وجه القنصل العام للدولة الليبية بالدارالبيضاء، «عبد المجيد غيث سيف النصر»، نداء يطالب فيه بالتدخل الشخصي للملك محمد السادس في الحوار الوطني الليبي، وذلك عقب الإعلان رسميا،اول أمس الثلاثاء، عن استئناف الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة بين الأطراف الليبيين حول المستقبل السياسي لبلدهم، والمنتظر انطلاقه اليوم الخميس في المغرب. وأكد قنصل ليبيا في الدارالبيضاء، خلال حديث خص به اليوم24، أن ليبيا تعول كثيرا على الدور الذي يمكن أن يلعبه الملك محمد السادس في إعادة الاستقرار إلى ليبيا، وقال القنصل الليبي إن المغرب عانى من جرائم النظام السابق بسبب القذافي، الذي «خلق البوليساريو وأراد تشتيت المغرب وتقسيمه»، ولازالت ليبيا تنتظر من المغرب المزيد من الدعم والمساندة، وأضاف القنصل أن دول الجوار لم تقف مع الثورة الليبية بوضوح، وتركوا ليبيا للفوضى، ولم نستطع تكوين دولة، بل إن هناك دولا مجاورة كانت تستفيد من أموال القذافي. وبعد انتصار ثورة 17 فبراير، تقصد نشر الفوضى لتثبت لشعوبها أن هذه الثورات فاشلة، ليرضوا بحكم الواقع، الشعب الليبي مرتاح إلى ملك وحكومة المغرب، لأن دولة المغرب ليست لها مطامع، وطبعا الدبلوماسية الليبية، التي تعد الممثل الشرعي التابع لوزارة الخارجية، تثمن اختيار المغرب. وبخصوص الجالية المغربية في ليبيا، قال عبد المجيد غيث على المغاربة أن يأخذوا احتياطاتهم وحذرهم، لأن الوضع في ليبيا غير مطمئن، وحول مسؤولية التحاق المتطرفين الجهاديين بليبيا قال القنصل العام، أحمل المسؤولية للمجتمع الدولي ودول الجوار، لأنها لم تساعد ليبيا. وثمن القنصل مبادرة الحكم الذاتي قائلا، نحن نرفض بشكل قاطع تقسيم المغرب، وأن يكون للصحراويين حكم ذاتي، لكن تحت السيادة الشرعية المغربية، وتحت الراية المغربية. وفي ختام حديثه، قال القنصل العام «إن ليبيا تنظر بتقدير كبير إلى نموذج المصالحة الوطنية، وجبر الضرر، ومسلسل الإنصاف والمصالحة المغربية سيكون مثالا للعدالة الانتقالية الليبية». وكان مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا أعلن في وقت سابق أنه قرر «استئناف مشاركته» في الحوار، لكنه لم يعلن عن مكان وزمان الجولة المقبلة من هذا الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة. فيما صرح صالح مخزوم، النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان غير المعترف به دوليا) خلال مؤتمر صحافي في طرابلس، أن «اتفاقا جرى مع رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون على استئناف الحوار الليبي الخميس في الأراضي المغربية». في سياق متصل، وجهت الجالية الليبية المقيمة بالمغرب نداء إلى عموم الشعب الليبي، تحت عنوان «نداء الوطن»، داعين كافة الأطراف إلى الانخراط في الحوار السياسي لحل الأزمة الليبية، ونبذ لغة السلاح، وتغليب مصلحة الوطن، وناشد النداء بضرورة «تقديم التنازلات الممكنة لتدارك الأزمة الحالية لوقف تداعياتها التي ستطال الجميع دون استثناء».