المصادقة على 216 نصا قانونيا خلال سنة 2024    الغموض يحوم حول مصير اشتراكات وتعويضات 3 ملايين منخرط سيتم ترحيلهم عنوة لنظام AMO الحكومة صادقت على نسخة معدلة تضحي بمنخرطي كنوبس مقابل إنقاذ التعاضديات من الانقراض    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    مواطنون يشتكون من "نقطة سوداء" أمام كلية العلوم بطنجة دون استجابة من السلطات    افتتاح الدورة 25 لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    لقاء يجمع وهبي بجمعية هيئات المحامين    هولندا.. إيقاف 62 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بشغب أحداث أمستردام    نهاية أزمة طلبة الطب والصيدلة: اتفاق شامل يلبي مطالب الطلبة ويعيدهم إلى الدراسة    الحكومة: سيتم العمل على تكوين 20 ألف مستفيد في مجال الرقمنة بحلول 2026    امستردام .. مواجهات عنيفة بين إسرائيليين ومؤيدين لفلسطين (فيديو)    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية    المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي    "إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        نقطة واحدة تشعل الصراع بين اتحاد يعقوب المنصور وشباب بن جرير    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الموساوي, رئيس اتحاد مساجد فرنسا ل الاتحاد الاشتراكي .. الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس كانت بمثابة صدمة للمجتمع الفرنسي ككل ولمسلمي فرنسا على الخصوص

محمد المساوي هو رئيس سابق للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ( 2008/2013) والرئيس الحالي لاتحاد مساجد فرنسا، وهو اكبر منظمات مسلمي فرنسا على الإطلاق, من خلال حضورها الوازن بكل التراب الفرنسي,والتي تدافع عن إسلام معتدل كما هو موجود بالمغرب.
في هذا الحوار, يقدم لنا محمد الموساوي رؤيته لوضعية مسلمي فرنسا باعتباره احد الفاعلين الأساسيين وسطهم، وعن دور هؤلاء الفاعلين والوضع بفرنسا بعد العلميات الإرهابية الأخيرة.
الاعتداءات التي تطال المسلمين بفرنسا
هي في ارتفاع مستمر
منذ 5 سنوات،
وهو ارتفاع يختلف
من سنة إلى أخرى.
وهذا الشهر لوحده
(يقصد شهر يناير
الذي تم فيه الحوار) ارتفعت الاعتداءات وتضاعفت ثلاث مرات,
أي بارتفاع 130 في المائة
}} بصفتك رئيس اتحاد مساجد فرنسا، كيف هو وضع الجالية المسلمة بفرنسا بعد العلميات الإرهابية التي تعرضت لها باريس في 7 من يناير الماضي؟
الهجمات الارهابية التي ضربت باريس كانت بمثابة صدمة للمجتمع الفرنسي ككل ومسلمي فرنسا على الخصوص، خاصة وأن مرتكبي هذه الجرائم البشعة ادعوا تجاوزا وادعاء انهم قاموا بما قاموا به «للدفاع عن الدين والنبي « من خلال تصريحاتهم ، وكل مرة تحدث مثل هذه العمليات و ينظر الى الاسلام كمسؤول عن ذلك. مسلمو فرنسا يشعرون بقرب الاعتداء عليهم وهو ما حدث بالفعل من خلال الاعتداءات على المساجد والنساء المحجبات مباشرة بعد هذه العمليات التي استهدفت شارلي إيبدو.
شاب مغربي تعرض للقتل بجنوب فرنسا ولم تتحدث عنه الصحافة, خاصة وان الجاني تلفظ بألفاظ لها علاقة بالاحداث الإرهابية لأنه تحدث عن الله والإسلام وان الوضع الراهن اثر عليه وارتكب جريمته.
في هذا الإطار وقعت عدة اعتداءات مثيرة على بعض المساجد من إطلاق للرصاص وحرائق وكتابات مشينة ضد الإسلام والمسلمين،ولكن لا بد أن نشير إلى انه مباشرة بعد هذه الأحداث قام رئيس الدولة والوزير الأول ووزير الداخلية في مخاطبتهم للفرنسيين بالتأكيد على عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب, وان مسلمي فرنسا غير مسؤولين عن ما وقع, وأنه لا يجب أن نخلط بين المسؤوليات.قال الرئيس الفرنسي إن حرب فرنسا هي ضد الإرهاب وليست ضد الإسلام, وذلك في إشارة منه لضرورة التمييز بين الأشياء أثناء افتتاحه لندوة بمعهد العالم العربي حول التجديد بالعالم العربي الأسبوع الماضي.
طبعا تدخل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند كان قويا بمعهد العالم العربي وهو يسير في اتجاه مختلف تصريحات اعضاء الحكومة الفرنسية،الذين قاموا بتصريحات قوية لعدم الخلط والكراهية, لكن للأسف هناك جهات حاولت استغلال هذا الحدث و أرادت توظيف الحادث واستعمال العنصرية اللفظية ضد مسلمي فرنسا.
}} هل تتوفرون على إحصائيات حول الاعتداءات التي تطال مسلمي فرنسا او ما يسمى بالأعمال المعادية للإسلام؟
عندما كنت رئيسا للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ما بين 2008 و2013 وقعت على اتفاق مع وزارة الداخلية الفرنسية باسم المجلس من اجل خلق مرصد لإحصاء الاعتداءات التي تطال المسلمين، في السابق كان يتم التمييز بين الاعمال المعادية للسامية والأعمال العنصرية ,وبالتالي لم يكن باستطاعتنا ان نعرف الاعتداءات التي تمس المسلمين دون غيرهم.
وعندما تم توقيع هذه الاتفاقية سنة 2010 لاحظنا ان الاعتداءات التي تطال المسلمين هي في ارتفاع مستمر منذ 5 سنوات الاخيرة ، وهو ارتفاع يختلف من سنة الى اخرى.وهذا الشهر لوحده ( يقصد شهر يناير الذي تم فيه الحوار (ارتفعت الاعتداءات وتضاعفت ثلاث مرات اي بارتفاع 130 في المائة.)
}} بعد هذه الاحداث الارهابية مباشرة هناك بعض الإعلاميين الذين لم يترددوا في تحميل المسؤولية مباشرة لمسلمي فرنسا؟
هذا الامر كان يحدث دائما بفرنسا، ان قانون الجمهورية الفرنسية يتعامل معنا كأفراد، ومن يقترف أي عمل غير قانوني تتم متابعته كفرد وليس المجموعة التي ينتمي اليها، ولا يمكننا في هذه الحالة القول للمسلمين عليكم التعامل كأفراد وعندما يقترف فرد منهم عملا غير قانوني نحاسب الجميع.لهذا فالقانون يتعامل معنا كأفراد, والمعلومات التي نتوفر عليها حسب الجهة القريبة من الملف، تفيد أن الافراد الذين قاموا بهذه العمليات الاجرامية ليست لهم علاقة بالمساجد ولم يمر اغلبهم بأية مساجد إلا تردد بعضهم في حالات نادرة، واغلب هذه الحالات المتهمة بالإرهاب مروا من العمل بالشبكات الاجرامية الى العمل بالشبكات الارهابية. وإذا مر بعضهم بالمسجد لبعض الوقت, فإن الأساس أن هؤلاء تخرجوا من المدرسة الجمهورية ولهم اسر ومروا بمؤسسات اخرى تابعة للجمهورية ,لهذا لا يمكننا القول بتاتا ان المسجد هو من يتحمل المسؤولية في توجههم هذا, بل العديد من مؤسسات الجمهورية التي مروا بها وترعرعوا بها.وعدم تحميل المسؤولية لهذه المؤسسات هو اجحاف وتغاضي عن الواقع.
}} بعد هذه العمليات فتح النقاش من جديد حول الإسلام بفرنسا، وهل يوجد بفرنسا «اسلام فرنسي» او «اسلام بفرنسا» وهو نقاش طرحه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وزعيم المعارضة حاليا.طبعا هذا يجرنا ايضا الى النقاش حول دور المؤسسات الاسلامية في تلقين الدين الاسلامي وهناك من يعتبرها غائبة مثل مجلس مسلمي فرنسا وباقي الجمعيات الاسلامية وكيف يتم بفرنسا استقطاب شباب عبر الانترنيت من طرف مجموعات جهادية من سوريا والعراق واليمين في غياب دور الاسرة وكل مؤسسات الاسلام بفرنسا؟
هذه حقيقة, الشباب من أصول مسلمة لا يترددون كثيرا على المساجد وهذا لا يخص الاسلام فقط بفرنسا, بل باقي الديانات كالمسيحية وغيرها.وتحميل الجالية المسلمة مسؤولية عدم وصولها الى كل الشباب المسلم هو فيه مفارقة كبيرة, فبفرنسا التربية تقع على عاتق المعلم والسلطات العمومية ونطلب من الإمام ان لا يخرج من مسجده.اي دوره هو القيام بالشعائر، اليوم نطلب من الامام كيف يصل الى الشباب خارج المسجد. المؤسسات علينا محاسبتها حسب مسؤوليتها, اي هل الشباب الذي تردد على مسجد او جمعية معينة ادى به ذلك الى الانحراف والإلتحاق بالمجموعات الارهابية ام لا؟ والواقع يكذب ذلك، الذين يترددون على المساجد لم يمسهم الارهاب, بل الاكثر من ذلك المسؤوليات مشتركة، مثلا اكثر من 50 في المائة من الكاثوليك الذين يعتنقون الاسلام يلتحقون بالحركات الارهابية، لمن سوف نحمل المسؤولية، هل نحمل المسؤولية للكنيسة الكاتوليكية عن هؤلاء الشباب الذين ترعرعوا في اطار ثقافة مسيحية يهودية والتحقوا بمنظمات متطرفة.
تحميل المسؤولية الى الائمة في عدم قدرتهم الوصول الى جميع الشباب هو فيه اجحاف ايضا. نحن ايضا نتساءل لماذا يعزف الشباب عن المساجد ويفضل تلقي شعائر الدين عبر حاسوبه، ربما لان اللغة المستعملة داخل المساجد ليست هي اللغة التي ينتظرها ويفهمها.اوربما التعليم الديني غير منظم وهي مسؤوليات حقيقية لا بد من تحملها.لكن لا يمكن ان نحمل كل المسؤوليات للمؤسسات الدينية لوحدها.
}} وكيف تفسر عجز مؤسسات الإسلام الفرنسي عن الوصول إلى هؤلاء الشباب، هل ذلك في نظرك يعود إلى طرق عملها او ارتباطها بالبلدان الأصلية, هناك تفسيرات متعددة تعطى لذلك، لكن بصفتك احد مسؤولي الإسلام الفرنسي كيف تفسر ذلك؟
لا بد أن نعترف أن اغلب الأئمة الموجودين بالمساجد غير مكونين بشكل جيد لكي يصلوا إلى الشباب الذي ترعرع بفرنسا،لكن ظاهرة عزوف الشباب عن المؤسسات الدينية وتفضيله لمؤسسات اخرى مثل المواقع الالكترونية هي ظاهرة تمس المسلمين وباقي الديانات، لان العولمة اليوم جعلت من التدين سلوكا انفراديا، وأصبح الشاب اليوم يريد اختيار كل شيء بشكل فردي ويتعامل مع كل شيء كبضاعة موجودة بالسوق ويختار منها ما يشاء.وهذا يجعل المسؤولية هي مسؤولية الجميع سواء المؤسسات الدينية او غير الدينية. مثلا في ضواحي المدن الفرنسية او الضواحي الفقيرة كانت توجد بها في السابق مؤسسات دينية وجمعوية قوية تقوم بتأطير الشباب وتعليميه العديد من الامور، مثل الجمعيات الكاتوليكية والشيوعية الفرنسية. اليوم اختفى كل هذا من الساحة. وكانت هذه المؤسسات تعلم الشاب كيف يعبر بشكل حضاري وقانوني داخل مؤسسات الجمهورية ويعبر الشباب من خلالها على مطالبه، اليوم هناك فراغ تام في هذا الجانب.
ظاهرة العنف اليوم التي نشهدها بأوربا ليست جديدة، فقد سبقها العنف اليساري، حيث اننا نتذكر في الستينات والسبعينات جماعات راديكالية يسارية باسم الفوارق الطبقية والدفاع عن العمال قامت بعمليات ارهابية, الكل يذكر الألوية الحمراء وغيرها من المنظمات المتطرفة العنيفة بأوربا.
اليوم الارهاب الذي يتم باسم الإسلام، هو عمل من طرف مجموعات تستقطب اليوم كل من أراد ان يصفي حساباته مع المجتمع الذي يعيش فيه ويتم استعمال الإسلام في هذا الإطار.
}} نلاحظ ايضا ان مسلمي فرنسا لا يتوفرون على نخب إعلامية وثقافية لها دراية بالمشهد الإعلامي الفرنسي وبالرأي العام، ولها قدرة على الرد والجدل حول قضايا تمس الإسلام او حول كتابات وأعمال روائية تمس الاسلام، بماذا تفسر هذا الغياب؟ كما نلاحظ ايضا ان الردود تكون في مواقع وفي عوالم ليست لها علاقة بما يوجد في فرنسا ، من وسائل اعلام بعيدة عن هذا المشهد والواقع بفرنسا؟
تاريخ الهجرة المغربية بفرنسا هو خاص، بدأ بهجرة عمالية في منتصف القرن الماضي, حيث كانت تبحث عن عمال يتم البحث عنهم في المنطقة المغاربية وافريقيا جنوب الصحراء، وتم فقط استقطاب عمال للقيام بعمل يدوي وشاق ولم تكن هناك نخبة وسط هذه الجالية. والهجرة الطلابية جاءت بعد ذلك بعقود، والجالية المسلمة تحتاج الى وقت اكثر من اجل خلق وتكوين نخبة خاصة بها بفرنسا مثل باقي الاقليات التي تتواجد بفرنسا منذ قرون. والمقارنة التي تتم بين الجالية المسلمة والجالية اليهودية هي غير صحيحة، مثلا الجالية اليهودية تنظمت منذ قرنين مند 1808 في عهد نابليون وكان رجال الدين موظفون مع الدولة. الديانة الاسلامية جاءت بعد قانون 1905 الذين يفصل الدين عن الدولة، ولم تعد الدولة تتحمل مصاريف التدبير او التكوين للديانات. الوضع كان مختلفا للجالية المسلمة التي كانت فتية وليست لها القدرات للتنظيم والتكوين وما يتم حتى الان مازال في بدايته. المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية عمره 10 سنوات، ولا يمكننا ان نقارنه بباقي المؤسسات التي لها قرنان او اكثر.
المثقفون من اصول مسلمة لا يدافعون عن هذه الاقلية بتلقائية, بالإضافة الى ان عددهم قليل, بل ان بعضهم يعتقد ان الهجوم على الاسلام هو الطريق للترقي الاجتماعي والفكري بفرنسا.
والجالية المسلمة بفرنسا سوف تحتاج الى الوقت من اجل تنظيم نفسها، وتكوين نخبتها الفكرية والإعلامية ومن يدافع عن ثقافتها.
}} في السنوات الاخيرة تطورت بفرنسا سلوكات العنصرية والثقافة الانطوائية والخوف من الآخر،ونلاحظ ان الكتب ذات الطابع العنصري اصبحت تحقق مبيعات استثنائية، مثلا «الانتحار الفرنسي» لاريك زمور حقق اكثر من نصف مليون نسخة في المبيعات، كتاب ويلبيك «الاستسلام» حول افتراض ان رئيس مسلم سيحكم فرنسا في طريقه الى تحقيق نجاح كبير، كيف تفسر هذا الاتجاه العام بفرنسا بصفتك فاعل جمعوي ومثقف مقيم بفرنسا منذ عقود؟ هل هذه الظاهرة فرنسية ام اوربية,أي ارتفاع قوة الحركات الفاشية والمتطرفة سياسيا، الانطواء على الذات والخوف من الآخر, بصفة عامة وخاصة الاسلام؟
الظاهرة التي ذكرت لم تعد خاصة بفرنسا، بل تمس عددا من الدول الاوربية مثل المانيا، الحركات الشعبوية عرفت نموا في اطار ازمة اقتصادية واجتماعية قوية. في السابق كانت العنصرية تمس الاجنبي بصفة عامة، اليوم مع بروز الاسلام في الساحة العمومية خلق النقاش حول الهوية بأوربا وبدأ البعض يتساءل هل هذه الهوية الجديدة والبارزة والقوية سوف تطغى على الهوية الأوربية, هذا الخطاب التخويفي يؤثر على بعض المواطنين الذين يعتبرون ان العولمة اثرت على مستواهم الاقتصادي وسوف تؤثر على هويتهم الثقافية ايضا.
المسلمون عليهم ان يطمئنوا المجتمع الفرنسي، فهم في مجتمع لا تحكمه القوانين فقط ,بل العادات ايضا الاجتماعية التي لها تأثير, لهذا فحتى بعض الاشياء التي يسمح بها القانون يجب التفكير في رد فعل المجتمع عند رؤيته لها.
}} اي ان بعض المسلمين مسؤولين عن بعض ردود الأفعال السيئة التي يعيشها المجتمع الفرنسي؟
طبعا البعض يعتقد انه يعيش منعزلا عن باقي المجتمع. ونعرف انه داخل المجتمع ليس هناك فقط القانون, هناك العلاقات الاجتماعية التي يتحكم فيها التعايش والتآخي اكثر من القانون. واذا اخذنا شعار الجمهورية: المساواة، الحرية والإخاء. يسهل عليك وضع قانون لدعم المساواة والحرية, لكن لا يمكنك القيام بذلك لمبدأ الاخوة بين الناس والمواطنين، هو امر يحتاج الى جهد المواطنين فيما بينهم وليس الى قانون لتحقيقه داخل المجتمع. وعلى مسلمي فرنسا ان يحسسوا الآخرين ان الاخوة تنبعث منهم تجاه الآخرين, من مواطنيهم والى بلدهم فرنسا.
}} هناك شباب من اصل مسلم بفرنسا رفض القيام بدقيقة صمت لصالح ضحايا شارلي ايبدو، بل هنا من اشاد عبر الانترنيت بهذه الهجمات، كيف يمكن تفسير ذلك؟
هي حالات نادرة في اعتقادي ويجب شجبها ,ليس هناك مبرر لتشجيع هذا النوع من السلوكات. واي شاب مسلم بفرنسا يجب ان يكون له احساس تجاههم وتجاه آلام عائلاتهم بعد ما اصابهم.وان يقتسم شعور الضحايا وعائلاتهم. وهذا الحق الادنى للمواطنة.ولا يمكننا ان نبرر ما قاموا به, لكن في نفس الوقت علينا فهم اسباب هذا النوع من السلوكات.
سلوكات بعض الشباب لها تفسير آخر، هو رفض كل انواع السلطة كيفما كانت بما فيها الابوية، سلطة المدرسة. لهذا هذا الرفض هو احيانا تلقائي دون التفكير في العواقب, وهناك بعض الشباب مدفوعين الى هذه الممارسات من طرف بعض الجهات, ونحن كمسلمين بفرنسا علينا ان نشجب مثل هذه الظاهرة.
}} هناك تعاون بين المغرب وفرنسا في تكوين الأئمة، كيف يتم هذا التعاون بصفتك مسؤولا عن احد اكبر جمعيات المساجد بفرنسا؟
قضية تكوين الأئمة أصبح اليوم تحديا كبيرا بفرنسا، بالإضافة الى الجانب الأمني والاستخباراتي والقانوني الذي اقترحه الوزير الاول مانييل فالس على البلد. هناك جانب تكوين الأئمة والمرشدين الدينين داخل السجون وهو تحدي آخر، والتجربة المغربية في هذا المجال مهمة خاصة بعد فتح معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدين والمرشدات. هذه الخبرة المغربية الجميع يريد الاستفادة منها من كل انحاء العالم، من مالي الى تونس وقطر والامارات والكويت وحتى الشيشان،كلها ترغب في الاستفادة من هذا التكوين. ونحن بدورنا كجمعيات فرنسية «اتحاد مساجد فرنسا « طالبنا الاستفادة من هذا التكوين من خلال قبول شباب ولد بفرنسا وتشبع بثقافتها للتعلم في هذه المؤسسة. لأن بعض الائمة رغم معرفتهم الدينية ليس لهم إلمام بالواقع الفرنسي وبالمجتمع الفرنسي وخصوصياته.وبعد التوفر على عدد كافي من الائمة نهدف الى اطلاق معهد بفرنسا يقوم بهذا التكوين الديني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.