنوان "قادمون"، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن بقاءهم في الاتحاد في وضعه الحالي، يعتبر "تزكية منا لهذا الزّوغ، وقبولا له". وأوضحوا أن الانسحاب "لا يعني الاستقالة من الفعل الثقافي، وإنما هو سعي نحو خلق أفق ثقافي وفكري أرحب"، مؤكدين أن قرارهم كان "إيمانا بالدور التاريخي لمجموعة من مكونات الحركة الثقافية والسياسية التقدمية بالمغرب، التي كانت دوما في طليعة النضال من أجل محاربة الفساد والاستبداد، وإرساء ثقافة المحاسبة، سواء في الدولة أو المجتمع المدني، ولوضع حدّ لتمييع المشهد الثقافي". ووقع على اللائحة كل من عبد الفتاح الحجُمري، وشعيب حليفي، وشرف الدين ماجدولين، ومحمود عبد الغني، ونورالدين صدوق، وصلاح بوسريف، ومحمد بودويك، ومحمد بوخزار، وخالد بلقاسم، وعبد الدين حمروش، ومراد القادري، وعبد اللطيف البازي، وعبد اللطيف محفوظ، وإكرام عبدي، وشفيق الزكاري. وقال شرف الدين ماجدولين، في تصريح ل"المغربية"، إن انسحاب 15 عضوا من الاتحاد، ليس قرار متسرعا، لأن الموقعين كانوا أعلنوا استقالتهم من اتحاد كتاب المغرب منذ أربع سنوات، أي منذ المؤتمر 17 للاتحاد، وأضاف أنهم "لم يعد الاتحاد يمثلنا، لكن قراراته توقع باسمنا". وأضاف مجدولين الذي عينه الموقعون إلى جانب صلاح بوسريف ناطقين رسميين باسم المنسحبين، قوله "كنا نعتقد أنه خلال الأربع سنوات يمكن أن تصلح الأمور داخل الاتحاد، لكن العكس هو الذي حصل، فالمسؤولون على هذا الجهاز يقومون بالعبث برصيده التاريخي ويتمادون في الأخطاء، ويراكمونها بشكل متواتر، ففكرنا أن الوقت حان للقول إن هذا الجهاز لا يمثلنا". ونفى ماجدولين أن يكون قرار انسحابهم ناتجا عن عدم استدعائهم من قبل الاتحاد لحضور للندوات الفكرية، قائلا "هذه خطوة تعبر عن إرادة أصحابها، وليس لأنهم مفتقدون الحضور، أو لأن الجهاز لا يستدعينا ويستفرد بالسفريات داخل وخارج البلد لحضور الندوات، فلنا مشاريع ثقافية وازنة وحضور قوي، ورصيد رمزي". وشدد على أنه "لا يمكن استغفالنا أكثر، وهذه إشارة رمزية للناس والرأي العام والمسؤولين، للقول إن هناك شريحة لم تعد تمثلنا، والانسحاب لا يعني الاستقالة من الفعل الثقافي، وإنما سعي إلى خلق أفق ثقافي أرحب". وحول ما بعد الانسحاب، تحدث ماجدولين عن خطوات أخرى ممكنة، من قبيل إنشاء جهاز يمثلهم، وقال إن عشرات الكتاب اتصلوا بهم للانضمام إلى لائحة الموقعين. وختم متسائلا "كيف يمن أن نستمر في جهاز لا يحتر القانون ولا يحترم أعضاءه؟".