أكد نائب رئيس الوزراء البلجيكي ووزير الشؤون الخارجية، ديديي ريندرز، أن بلجيكا تهتم بالتجربة المغربية في مجال تكوين الأئمة وترغب في الاستفادة منها. وقال رئيس الدبلوماسية البلجيكية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب مباحثات أجراها مع الوزيرة المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة على هامش الدورة ال28 لمجلس حقوق الإنسان، « لدينا في بعض الدول مثل بلجيكا نقص في الاهتمام بتكوين الوعاظ والأئمة، وهو مجال راكم فيه المغرب تجربة جيدة». وأضاف «في جميع النقاشات التي أجريناها اليوم حول الأصولية، بإمكاننا اللجوء إلى شراكة في مجال تكوين الأئمة»، مشيرا إلى أنه ستكون لديه إمكانية دراسة هذا الموضوع خلال زيارته للمملكة في ماي المقبل. وبعد أن أشاد بالعلاقات المتميزة بين البلدين، أكد المسؤول البلجيكي على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية، داعيا في هذا الاطار الى تنظيم مشترك لمعرض كبير أو مهرجان في بلجيكا يتمحور حول المغرب. وحظيت تجربة المغرب في تكوين الأئمة بإشادة العديد من الدول الإفريقية والأوروبية، وذلك طبقا لمبادئ المذهب المالكي الذي يدعو إلى الاعتدال والوسطية، مشيرة إلى أن نجاح هذه التجربة دفع مجموعة من البلدان العربية والإفريقية إلى إبداء رغبتها في استلهام النموذج المغربي، والاستفادة منه للتصدي للأفكار المتطرفة والظلامية. وكانت فرنسا طلبت رسمياً من المغرب تأطير أئمتها وتلقينهم تعاليم الإسلام الوسطي، وهو الطلب الذي استجابت له الرباط. وبموجب اتفاق بين الطرفين سينتقل أكثر من خمسين إماما فرنسيا إلى الرباط من أجل الحصول على دورات تكوينية في العلوم الشرعية والقرآن، والسيرة النبوية، ثم ضوابط الفتوى، لغلق الباب أمام فوضى الفتاوى التي أصبحت منتشرة في مختلف المساجد الفرنسية. ومن بين الأهداف التي سطرتها باريس لهذه الدورة التكوينية هي أن يتمكن الأئمة من أخذ فكرة واضحة عن «الإسلام المستنير المتوسط الذي يعتمده المغرب». وتراهن الحكومة الفرنسية على تمكن الأئمة المُكوَّنين من تقديم الإسلام الصحيح لمسلمي فرنسا، ومحاولة إبعاد هؤلاء عن الجماعات المتطرفة التي بدأت تجد لها موطئ قدم في فرنسا، مستغلة في ذلك حملة العنصرية ضد المسلمين التي يقودها اليمين الفرنسي المتطرف.