في جو احتفالي واحتجاجي خرجت حشود غفيرة من النساء المغربيات يوم الأحد 8 مارس الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، بمدينة الرباط في مسيرة دعا لها ائتلاف المساواة والديمقراطية تحث شعار «مساواة ديمقراطية»، هذه المسيرة النسائية التي شاركت فيها عشرات الآلاف، من أجل التنديد بالسياسة الحكومية المحافظة المنتهجة تجاه قضية المرأة المغربية. لقد حجت العديد من الحافلات التي تقل النساء والشباب من جميع أنحاء المغرب للحضور في هذا العرس النضالي، وكذا التعبير عن الغضب الساطع على الوضع الذي أصبحت عليه المرأة المغربية في ظل حكومة عبد الإله بنكيران التي مافتئت تجهز على المكتسبات التي ناضلت من أجل الحركة النسائية والديمقراطية والحقوقية بالبلاد. لقد تميز الحضور المكثف في هذه المسيرة بالتعدد والتنوع، حيث كانت حاضرة في هذه التظاهرة الجماهيرية كل من المرأة العاملة، والموظفة، والمحامية، والأستاذة، والوزيرة، والممرضة، والمربية، وربة البيت والمعطلة، والنساء السلاليات والقروية، والمناضلة السياسية والحقوقية والجمعوية، والنقابية مشدودة العضد بأخيها الرجل المناضل المتشبع بحقوق المرأة وقيم المساواة والديمقراطية و مبادئ حقوق الإنسان الذي كان يمشي خطوة خطوة إلى جانبها في طريق الحرية والكرامة الحداثة والديمقراطية. فمنذ الساعات الأولى ليوم المسيرة بدأت تتقاطر حشود كبيرة من النساء والشباب وسط مدينة الرباط، حيث تجمهرت مئات الآلاف من النساء حاملا لوحات بيضاء متضمنة لمطالبهن ومن أهمها ، «من أجل تطبيق سليم لقانون الأسرة وكفى من الرشوة»، «كفى من استغلال النساء في الدعارة»، «لا لتزويج القاصرات»، «كفى من خرق الدستور»، «من أجل هيئة للمناصفة مستقلة»، «لا ديمقراطية بدون تفعيل مقتضيات الدستور لضمان الحقوق الإنسانية للنساء»، «لا لتهميش المرأة من مراكز القرار» ، «إدانة شعبية لكل أشكال العنف والتمييز ضد النساء، كما طالبت النساء بتجريم التحرش الجنسي بكل صيغه وأشكاله. كما ساندت هذه المسيرة النسائية الغاضبة، الأحزاب السياسية المعارضة الممثلة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الدستوري، حيث كان الحضور متميزا الى جانب القيادات النسائية، متجسدا في إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية الوطنية للحزب وعدد من أعضاء المكتب السياسي، ثم حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال وكريم غلاب وبوعمر تغوان عضوي اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، بالإضافة إلى إلياس العماري نائب أمين حزب الأصالة والمعاصرة وحكيم بنشماس عضو المكتب السياسي للحزب، وعدد من قيادي الأصالة والمعاصرة، فضلا عن قياديين من الاتحاد الدستوري أنور الزين وفوزية ابيض. لقد صدحت حناجر النساء اللائي كن يضعن في وجوههن أقنعة ويرتدين أزياء سوداء كتبت عليها كلمات بالأحمر لها معاني كبيرة ك « كفى من التحرش الجنسي، البطالة، العنف، الإعلام الكاذب، العولمة الرأسمالية...» ، لقد صدحت حناجرهن بشعارات منددة بالعنف والتحرش الجنسي والمطالبة بوضع حد للخطاب التمييزي الذكوري من قبل أعضاء الحكومة ورئيسها داخل مؤسسات الدولة الدستورية، كما طالبت بتفعيل الدستور تفعيلا ديمقراطيا خاصة في ما يتعلق بالقضية النسائية، وأعلن من خلال شعارات لهن رفضهن لمشروع وزارة التنمية والتضامن والمرأة المتعلق بهيئة المناصفة الذي جاء مخيبا للآمال. كما كانت مشاركة النساء الاتحاديات عبر المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات متميزة ومكثفة حيث شاركت عشرات المئات من النساء الاتحاديات اللائي جئن من عدد من مناطق المغرب، للمساهمة في هذا العرس النضالي والاحتفالي، ليقلن لا لسياسة التهميش واستغلال بؤس الوضع المزري للمرأة المغربية، حيث رددن شعارات لها رمزيتها وإبعادها السياسية في إشارة للحزب المحافظ الذي يستغل المرأة المغربية، «المرأة قضية وليس حملة انتخابية» . كما سجل التنظيم المحكم للمشاركة النسائية للاتحادية، حيث كانت الصفوف متراصة ومنظمة والسير في طريق المسيرة حسب إيقاع مضبوط مع ترديد شعارات قوية تستنكر السياسة المنتهجة للحكومة إزاء القضية النسائية، وكان حضور القيادة النسائية متميزا متجسدا في فاطمة بلمودن، وخديجة القرياني، وأمينة أوشلح، وفتيحة سداس، وبديعة الراضي، وحنان رحاب عضوات المكتب السياسي للحزب وأعضاء الكتابة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، بالإضافة إلى أعضاء المكتب السياسي عبد المقصود الراشيدي، سفيان خيرات، كمال الديساوي.. وجابت هذه المسيرة ، التي انطلقت من أمام مقر حزب الاستقلال شوارع الحسن الثاني ومحمد الخامس مرورا بساحة البريد، ثم أمام مقر البرلمان الذي اشتدت أمامه شعارات الاحتجاج على عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، نظرا لخطابه الذكوري التمييزي الذي ما فتئ يروجه كلما سمحت له المناسبة ولو داخل المؤسسات الدستورية، وانتهت المسيرة في الواحدة والنصف بباب الرواح.