أكد القنصل العام لليبيا بالدارالبيضاء على الدور المحوري للمغرب في حلحلة الوضع بليبيا، وناشد جلالة الملك التدخل بكل ثقله في الحوار بين الأطراف المتنازعة، وشدد القنصل عبد المجيد غيث سيف النصر, في الحوار الذي أجريناه معه على هامش احتضان المغرب لفرقاء الوطن الليبيين, على أن المغرب شريك أساسي, سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، واعتبر المغرب بالبلد الحاضن للشعب الليبي، وأن المغرب أبان دوماً بأن لا أطماع له إلا مصلحة ليبيا. كما كشف القنصل العام بأن لا حوار مع الإرهابيين وتوعد بالقضاء عليهم، مؤكداً أن الحوار يسعى إلى حكومة وفاق وطني تدمج كل القوى المسلحة في الجيش والشرطة وكافة القوى الوطنية تحت إشراف الحكومة الوطنية. فيما يلي نص الحوار: كيف تنظرون إلى الحوار الليبي الليبي الذي يحتضنه المغرب برعاية أممية؟ هذا الحوار الذي يعول عليه جميع الليبيين والليبيات والأمة العربية والاسلامية والمجتمع الدولي وكل محبي السلم, من أجل الوصول إلى اتفاق ولمِّ شمل الليبيين، وأتمنى شخصياً تدخل جلالة الملك محمد السادس، لما له من مكانة لدى جميع الأطراف والشعب الليبي، وأن يعمل على التوفيق بين الجميع، لما فيه خير وتشجيع الوفاق الوطني، وعودة ليبيا إلى حضنها في المغرب العربي والعالم العربي دولة قوية وإيجابية. هذا يعني أنكم متفائلون بهذا الحوار في المغرب؟ نحن نعلق على الحوار كل الأمل، وأتمنى أن نصل إلى اتفاق نسميه اتفاق المغرب، لندخل المغرب في تاريخ ليبيا الحديث بعد زوال نظام القذافي الذي خلف مشاكل لبلدكم ومس فيه وحدته الترابية. هل جميع الفصائل الفاعلة في النزاع الداخلي الليبي حاضرة اليوم في الرباط؟ أخي ليس هناك فصائل. هناك حكومة ليبية شرعية ومعترف بها دولياً، وهناك أعضاء المؤتمر الوطني المنتهية ولايته, سيتم الاتفاق على وضع سياق قانوني أو وفاق قانوني سياسي، وأن تلتقي كل الأطراف السياسية والمسلحة من أجل الحوار الوطني واستعادة وحدة ليبيا على كافة المستويات. ما هي أولويات الحوار الوطني الليبي؟ أولويات الحوار إنشاء الله تكوين وحدة وطنية ولم شمل كل الليبيين والعمل على تسيير المرحلة القادمة من أجل الوصول بليبيا إلى بر الأمان والشروع في النهوض بأوضاع الليبيين اقتصادياً واجتماعياً وعلى كافة المستويات. هل نفهم بأن حكومة السيد عبد الله الثني مستعدة لتقديم تنازلات من أجل الوفاق؟ كل الأطراف مستعدة من أجل تقديم تنازلات من أجل ليبيا وكل ليبي وطني مخلص، عليه أن يتنازل عن مصلحته الشخصية من أجل ليبيا الوطن. وما الذي يأتي بعد الحوار من أولويات؟ من الأولويات وقف إطلاق النار ونزع السلاح وخروج المليشيات من خارج المدن وسيطرة الحكومة الوطنية على كل تراب الوطن واستتباب الأمن وحماية الموارد الوطنية التي هي ملك للشعب الليبي وحماية التراث الوطني الغني والشروع في بناء ليبيا المستقبل. كيف تميزون من داخل التنظيمات المسلحة بين الإرهابيين وغيرهم؟ المجموعات المسلحة ستندمج في الجيش والشرطة وباقي القوى التي ستكون بإشراف الحكومة الوطنية وهي التي لم ترتكب جرائم ضد الإنسانية، لكن المجموعات الإرهابية والتنظيمات المذهبية خط أحمر ولا نقاش معها ولا حوار، ويجب القضاء عليها، لأنها تشكل خطراً على ليبيا وعلى دول الجوار وعلى العالم بأكمله. إذن لا حوار مع هذه المجموعات؟ لا مصالحة ولا تفاوض مع كل من هو إرهابي يقتل الليبيين ويدمر مقدرات البلد. إذن حوار اليوم لا يوجد ضمنه المتحاورون أي طرف له علاقة بهذه الجهات. بكل تأكيد، لا جلوس، لا تفاوض مع الإرهابيين على أي مستوى. كيف يقيمون دور المغرب في حل الأزمة الليبية؟ المغرب له مكانة هامة لدى الليبيين وملك المغرب يحظى بمكانة خاصة لدى شعبنا، ونتمنى منهم ملكا وشعبا الوقوف معنا، كما وقفتم معنا في السابق إبان ثورة 17 فبراير, ونحن نقدر أن المغرب عانى من ويلات القذافي الذي عمل على محاولة شق وحدة المغرب الترابية وخلق متاعب لكم وخلق بؤرة البوليزاريو من أجل تشتيت المغرب. ونشكر المغرب مرة أخرى لوقوفه معنا في جميع الأزمات والمغرب حاضنة لنا دوماً. إذن تتطلعون إلى دور ملكي في الأزمة؟ نتمنى من الله ذلك أن يتدخل جلالة الملك ويعمل على جمع الأطراف الليبية كلها والاستفادة من المصالحة التي جرت في المغرب عبر قيم التسامح والتسامي من أجل الوحدة، ونعتبر أن المكانة التي يحظى بها الملك لدى جميع الليبيين تجعله قادراً على جمع لحمة الليبيين والوصول بليبيا إلى بر الأمان. هل هناك سعي ليبي للتعاون العسكري مع المغرب في مكافحة الإرهاب؟ المغرب مستقبلا نعتبره شريك أساسي اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، لأن المغرب ليست له مطامع في ليبيا، وكل ما يسعى إليه فهو من أجل ليبيا ومن أجل دعم الشعب الليبي في الوصول إلى حقن الدماء الليبية ودحر الإرهاب. ماذا عن نداء الجالية الليبية للمتحاورين اليوم؟ هو نداء وقعه ليبيون وليبيات مقيمون في المغرب، وهو دعوة للجميع من أجل عدم تضييع فرصة لقاء المغرب للخروج بحلول من أجل ليبيا المستقبل وهو دعم للوحدة الوطنية ولكل القوى الخيرة التي تسعى إلى مصلحة ليبيا أولا. أخيراً أستاذ، ماذا ينتظر الشعب الليبي من العرب؟ نرجو من جميع الدول العربية مساعدة شقيقتهم ليبيا في التعافي من أزماتها الطارئة، وأن يعملوا على دعم ليبيا في العودة إلى طريق النمو دولة قوية متسامحة وإيجابية لجيرانها وأمتها العربية. نحن نعمل من أجل تأسيس وبناء الدولة، لأن ما وجدناه بعد ثورة 17 فبراير هو مجرد مليشيات لا علاقة لها بمفهوم الدولة ونتمنى من الجميع، دعمنا في معركة بناء الدولة. نص الوثيقة التي تحمل نداء الوطن والموقعة من طرف الجالية الليبية المقيمة في المغرب والموجهة لفرقاء الحوار من أجل التعالي والتوحد لمصلحة ليبيا «نحن أبناء الجالية الليبية المقيمة بالمملكة المغربية الشقيقة، نناشد أخوتنا في كافة ربوع الوطن ممن هم مدعوون للحوار السياسي لحل الأزمة التي يمر بها وطننا الحبيب، والذي تنعكس آثاره السلبية على المجتمع وحياة المواطنين وأمنهم و سلامتهم كل يوم، وتزداد حدتها وتمتد مأساتها في جل مناطق الصراع المسلح بين ابناء الوطن الواحد، مما يسبب في شلل تام لأغلب المرافق الخدمية والحيوية، وضياع الحقوق الاساسية لابناء الوطن وفي مقدمتها كارثة إغلاق المدارس وحرمان جيل الغد الذي نعول عليه في بناء ليبيا المستقبل. وكذا الانقسام والشرخ المجتمعي الخطي الذي يقود حتما لحرب أهلية ضروس لا يمكن التنبؤ بويلاتها وآثارها. نتوجه بهذا النداء لكل الأطراف الداعمة للغة السلاح بين الفرقاء السياسيين، باستعمال لغة العقل وتغليب مصلحة الوطن وإحياء وتفعيل سبل الحوار السلمي لوقف اطلاق النار الفوري وتقديم التنازلات الممكنة لتدارك الازمة الحالية لوقف تداعياتها التي ستطال الجميع دون استثناء. ليبيا أمام التشبث بالمناطقية والجهوية ومنطق الاقصاء تفتح المجال على مصراعيه لفقد سيادتها ولتحويلها الى وكر للإرهاب. ومسرح للإجرام، واستنزاف خيراتها على حساب أبنائها وشعبها. إن رفض الحوار والتوصل لحلول ولو مؤقتا لوقف آلة الحرب هو الكارثة التي سندفع ثمنها جميعا ولأجيال وسنين طويلة قادمة. دعوتنا صادقة أمام الله والوطن للتحلي بالاخلاق الاسلامية الغراء، وعاداتنا وتقاليدنا, زادنا الاول إعادة بناء ليبيا التي هي ملك لنا جميعا, فهبوا لإنقاذها وفق قيم المواطنة والسلم والحوار والعقل». الدارالبيضاء بتاريخ 2015/03/03