رئيس الحكومة لم يحسم في انتهائه على بعد أسبوع من تاريخه المعلن ترك رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الباب مفتوحا، بخصوص تمديد أو عدم تمديد الحجر الصحي، المفروض انتهاء مدته يوم 20 أبريل الجاري، أي بعد أقل من أسبوع ..وقال رئيس الحكومة الذي كان يتحدث أمام ممثلي الأمة مساء الاثنين ، إن الحاجة هي التي ستحدد ما اذا كنا سنضيف »أسبوعين أو أربعة أقل أو أكثر«، وهو بذلك لم يقطع الشك باليقين وترك الاحتمالات كلها واردة.. ويأتي التردد المغربي، على غرار ما يجري في العالم، من تريث وخوف من قرار سابق لأوانه قد تكون له عواقب وخيمة.. و حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية الجمعة الماضية من رفع متسرع لإجراءات العزل المتخذة للحد من تفشي وباء كوفيد-19، وقال إن هذا الأمر قد يتسبب بعودة “قاتلة” للفيروس. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس “كما الجميع، منظمة الصحة الدولية ترغب في رؤية رفع القيود. في الوقت نفسه، إن التسرع في رفع القيود قد يؤدي إلى عودة قاتلة” للوباء. وأضاف أن “تراجع (الإصابات بالوباء) قد يكون بمثل خطورة تفشيه في حال لم يتم التعامل معه على نحو سليم”. وتتشاور المنظمة مع الدول المعنية لصوغ استراتيجية لرفع الإجراءات تدريجا وبطريقة آمنة. ويتوجب توافر ستة شروط لإتمام ذلك: السيطرة على انتقال عدوى الفيروس، تأمين الصحة العامة والرعاية، تقليل المخاطر في البيئات المعرضة على غرار المرافق الصحية للمصابين بأمراض مزمنة ودور المسنين، اتخاذ تدابير وقاية في العمل والمدارس وغيرها من الأماكن المرتادة، رصد مخاطر الإصابات الآتية من الخارج وأخيرا جعل الناس مسؤولين. وشدد تيدروس على أن “لكل فرد دورا يلعبه لهزم الوباء”. و لم ينتظر الخبراء انحسار “الموجة” الأولى من تفشي فيروس كورونا المستجد ليحذروا من أن موجة ثانية ستضرب الولاياتالمتحدة في حال رفع الحجر المنزلي بشكل متسرع، أو في حال بدء هذا الرفع اعتبارا من مايو كما يأمل الرئيس دونالد ترامب. والسجال حول المسألة في الولاياتالمتحدة شبيه بالسجال الجاري في أوروبا، حيث سمحت إسبانيا الإثنين الماضي باستئناف جزئي للعمل في بعض القطاعات، فيما يتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا المساء تمديد الإغلاق إلى ما بعد الأربعاء. لكن هناك اختلاف أساسي، وهو أن النظام الفدرالي الأمريكي قائم على اللامركزية ويوكل صلاحية رفع الحجر المنزلي في نهاية المطاف إلى حكام الولايات الخمسين، حتى لو أنه يبقى بإمكان الرئيس مبدئيا استخدام سلطته لتنسيق استراتيجية وطنية. وبعد إحصاء نصف مليون إصابة، يبدو أن وتيرة انتشار العدوى بدأت تستقر، وقال مدير مراكز السيطرة على الأمراض روبرت ريدفيلد صباح الإثنين متحدثا لشبكة “إن بي سي” إن الولاياتالمتحدة “تقترب من ذروة” انتشار فيروس كورونا المستجد. لكنه اعتبر أن ذلك ينبغي ألا يقود إلى رفع تعليمات التباعد الاجتماعي والعمل من المنزل بين ليلة وضحاها، بل رأى أن إعادة تحريك عجلة البلد ستكون “آلية تدريجية، مرحلة بعد مرحلة، تجري على ضوء المعطيات”. فالفيروس الجديد المسبب لوباء كوفيد-19 لن يكون اختفى عند انتهاء الحجر المنزلي، كما أنه لن يكون أصاب الغالبية الكبرى من السكان، ما يبقيهم عرضة للعدوى، طالما لم يتوفر لقاح ضده. وكان الهدف من المرحلة الأولى تفادي إصابة عدد كبير من الناس في الوقت نفسه، ما يؤدي إلى استنفاد طاقات المستشفيات. غير أن الفيروس سيواصل انتشاره والإصابات ستتواصل. وقال مدير مركز الأبحاث حول الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا مايكل أوسترهولم لشبكة “إم إس إن بي سي” الإثنين “استيقظوا! العدوى ستطال في نهاية المطاف ما يصل إلى 50% من هذا البلد!”. وقال الرئيس السابق لوكالة الأدوية سكوت غوتليب الذي يقدم النصائح بشكل غير رسمي لترامب لشبكة “سي بي إس” الأحد إن نسبة الأمريكيين المصابين قد تتراوح بحلول نهاية الصيف بين 2 و5% فقط. وبالتالي، تدرس السلطات إعادة فتح البلاد ببطء مع مراقبة أي انتشار جديد للعدوى. وإن كان الخبراء والجامعيون يعرضون خططا كثيرة للقيام بذلك، فإن البيت الأبيض لم يطرح أي آلية، لا بل بدا ترامب مستاء من باحث اكتسب شهرة كبيرة في ظل الوباء العالمي، وهو مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي العضو في خلية الأزمة التي شكلها الرئيس لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بعدما قال للتلفزيون إن عدد الوفيات البالغ حاليا 22 ألفا كان يمكن أن يكون أدنى لو تحركت السلطات بسرعة أكبر لاتخاذ تدابير. وأعاد الرئيس نشر تغريدة الأحد تحمل وسم #اطردوا فاوتشي، رغم أنه بالأساس في موقف الدفاع بعد نشر تقارير تؤكد أنه قلل من مخاطر الوباء بالرغم من تنبيهات تلقاها من أجهزة الاستخبارات. تنص كل خطط الخبراء على وجوب القيام بمزيد من اختبارات كشف الإصابة، وتوفير المزيد من الأسر ة في المستشفيات، وتسخير المزيد من الوسائل لاقتفاء أثر المصابين ورصد الذين تواصلوا معهم. ويرى باحثون من جامعة جونز هوبكينز أن البلاد ستكون بحاجة إلى مئة ألف شخص من موظفين ومتطوعين، يعملون على اقتفاء أثر المصابين. لكن لم يتم اتخاذ أي تدابير بصدد كل ذلك. وحذر مدير معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة ولاية واشنطن كريستوفر موراي الذي يدير نمطا حول مسار انتشار الوباء يلقى متابعة كبيرة، متحدثا لشبكة “سي بي إس” بأنه “إذا فتحنا البلد بالكامل في الأول من مايو، لا شك أنه ستحدث فورة عدوى جديدة”، مقترحا أن تبدأ بعض الولايات برفع الحجر في منتصف مايو. ولم يحدث الأسوأ حتى اليوم، ما قد يعطي انطباعا خاطئا بالانتصار على الفيروس. فكاليفورنيا وولايات الساحل الغربي للولايات المتحدة عموما فرضت الحجر المنزلي في وقت مبكر نسبيا، ما جنبها مصير ولايات أخرى مثل نيويورك ونيوجرزي ولويزيانا وميشيغن. لكن حتى في نيويورك حيث تخطت الحصيلة عشرة آلاف وفاة، أعرب الحاكم عن ارتياحه لكون العاملين في أقسام الإنعاش لم يضطروا إلى فرز المرضى والاختيار بينهم. وفي ولاية تكساس، سيعلن الحاكم هذا الاسبوع جدولا زمنيا لرفع الحجر. وقال سكوت غوتليب “لا شك أننا سنعاود فتح (البلاد) بشكل ينطوي على مجازفة، هذا أمر لا مهرب منه”. وهو يرجح أن يسمح الحكام ورؤساء البلديات للشركات بإلزام ربما نصف موظفيهم بمعاودة العمل، أو أن يبقوا على الحجر المنزلي إنما فقط لمن هم فوق ال65 من العمر. لكن عالم الأوبئة مايكل أوسترهولم شدد “إننا بحاجة إلى إجماع وطني، الأمر لا يمكن أن يتوقف على كل من الحكام”. وأضاف محذرا “هذه ليست بداية النهاية، بل هي نهاية البداية. ما زال الطريق طويلا”. رفع تدريجي لتجنب «موجة ثانية”» وأكد خبراء في شؤون الأوبئة أن العزل في الصين يجب أن يرفع تدريجيا لتجن ب “موجة ثانية” من الإصابات بفيروس كورونا المستجد ، وذلك غداة رفع البلاد العزل عن مدينة ووهان، منشأ الوباء. ويبدو أن التدابير الصارمة لضمان التباعد الاجتماعي بما فيها منع السكان من مغادرة المدينة منذ أواخر يناير، أعطت ثمارها والحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها في المدينة الكبيرة الواقعة في وسط الصين والتي تعد 11 مليون نسمة. وفي حين كانت مقاطعة هوباي التي تضم ووهان، تسج ل آلاف الإصابات الجديدة يوميا في ذروة المرض، بات هذا الأخير على ما يبدو تحت السيطرة في الصين حيث سجلت حالتا وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. ولا يزال الوباء يودي بحياة الآلاف في سائر أنحاء العالم خصوصا في أوروبا والولاياتالمتحدة. واحتسب معدو الدراسة، وهم باحثون في جامعة هونغ كونغ، استنادا إلى نماذج حسابية، عدد الإصابات المؤكدة في أربع مدن صينية (بكين وشانغهاي وشينزن وونتشو) بين منتصف يناير وأواخر فبراير. وخلص الباحثون إلى أن إغلاق الشركات والمدارس وفرض قيود صارمة على الرحلات سمحا بتقليص معد ل إعادة انتاج الفيروس (عدد الأشخاص الجدد الذين التقطوا العدوى من كل مريض) إلى أقل من واحد، ما يسمح بتراجع تدريجي لعدد الإصابات، وفق ما جاء في مقالهم الذي نشرته مجلة “ذي لانست” الطبية البريطانية. وهذا بوضوح أقل من معدل انتقال العدوى في بداية تفشي الوباء والذي يقدر بين 2 و3، وهو مستوى كاف للسماح بتفش سريع للمرض. لكن وفق تقديرات الباحثين، فإن تراخي التدابير المتخذة بشكل سابق لأوانه قد يجعل المعد ل يرتفع إلى ما فوق الواحد، ما سيعيد انتشار الوباء مع عدد الإصابات الجديدة نفسه الذي كان موجودا أثناء الموجة الأولى. وقال جوزف وو، أحد أبرز معدي الدراسة، “إن بدا أن التدابير تسمح بتقليص عدد الإصابات الجديدة إلى مستوى ضئيل جدا ، من دون أن تكون هناك مناعة جماعية ضد كوفيد-19، يمكن بسهولة أن تظهر مجددا إصابات جديدة في وقت تعيد المتاجر والمصانع والمدارس فتح أبوابها. وهذا خطر أكبر من الخطر المتزايد باستيراد إصابات من الخارج في وقت لا يزال كوفيد-19 يتفشى في العالم”. وأضاف الخبير المعتمد في الأمراض المعدية أن “أفضل استراتيجية” للدول المتضررة جراء الفيروس إلى حين توفر لقاح، ستكون إيجاد نقطة توازن بين استعادة الأنشطة الاقتصادية وإبقاء التدابير المفروضة، للمحافظة على معدل إعادة انتاج الفيروس دون الواحد. ويجري في الدول الأوروبية حاليا التفكير بشأن طريقة رفع تدابير العزل بشكل تدريجي. ويسلط الباحثون الضوء أيضا على التفاوت الكبير في معدلات الوفيات جراء كوفيد-19: أقل من 1% خارج هوباي، و5,91% في هذه المقاطعة الأكثر تأثرا بالفيروس في البلاد. ويمكن تبرير هذا التباين باكتظاظ المستشفيات ومراكز الرعاية الطبية في المنطقة، وفق الدراسة. ويتغير التفاوت في معدلات الوفيات بين المقاطعات الصينية أيضا بناء على مستوى التنمية الاقتصادية، مع معدلاتتراوح بين صفر في منطقة جيانغسو المزدهرة إلى 1,76% في منطقة هينان الأشد فقرا . وأشار غابريال لونغ، أحد معدي الدراسة، إلى أنه “حتى في المدن الأكثر ازدهارا مثل بكين وشنغهاي، قدرات الأنظمة الصحية ليست غير محدودة، وستواجه صعوبة في مكافحة ارتفاع مفاجئ لطلبات العلاج.