المستفيد الأكبر من الجولة الواحدة والعشرين للدوري الاحترافي هو الوداد البيضاوي الذي عمق فارق النقط عن المطاردة، وكذا شباب خنيفرة الذي صنع فوزا بقيمة غالية، بالإضافة إلى اتحاد الخميسات الذي تصالح مع ذاته، وحقق انتصارا في ظرفية مناسبة، لكن الخاسر الأكبر في هذه الجولة الذي جاءت مبتورة من ثلاث مباريات هو شباب الحسيمة الذي صام عن الفوز لعشر دورات متتالية، وبالنظر إلى وضعية الفرق جميعها، فإن الثلث الأخير سيكون حارقا في جميع المحطات. حافظ فريق الوداد البيضاوي على موقعه في مركز الصدارة عقب عودته بانتصار ثمين ومستحق من الحسيمة على حساب شباب الريف، وعمق فارق النقط عن المطاردة المباشرة إلى خمس نقط، وهذا الانتصار الذي صنع خارج الدار مؤشر على الرغبة الكبيرة التي أضحت تحدو كل مكونات الفريق الأحمر للظفر باللقب، وهو رهان أصبح يتحكم فيه الوداد على بعد تسع جولات من نهاية الدوري. وإذا كانت النتيجة أسعدت فريق الوداد، فإنها - بالمقابل - أزمت وضعية شباب الريف الذي انزلق إلى الصف الأخير برصيد تسع عشرة نقطة، ورغم الاستنجاد بالمدرب عزيز العامري للخروج من أزمة النتائج التي عمرت بالريف طويلا، فإن فريق الحسيمة واصل حصد التعثرات، حيث لم يتذوق طعم الفوز لعشر جولات متتالية، ترى أي مصير ينتظر شباب الريف؟ وكيف السبيل للخروج من هذه القوقعة المظلمة؟ قمة أسفل الترتيب التي جمعت شباب خنيفرة والنادي القنيطري آلت نتيجتها لفائدة الفريق المضيف الذي رفع رصيده إلى 21 نقطة، وبهذا الفوز يكون شباب خنيفرة قد فتح هامشا مهما من حظوظ البقاء، شريطة أن يواصل صنع الإيجابي خلال القادم من الدورات، ولعل المدرب التونسي كمال الزواغي له من الوصفات التكتيكية والذهنية ما يجعله متفائلا بمصير الفريق الخنيفري. هزيمة الكاك أعادته من جديد إلى التشكيك، سيما وأن الفريق معني بالنزول وسيخوض المباريات القادمة تحت ضغط كبير، والمدرب هشام الادريسي يتحمل كامل المسؤولية في الوضعية التي يعيشها النادي القنيطري الذي يجر وراءه تاريخ كلبر، ويحظى بمتابعة جماهيرية واسعة. لقاء الكوكب المراكشي والفتح الرباطي، والذي قيل عنه أنه »محطة قمة« لم يرق إلى الحد الأدنى من التطلعات، وتميز، كما أشرنا إلى ذلك في الورقة التقديمية بالصرامة التكتيكية، حيث نهج مدرب خطة (4 - 3 - 3) ما جعل المباراة رتيبة في جل أطوارها. والملاحظ أن المدربين هشام الدميعي ووليد الركراكي يعتمدان نفس النهج الدفاعي بغلق المنافذ وانتظار الفرصة لتوقيع الهدف والحفاظ عليه بواسطة جدارين دفاعيين، وهو أسلوب لا يساهم في تطوير اللعبة، وإن دفع بالفريقين إلى صف المطاردة برصيد 34 نقطة. وجعل أحلام كل مدرب تكبر في الظفر بلقب الدوري، وإن كانت تصريحاتهما تخفي ذلك، ولعل موقع الفريقين سيدفع بهما إلى البحث عن تعزيز الرصيد خلال ما تبقى من الدورات، ولو على حساب المنتوج الفرجوي، مادام مدربا الكوكب والفتح يبحثان عن اقتناص النقط ولا تهمهما الطريقة، وكأني بهما يلعبان مباريات السد. مباراة أخرى انتهت باقتسام نقطتي التعادل، ويتعلق الأمر بالمحطة التي جمعت الجيش الملكي وأولمبيك آسفي، وهي نتيجة لاتخدم مصالح العسكريين الذي افتقدوا للبوصلة المفضية إلى الانتظار خلال الجولات الأخيرة، وتحديدا منذ التحاق الاطار الوطني حمادي حميدوش بالفريق العسكري، لذلك فالمدرب خليل بودراع مطالب بتصحيح المسار، على اعتبار أن الرصيد لا يتجاوز 25 نقطة ولا يؤمن وضعية الجيش الملكي. وفي المقابل يبدو أن فريق أولمبيك آسفي وجد ضالته خلال جولات الإياب ورفع رصيده إلى 28 نقطة، بات يحتل الصف التاسع، ومع ذلك فرهان المدرب يوسف فرتوت تحسين الموقع وتسلق الدرجات. المدرب جواد الميلاني دشن التحاقه بفريق اتحاد الخميسات بفوز ثمين على حساب الدفاع الجديدي، وهو فوز رفع رصيد الفريق إلى تسع عشرة نقطة، ومع ذلك حافظ الزموريون على موقعهم في الصف الأخير رفقة شباب الحسيمة، لكن هذا الأخير الذي جاء على حساب فريق يتواجد ضمن طابور المقدمة، سيرفع من معنويات لاعبي اتحاد الخميسات وسيقلل من حدة الضغوطات عليهم، ولعل التحدي الذي اختاره المدرب جواد الميلاني صعب للغاية، خصوصا وأن الجولات التسع المتبقية من عمر الدوري هي مباريات سد بالنسبة للفريق الزموري المطالب بتحويل المستحيل إلى ممكن، فهل يفلح المدرب الجديد في انتشال اتحاد الخميسات من موقعه، وتأمين وضعيته؟ إنه سؤال سيبقى معلقا حتى نهاية البطولة. النتائج شباب خنيفرة - النادي القنيطري 2 - 1 شباب الحسيمة - الوداد البيضاوي 1 - 2 اتحاد الخميسات - الدفاع الجديدي 1 - 0 الجيش الملكي - أولمبيك آسفي 1 - 1 الكوكب المراكشي - الفتح الرباطي 0 - 0